الحنجرة عضو التكلم، طولها خمسة سنتمترات وعرضها كذلك، تقع في مقدمة الرقبة بين البلعوم من الأعلى والقصبة الهوائية من أسفل وأمام بداية المريء. تتكون من تسعة غضاريف (ومنها الغضروف الذي يطلق عليه تفاحة آدم وهو أكثر بروزاً في الرجال منه عند النساء) ومن عضلات، وحبلين وهما الحبال الصوتية لونهما أبيض، والعضلات مغطاة بغشاء مخاطي، تتحرك الغضاريف بواسطة الأربطة والعضلات فتبعد وتقرب الحبلين الصوتيين أثناء الشهيق والزفيروكذلك أثناء البلع أو الكلام. تقسّم الحنجرة الى ثلاثة أقسام وهي منطقة الحبال الصوتية، ومنطقة فوق الحبال الصوتية متصلة بالبلعوم، ومنطقة تحت الحبال الصوتية متصلة بالقصبة الهوائية. تتداخل وظائف الحنجرة بين الكلام والتنفس والسعال والبلع،(لذا فهي تشترك مع جهازي التنفس والهضم)،تمنع دخول الطعام والسوائل الى القصبة الهوائية بواسطة أغلاق باب الحنجرة(اللسان المزمار) أثناء البلع وفتحه أثناء التنفس والكلام، لذا تعد الحنجرة بوابة الحياة، ومن وظائفها المهمة،الكحة ، فالكحة هي محاولة طرد المخاط أو الأجسام الغريبة من المسالك التنفسية. تتعرض الحنجرة الى العديد من الأمراض ومنها السرطان،وهو أكثر أنواع السرطانات في منطقة الرأس والرقبة،الأحصائيات تشير الى أنه يصيب ذوي ال 50 70 سنة من العمر، وأن نسبة إصابة الرجال الى النساء تبلغ 10/1، ويشكل سرطان الحنجرة نسبة 5% من مجموع السرطانات التي تصيب الجسم وربما تصل الى 13% في المجتمعات التي تنتشر فيها عادة التدخين وهناك دراسة تؤكد أن إصابة ذوي البشرة السوداء(في أفريقيا) هي أكثر منها لدى ذوي البشرة غير السوداء، وهذا ما نطلق عليه السبب العرقي. السرطان يعني تمرد الخلايا(ولمختلف الأسباب)على السيطرة المناعية المركزية وعدم اتباعها للمسيرة الطبيعية في الجسم وتصبح مالكة لخصائص غريبة عن برمجتها وبالتالي تتحرر من كل الأنظمة التي تنظم فعاليات وأنشطة الخلايا الاعتيادية حيث تتحول الى عدوانية فتفرز سمومها الهدامة العديدة مكونةً تشكيل جديد يُطلق عليه الورم كون خلايا الورم تنمو عشوائياً. وهناك نوعان من الأورام السرطانية: النوع الأول : أورام حميدة وهي التي لا تستطيع أن تغزو أنسجة أخرى في الجسم النوع الثاني : أورام خبيثة والتي تغزو الأنسجة المجاورة والبعيدة. أسباب سرطان الحنجرة : لايوجد سبب مباشر واحد لسرطان الحنجرة وأنما هناك العديد من الأسباب،ربما يكون سبب واحد من الأسباب الأتية أو أكثر في حصول الحالة، وهي حسب الأهمية: 1. التدخين: المدخنون معرضون لسرطان الحنجرة 30 مرة أكثر من غير المدخنين(علماً أن هذه النسبة تشمل جلساء المدخنين أيضاً والذي يُطلق عليه التدخين السلبي)، كما يزداد هذا الخطر كلما أزداد عدد السكائر التي يدخنها الشخص في اليوم الواحد،أن المواد التالية الموجودة في التبغ المحترق تؤثر في الغشاء المخاطي المبطن للحنجرة محولةً خلاياه الى خلايا سرطانية، وهي:(القطران،البنزوبيرين،الميتانول،سيانيد الهيدروجين)، علماً أن الدخان الناتج عن الأحتراق الجزئي للتبغ يرفع درجة حرارة الحنجرة الى أكثر من حرارة الجسم وبالتالي تسبب حروق مجهرية تفضي الى تغيرات سرطانية. 2. تناول الكحول: اثبتت الدراسات عن وجود علاقة مباشرة بين تناول الكحول بأستمرار وبكثرة وبين سرطان الحنجرة، علماً أن احتمالية الاصابة بهذا السرطان تزداد الى الضعف في حالة تناول الكحول مع التدخين. 3. التعرض الى المواد السامة: تؤكد الدراسات على العلاقة بين أستنشاق المواد السامة وبين الاصابة بسرطان الحنجرة وبنسبة تصل 20 ضعفاً عنها في الأشخاص الذين لايتعرضون الى هذه السموم، أن استنشاق البخور بشكل مستمر يسبب نفس المشاكل. 4. سوء استخدام الحبال الصوتية: وكذلك فان الاستخدام السيئ للحبال الصوتية يُنشئ عقيدات على جانبيهما حيث ربما تتطور هذه العقيدات الى أورام سرطانية. 5. الأصابة بالفايروسات التي تنتقل جنسياً، لذا فأن الجنس الفموي أثبت أنه أحد أسباب هذا السرطان. 6. ضعف الجهاز المناعي. أن الأسباب أعلاه تدمر خلايا الحنجرة فتفقد قدرتها الترميمية، وبالتالي تتحول الى خلايا غير مسيطر عليها. أعراض المرض: من مساوئ هذا النوع من السرطانات هو أن أعراضها أحياناً تظهر بعد أنتشارها ،علماً أن المرض نفسه وعلاجه تسببان مشاكل نفسية واجتماعية سواء للمريض ذاته أو لأهله. 1. بحة الصوت: علماً أن ليس كل بحة تعني سرطان الحنجرة، فربما البحة أو خشونة الصوت سببها الصراخ، أو أرتداد أحماض الجهاز الهضمي أو ألتهاب الحنجرة. 2. السعال وربما أحياناً سعال فيه دم، وأيضاً لايعني رؤية الدم مع القشع أنه سرطان الحنجرة فأن التهاب القصيبات والتدرن الرئوي وأحياناً ألتهاب ذات الرئة تعد أسباباً لظهور الدم في القشع. 3. آلام في الحلق و/أو الرقبة،أو الأذن. 4. صعوبة التنفس،وأحياناً الشعور بالأختناق ليلاً. 5. صعوبة البلع. الأحساس بوجود شيئ ما في الحلق أو وجود لقمة لاتبلع. 6. وجود تورم في الرقبة. 7. رائحة كريهة بالفم. التشخيص: أولاً شكوى المريض، التاريخ المرضي والصحي له. ثانياً الفحص السريري. ثالثاً الفحوصات المختبرية. تصنيف أو مراحل المرض: أن تصنيف المرض يفيد في علاجه وهناك أربعة مراتب في تصنيفه، وهي من المرتبة الأولى(وهي غير المعقدة) الى الرابعة (وهي المتطورة أو المعقدة)، أن هذا التصنيف يعتمد على ما يلي: 1. مقدار أو درجة تأثر الحبال الصوتية. 2. حالة العقد اللمفاوية المجاورة للورم. 3. انتشار المرض. • المرتبة الأولى: الورم موجود ولكن الحبال الصوتية تتمتع بكامل حركتها، العقد اللمفاوية غير وجودة، والمرض غير منتشر. • المرتبة الثانية: الورم موجود والحبال الصوتية متأثرة بشكل جزئي، العقد اللمفاوية غير موجودة، والمرض غير منتشر. • المرتبة الثالثة: الورم موجود ولكن الحبال الصوتية لاتتحرك، العقد اللمفاوية غير موجودة(أو وجود عقدة لمفاوية)، والمرض غير منتشر. • المرتبة الرابعة:الورم ممتد مع أنتشار. وعليه فان أن التداخل الجراحي يعتمد على مرتبة الورم ويتم على مرحلتين،الأولى هي أستئصال الورم، أما الثانية فهي رفع العقد اللمفاوية، وهناك نوعان من أستئصال الحنجرة: الأول: الجزئي/وهو استئصال الحبال الصوتية حينما يكون الورم صغير أو أستئصال ما فوق المزمار والحفاظ على الحبال الصوتية ،أو استئصال الحنجرة النصفي وذلك برفع احد الحبال الصوتية، يوضع جهاز صغير مؤقت للحنجرة فيتم من خلاله إيصال الحنجرة بالعنق من الخارج لغرض التنفس. الثاني: الكلي/ينتج عنه فقدان الأتصال بين الحلق والرئتين فيتم إيصال موضع العملية بالعنق فيتمكن المريض من التنفس ولكن دون ترطيب فينتج بلغم صلب وجاف يحتاج الى شفط أحياناً. أن فقدان الصوت يحصل بالأستئصال الكلي للحنجرة واستخدام الاشعاع يكون مكملاً للتداخل الجراحي. تأثير علاج الأشعاع: 1. آلام أو جفاف الفم مع زيادة كثافة اللعاب، صعوبة بالبلع مع الغثيان. 2. فقدان حاسة الذوق، فقدان الشهية، آلام الأذان بسبب تصلب المادة الشمعية. ملاحظة: • أن العلاج بالليزر بالوقت الحاضر أمكنه من تجاوز مضاعفات العلاج الأشعاعي. • والشفاء من سرطان الحنجرة يصل الى نسبة 95% معتمداً في ذلك على سرعة المراجعة والألتزام بالتعليمات والنصائح. نصائح طبية: 1. واضح جداً أن السبب الرئيس في سرطان الحنجرة هو التدخين(بكل أنواعه)لذا فأن ترك هذه العادة الضارة يسهم بشكل مؤكد في أحتمالية عدم الأصابة بهذا النوع من السرطانات خصوصاً وأنه يقتل ضحيته خنقاً. 2. الابتعاد قدر المستطاع عن مجالسة المدخنين. 3. عدم الأفراط بتناول الكحول أو الأمتناع عنه. 4. ارتداء الواقيات للذين تتطلب مهنهم التعرض الى المواد السامة مع اجراء الفحص الدوري. 5. الابتعاد قدر المستطاع عن الأبخرة والغازات السامة. 6. الأمتناع عن ممارسة الجنس الفموي. 7. عدم الضغط على الحبال الصوتية بالاستخدام السيئ لها.