بعد أسبوع واحد على الأحداث الإرهابية التي عاشتها العاصمة الفرنسية باريس، والتي أودت بحياة 17 شخصا، خلال هجومين استهدفا مجلة «شارلي إيبدو» الساخرة ومحلا للمأكولات اليهودية، أعلنت النيابة الاتحادية البلجيكية عن مقتل شخصين، مساء أول أمس الخميس، خلال عملية ضد جهاديين كانوا بصدد التحضير لشن هجمات إرهابية على مستوى كبير في مدينة فيرفيي شرق بلجيكا. وأعلنت النيابة الاتحادية تنفيذ الشرطة البلجيكية عملية واسعة النطاق ضد مجموعة مكونة من إسلاميين متطرفين يبلغ عددهم عشرة أشخاص، بعضهم عاد من سوريا. وأضافت النيابة أنهم أطلقوا النار من أسلحة آلية على الشرطة الاتحادية وتمت السيطرة عليهم. وقد أسفرت المواجهات عن قتل مشبوهين، في حين تم توقيف 13 شخصا، دون أن يصاب أي شرطي أو مدني في العملية. وفي تعليقه، نفى رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس وجود أي رابط مباشر في المرحلة الراهنة بين اعتداءات باريس الأسبوع الماضي وعملية مكافحة الإرهاب التي وقعت في بلجيكا. وأكد مسؤول بالنيابة الاتحادية أن «التهديد كان يتعلق بأجهزة الشرطة، وتم رفع مستوى الإنذار إلى المستوى الثالث على سلم من أربعة مستويات بالنسبة إلى مفوضيات الشرطة وقصر العدالة ببلجيكا». وفي ألمانيا قامت عناصر الشرطة الألمانية صباح أمس الجمعة ببرلين بعملية مداهمة واسعة النطاق في الأوساط الإسلامية. وأعلنت الشرطة أن العملية، التي تمت دون حوادث، وقام بها 250 عنصرا من الشرطة، من بينهم عناصر من ثلاث فرق للتدخل الخاص، أسفرت عن توقيف مواطنين تركيين. الأول عمره 41 عاما، يشتبه بأنه يتزعم مجموعة إسلامية متطرفة تضم أتراكا وروسا من الشيشان أو داغستان. وتعتقد السلطات الألمانية أن المجموعة كانت تعد لعمل عنيف وخطير في سوريا، دون إعطاء تفاصيل أخرى. فيما أشارت إلى أن المعتقل الثاني، وعمره 43 عاما، كان يهتم بمالية المجموعة. وأوضحت نيابة برلين أن المجموعة كانت تضم خمسة أفراد ومركزها في وسط العاصمة الألمانية، مشيرة إلى أنه لم يتم توقيف العناصر الثلاثة الآخرين لعدم وجود أدلة كافية بحقهم. وأضافت أن ليس هناك أي دليل يشير إلى أن الأشخاص المستهدفين كانوا يخططون لاعتداءات في ألمانيا. أما في فرنسا فقد كشف مصدر قضائي أمس الجمعة عن اعتقال 12 شخصا في المنطقة الباريسية في سياق التحقيق حول اعتداءات الأسبوع الماضي في باريس. وأضاف المصدر ذاته أن الموقوفين، وهم تسعة رجال وثلاث نساء، سيتم استجوابهم حول أي دعم لوجستي محتمل قد يكونون قدموه لمنفذي الاعتداءات، خصوصا الأسلحة والسيارات. وأفاد مصدر في الشرطة أن المحققين تابعوا عدة أشخاص في الأيام الماضية تم تحديد هوياتهم بفضل التحقيق، الذي شمل أشخاصا في محيط الشقيقين كواشي منفذي الاعتداء على «شارلي إيبدو»، وكذا كوليبالي الذي قتل شرطية وأربعة يهود.