يعاني الكثير من الناس من تغيرات في نبرة الصوت، أو من صعوبة التنفس لكنهم لا يقومون بزيارة الطبيب من أجل تشخيص المرض ومعرفة أسبابه لأنهم يستهينون بالأمر إلى أن يفاجؤوا بإصابتهم بسرطان الحنجرة في حالة متأخرة حينما يشعرون بالاختناق. فيما يلي يتحدث الدكتور البدور الإدريسي مولاي جلال الاختصاصي في أمراض الأذن والأنف والحنجرة وجراحة الوجه والعنق عن أسباب وأعراض المرض وطرق تشخيصه وعلاجه. سرطان الحنجرة هو ارتكاز السرطان في عضو الكلام الذي هو الحنجرة، والتي تتكون من الحبال الصوتية والتي يتركز فيها بنسبة مرتفعة سرطان الحنجرة. وقد يظهر السرطان في أماكن متعددة مثل أن يتركز في الحبال الصوتية أو فوقها، أو تحتها. عندما يصيب السرطان الحبال الصوتية فإن الأمر يكون أقل ضررا لأن ارتكازه فوق الحبال الصوتية أو تحتها يكون أكثر خطورة. فالحالة الأولى تمنح مهلة للمريض لكون الأعراض تكون واضحة خاصة عندما تتغير نبرة الصوت، وبذلك يكون اكتشاف المرض بشكل مبكر وبالتالي يكون العلاج فعالا، ويمكن القضاء على الورم بطريقة نهائية عن طريق استئصاله من الحبل الصوتي المصاب، أما عندما يرتكز فوقها أو تحتها فلا يكون هناك تغير أو أعراض واضحة إلى أن يكبر حجم الورم، فيؤثر على نبرة الصوت، ويبقى الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان الحنجرة أكثر من النساء، لكن النساء أيضا معرضات مستقبلا للإصابة به بسبب انتشار التدخين وشرب الكحول في صفوفهن. التدخين أهم أسباب سرطان الحنجرة يعد التدخين السبب الرئيسي لسرطان الحنجرة خصوصا عندما يستمر لفترة طويلة أكثر من عشرين سنة، وبكمية كبيرة قد تتجاوز استهلاك علبة من السجائر في اليوم. بل يمكن أن يصاب شخص بسرطان الحنجرة بالرغم من كونه يدخن كمية أقل من السجائر في اليوم لكن شريطة أن تتجاوز مدة التدخين عشرين سنة، لأن هذا المرض يكون غالبا عند الناس الذين يتجاوزون الخامسة والأربعين سنة. كما يمكن أن يصيب سرطان الحنجرة الأشخاص الأصغر سنا بسبب وجود التهابات في الحبال الصوتية لأن هذه الالتهابات تكون بمثابة فراش للسرطان، وهذه الالتهابات لا تصيب فقط الأشخاص المدخنين، وإنما يمكن أن تصيب غير المدخنين أيضا، ثم من بين الأسباب لسرطان الحنجرة الإدمان على تناول الحكول والذي يتسبب في التهاب مزمن للحلق، كما أن تناول الحكول والتدخين في آن واحد يسرع الإصابة بسرطان الحنجرة بشكل كبير. احذر تغير نبرة الصوت أهم عرض يمكن أن يظهر على المريض بسرطان الحنجرة هو تغير نبرة الصوت، عند شخص يتجاوز عمره الخامسة والأربعين سنة، خصوصا عندما تتجاوز مدة هذا التغير في الصوت خمسة عشر يوما متواصلة، وبذلك يجب على الشخص أن يراجع الطبيب لمعرفة السبب الرئيسي لتغير نبرة الصوت. لكن بما أن الورم يستمر في الانتشار والتضاعف مع مرور الأشهر وبشكل تلقائي يتسبب ذلك في صعوبة التنفس بالنسبة للمريض، ثم إلى الاختناق الحاد فيما بعد بسبب تجاهل الأعراض الأولية وعدم الإسراع في الاستعانة بالطبيب لعلاج المرض. مخاطر الإصابة بسرطان الحنجرة بما أن الحنجرة هي عضو تنفسي وتنتمي للجهاز التنفسي فإن عدم الإسراع بتشخيص المرض، وعلاجه قد يزيد من مخاطر انتقال المرض للجهاز التنفسي، ثم إلى الجهاز الهضمي مع مرور الوقت، حيث تظهر على المريض أعراض أخرى، لكن هذه الحالات أصبحت قليلة، وأيضا من بين المخاطر نجد فقدان القدرة على الكلام إذا تم استئصال الجهاز الصوتي بكامله. التشخيص عندما يأتي المريض إلى العيادة طالبا استشارة طبية، خاصة إذا كان يعاني من الأعراض السالفة الذكر، فأول شيء يمكن استعماله في التشخيص هو المنظار الداخلي المرن الذي يتم إدخاله عن طريق الفم، ويمكن من خلاله رؤية الحنجرة بطريقة دقيقة، لمعرفة ما إذا كانت الحبال الصوتية سليمة أم لا. إذا تبين وجود شكوك يتم نقل المريض إلى المصحة من أجل فحصه بمنظار صلب عن طريق الفم لأخذ عينة من الورم لتحليلها في المختبر، ومعرفة نوع الورم، وحجمه وتقدمه بالنسبة للأعضاء المحيطة به، من أجل معرفة نوع الجراحة التي يمكن القيام بها، وأيضا يمكن التشخيص بالأشعة. تجنب التدخين خير وقاية للوقاية من سرطان الحنجرة يجب تجنب المسبب الرئيسي للمرض بتجنب التدخين، والإدمان على شرب الخمر ومراجعة الطبيب بسرعة في حال ظهور أحد أعراض سرطان الحنجرة من تغير نبرة الصوت الذي يستمر أكثر من خمسة عشر يوما. الجراحة أفضل علاج تبقى الجراحة هي أساس العلاج في حالة الإصابة بسرطان الحنجرة، وكلما كان التشخيص مبكرا كلما كانت الجراحة سهلة وناجحة بدون أية إعاقة، وهذه الجراحة إما تحافظ على الجهاز الصوتي، في حالة التشخيص المبكر، أو استئصال العضو برمته، مما ينتج عنه إعاقة بالنسبة لجهاز الصوت، والاختناق الذي من الضروري معه القيام «بالصدفة» أي فتح ثقب في الحنجرة، وهنا يفقد المريض القدرة على التكلم بصفة نهائية. ويصبح الفم عضوا للأكل فقط. لكن بالترويض الطبي يمكن للمريض أن يستعيد بعض قدراته على الكلام ولو جزئيا. مجيدة أبوالخيرات