أعلن وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز أمس الجمعة أن عمليات مكافحة الإرهاب التي باشرتها الشرطة الخميس في بلجيكا «انتهت على الأرض». وقال ديدييه ريندرز إن «العمليات انتهت على الأرض، والآن نقوم بتقييم المعطيات وسنرى من جانب الشرطة والسلطات القضائية إن كانت هناك خطوات أخرى يتحتم القيام بها» وذلك غداة عملية واسعة النطاق أسفرت عن مقتل شخصين يشتبه بأنهما من الجهاديين وتوقيف ثالث. وقامت الشرطة البلجيكية أمس الخميس بعملية لمكافحة الإرهاب واسعة النطاق في عدد من المدن أدت إلى مقتل شخصين يشتبه بأنهما جهاديان في فيرفييه شرق البلاد كانا يخططان لاعتداءات وشيكة بعد أسبوع على اعتداءات باريس الدامية. وقال ريندرز إن «عددا كبيرا من المداهمات» جرت في مجمل أنحاء البلاد وفي فيرفييه قام «الأشخاص الثلاثة العائدون من سوريا بإطلاق النار على قوات الأمن التي ردت ما أدى إلى وقوع معارك عنيفة». وأكد أن التهديد بتنفيذ اعتداءات كان «موجها إلى قوات الشرطة»، وقال انه ليس هناك «أي رابط مؤكد مع الاعتداءات التي وقعت في فرنسا» مشيرا إلى «تبادل معلومات كان مفيدا جدا». وأضاف «ليس هناك رابط بين اعتداءات باريس والاعتداءات المزمعة في بلجيكا، ولا بين الشبكتين، لكن ثمة على الدوام تسارع للمبادرات على ضوء الوضع الميداني» مضيفا أن «اعتداءات باريس حملت على تسريع الخطوات لدينا». وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء اثر اجتماع أزمة ترأسه رئيس الوزراء إن «هذا الأمر يدل على عزم الحكومة البلجيكية على محاربة الذين يريدون زرع الخوف»، مضيفا أن «الخوف يجب أن ينتقل إلى المعسكر المقابل». وأضاف المتحدث فريديريك كوديرلييه إن رئيس الحكومة «أكد انه منذ بعد أول أمس الخميس بدأت عملية واسعة النطاق هي ثمرة أشهر من التحقيق والعمل». وأوضح أن هذه العمليات «تستهدف خصوصا شبانا عادوا من مناطق القتال وخصوصا من سوريا». وأشار إلى أن رئيس الحكومة ووزيري الداخلية جان جمبون والعدل كوين غيينس يتابعون «لحظة بلحظة» العمليات التي كانت لا تزال جارية حتى قبيل منتصف الليل. وكان مساعد النائب العام اريك فان دير سيبت قال في مؤتمر صحفي انه «تم تنفيذ عشر عمليات تفتيش في فيرفيي» بشرق البلاد حيث قتل متطرفان، كما نفذت العمليات في بروكسل وضواحيها. وأوضح تيير فيرتس وهو مساعد آخر للنائب العام «إن هذه الخلية العملانية كانت مكونة من عشرة أشخاص بعضهم عائد من سوريا»، مضيفا «كانوا على وشك ارتكاب اعتداء كبير». وأعلن فيرفيي «أطلق المشبوهون النار من أسلحة آلية على الشرطة الاتحادية وتمت السيطرة عليهم. وقتل مشبوهان» في حين «تم توقيف ثالث في المكان» مشيرا إلى أن أي شرطي لم يصب خلال الحادث. وتشهد بلجيكا نشاطا كبيرا للإسلاميين المتشددين بين سكانها المسلمين، وتقوم بدور بارز في جهود الاتحاد الأوروبي للتصدي للخطر الذي قد يمثله «المقاتلون الأجانب» بعد عودتهم من سوريا. وبلجيكا عضو في تحالف تقوده الولاياتالمتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية فهي تشارك بست طائرات إف 16 في الضربات الجوية في العراقوسوريا. ومن المقرر أن تصدر محكمة في انتويرب حكما ضد 46 شخصا متهمين بتجنيد شبان للإنضمام إلى جماعات جهادية في سوريا في أكبر محاكمة لمتشددين إسلاميين في بلجيكا إلى الآن. وكان من المقرر أن تصدر المحكمة الحكم هذا الأسبوع لكنه تأجل بعد العنف في باريس.