بات تنظير القصبات الرئوية أو ما يعرف ب«البروكسكوبي» الإجراء الطبي الذي يستخدم فيه المنظار لرؤية الطرق التنفسية من الداخل، ويشمل ذلك الحنجرة، وهي (حجرة الصوت)، والرغامى (القصبة الهوائية) والقصبات الفرعية في الرئتين، وهو إجراء خارجي، أي أن المريض يذهب إلى بيته في نفس اليوم، بعدما يعطيه الطبيب دواء مهدئا، ثم يدخل المنظار من الفم أو الأنف ويدفعه باتجاه الرئتين برفق. ويتكون المنظار من أنبوب طويل رقيق مرن مصنوع من الألياف البصرية، يقوم بنقل الصور من نهايته إلى عدسة أو شاشة، ويستطيع الطبيب التحقق من أسباب الكثير من أعراض السبيل التنفسي، كألم الرغامى، أو صعوبة التنفس أو النزيف أو ألم الصدر، كما يستطيع الطبيب إذا اشتبه في نسيج ما أثناء التنظير أن يأخذ خزعة منه ليتم فحصها فيما بعد، وقد يعاني المريض من تقرح في البلعوم وبحة في الصوت تستمر بضعة أيام بعد إجراء التنظير. تنظير القصبات الهوائية يمكن القول بأن تنظير القصبات الهوائية تقنية خاصة تستخدم لرؤية باطن القصبات، ويتناول هذا القسم تشريح جهاز التنفس. وتسمح الرئتان بتزويد الدم بالأوكسجين، إذ يصبح الهواء الذي يستنشقه الإنسان بتماس شبه مباشر مع الدم في الرئتين، وعند الشهيق يدخل الهواء من الفم والأنف، ثم يمر في الحنجرة من خلال الحبال الصوتية، ويصل إلى القصبة الهوائية الرئيسية التي تسمى الرغامى. وبعد الرغامى، يمر الهواء في عدد من الأنابيب التي تتفرع إلى أنابيب أصغر حجما، وتعرف هذه الأنابيب باسم الأنابيب القصبية. وفي نهاية الأنابيب القصبية الهوائية أكياس صغيرة مثل البالونات تدعى الأسناخ. إن جدران هذه الأسناخ رقيقة جدا، حيث تسمح للأوكسجين بالدخول إلى الدم وتسمح لثاني أكسيد الكربون بالخروج منه إلى الرئتين حتى يطرد خارج الجسم عند الزفير. وتفرز البطانة الداخلية للأنابيب القصبية مواد خاصة تدعى المخاط. ويساعد المخاط في التقاط الشوائب من الهواء، وتطرح الرئة المخاط بشكل مستمر، وهناك أهداب دقيقة على السطح الخارجي لخلايا الرئة تتولى دفع المخاط إلى الخارج بصورة مستمرة. إن دفع المخاط إلى الخارج يجري على نحو تلقائي عادة، أما حين تزداد كمية المخاط، فإن الإنسان يضطر إلى السعال لإخراجه. تنظير القصبات يستخدم الطبيب منظار القصبات خلال عملية تنظيرها، ومنظار القصبات هو أنبوب مرن مصنوع من الألياف الضوئية، يقوم بنقل الصور من نهايته القريبة من النسيج إلى عدسة في نهايته القريبة إلى عين الطبيب أو إلى شاشة فيديو. وخلال تنظير القصبات، يستخدم الطبيب المنظار لرؤية الحنجرة والرغامى والمجاري الهوائية للرئتين. يظهر تنظير القصبات تفاصيل داخلية كثيرة لا تستطيع صور الأشعة إظهارها. وتوجد داخل منظار القصبات قناة مفتوحة تسمح بإدخال أدوات عبر المنظار، بهدف أخذ عينات من النسيج أو بهدف كي النقاط النازفة أو إزالة المخاط الكثيف الذي يغلق المجاري الهوائية. إن الطبيب الذي يجري عملية تنظير القصبات هو طبيب متخصص في أمراض الجهاز التنفسي. ويمكن استخدام تنظير القصبات لدراسة الكثير من أعراض الجهاز التنفسي مثل الألم في الرغامى وصعوبة التنفس والنزف والأورام والألم الصدري. إن الصور الواضحة التفصيلية التي تظهر على الشاشة عند التنظير تساعد الطبيب على تشخيص الأمراض. الدواعي العلاجية في بعض الحالات يمكن استخدام تنظير القصبات من أجل معالجة المرض، مثلا، عند وجود أحد الأورام التي تعيق التنفس فمن الممكن استئصاله بالتنظير، كما يمكن أيضا استخدام تنظير القصبات لاستئصال أجسام غريبة دخلت مجرى التنفس من غير قصد، أما عند وجود أورام سرطانية فيمكن أيضا استئصال جزء منها من أجل إجراء المزيد من الفحص، ويسمى هذا الجزء خزعة، ويمكن أيضا أخذ خزعات لدراستها بحثا عن الجراثيم التي تسبب عدوى الرئة التي تسبب الالتهاب الرئوي. ويقدم الطبيب للمريض شرحا عن الأسباب التي تدفعه للتوصية بتنظير القصبات. ويستغرق إجراء التنظير عادة من نصف ساعة إلى ساعة، ولا يشعر المريض أثناء تنظير القصبات بأي ألم في الأحوال العادية؛ ويبقى قادرا على التنفس، اللهم إحساسه بضغط منظار القصبات عند إدخاله. وقد ينزعج بعض المرضى قليلا من هذا الشعور؛ لكن ردود أفعال المرضى تجاه العملية تختلف كثيرا من مريض إلى آخر. مخاطر تنظير القصبات إن تنظير القصبات إجراء آمن، ومضاعفاته نادرة، لكن من الأفضل أن يعرفها المريض تحسبا لحدوثها لأنه من الممكن: - أن يتحسس المريض من الدواء المخدر المستخدم أثناء تنظير القصبات. - أن يحدث نزيف أثناء تنظير القصبات ويمكن أن تحدث عدوى. - أن يتعرض المريض لتمزق في جدار الرئة أثناء استعمال إبرة الخزع. -أن يصاب المريض بتشنج في القصبات، وهذا ما يمكن أن يجعل التنفس صعبا، ويمكن أيضا أن يحدث اضطراب في نظم القلب. - حدوث مخاطر إضافية مثل: الغثيان والتقيؤ واحتباس البول وجرح الشفتين وكسر الأسنان وألم البلعوم والصداع. - أن تتحرر الخثرة الدموية من الساق وتصل إلى الرئتين فتسبب صعوبة في التنفس وألما في الصدر، وقد تسبب الموت. تحذيرات طبية لا يجوز أن يقود المريض السيارة عندما يعود إلى البيت، بل يجب أن يكون معه مرافق يوصله إلى بيته. عبد الإله بنزاكور رئيس قسم الجراحة بمستشفى مولاي يوسف بالبيضاء