- ما هو تقييم السياق الداخلي والخارجي الذي ميز فاتح ماي لهذه السنة؟ < فاتح ماي جاء في ظرف دولي ووطني متسم بصعوبات اقتصادية مرتبطة بالأزمة المالية العالمية، التي كان لها دون شك انعكاس على الواقع الاجتماعي والاقتصادي للمغرب، حيث لا يمكننا حجب الشمس بالغربال، فالعديد من المؤسسات والقطاعات تشكو وتعاني كالسيارات والنسيج... تداعيات هذه الأزمة ظهرت أيضا في غلاء المعيشة وندرة بعض المواد الاستهلاكية، مما كان له انعكاس قوي على القدرة الشرائية للمواطنين وللطبقة العمالية على وجه الخصوص. هذه الطبقة ستكون لها ملفات مطلبية ضخمة ستعبر عنها في هذه المناسبة، بعضها متراكم عبر السنين ويتطلب حلولا جذرية، والآخر طارئ نتج عن الأزمة العالمية الدولية وتأثيرها على الاقتصاد المغربي. وأعتقد أن من القضايا التي تطرح بقوة نتائج الحوار الاجتماعي بين الحكومة والنقابات وأرباب المقاولات، والوضع الناتج عن مشروع مدونة السير، وكذا المطالب المرتبطة بالضمان الاجتماعي والتغطية الصحية، فضلا عن الأزمة التي يعيشها قطاعا التعليم والصحة، ومعضلة البطالة سيما في صفوف حملة الشهادات العليا، والذين سيكون لهم حضور في مسيرات فاتح ماي، ولا يجب إغفال المطالبة بالإدماج في سوق الشغل. - لكن فاتح ماي للسنوات الماضية كان يمر في فتور؟ < بالفعل كانت هذه المناسبة منذ سنة 2000 تمر في أجواء باردة، وذلك لأنه يتم التوصل قبيل فاتح ماي إلى اتفاقات بين مختلف الفرقاء، مما يساهم في تهدئة الأوضاع، ولكن فاتح ماي لهذه السنة سيكون مختلفاً، فتداعيات الأزمة العالمية واستشراء البطالة وتسريح الآلاف من العمال كلها مؤشرات على وجود اختناقات اجتماعية متراكمة ستؤدي إلى فاتح ماي يذكرنا بفاتح ماي إبان عقد السبعينيات والثمانينيات. - كيف تنظرون إلى الحوار الاجتماعي وما عرفه من تطورات؟ < لا بد من الاعتراف أولاً أن تشتت المركزيات النقابية يفقد الحوار الاجتماعي قوته، لأنه لا توجد قوة نقابية ضاغطة على الحكومة، فلكل آراؤه المتضاربة حيث لا تجد هذه الحكومة أمامها خصما عنيدا ومفاوضا قويا، وما نراه هو طرف نقابي “يشرق” وآخر “يغرب”، وهو ما يطرح تساؤلا مفاده من يحاور من، ولست أدري إن كنا إزاء مفاوضات جدية وحوار حقيقي أم أن الأمر مجرد جولات لكسب الوقت. وأظن أن على الحكومة، وهي بدورها ضعيفة، أن تخطو خطوات جريئة لإيجاد حلول جذرية للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية المتراكمة.