شنت السلطات المحلية بمدينة فاس، يوم أول أمس الثلاثاء، حملة ل«تحرير» الملك العمومي من احتلال الباعة المتجولين في حي «عوينات الحجاج»، وهو من أكبر الأحياء الشعبية بالعاصمة العلمية، وأحد أهم «معاقل» الباعة المتجولين و«الفراشة». واستقبل السكان هذه الحملة التي وصفوها ب«التطهيرية» بكثير من الإشادة، وطالبوا، في مراسلة توصلت «المساء» بنسخة منها باستمرارها. وقالت المراسلة التي وجهت إلى عدد من المنابر الإعلامية إن احتلال الملك العمومي بكل من حي الرياض وحي عوينات الحجاج وحي النرجس يشكل عبئا ثقيلا على أصحاب المحلات التجارية، وعلى السكان، «إذ أصبح المواطن لا يستطيع الدخول بسيارته أو راجلا لسكناه». وأضاف السكان المتضررون بأن الحافلات وسيارات الإسعاف وسيارات الشرطة وسيارات الأجرة لا تستطيع بدورها الدخول إلى هذه الأحياء بسبب «الترامي» على الملك العمومي. وسجلت الرسالة بأن التجار والسكان يطالبون باستمرار هذه الحملة تفاديا لأن يتعرض الملك العام ل«الاحتلال» من جديد. وطالبت المراسلة، في السياق ذاته، السلطات المحلية بفتح سوق في المنطقة (سوق الصفاء) شيد منذ ما يقرب من 3 سنوات من قبل المجلس المحلي، لكنه ظل مغلقا لأسباب لها علاقة بخلافات حول توزيع الدكاكين على المستحقين. وذكرت المصادر بأن «التوزيع العادل والمنصف» للمستحقين، وللباعة المتجولين بالخصوص، من شأنه أن يساهم في التخفيف من معضلة احتلال الملك العمومي من قبل هؤلاء الباعة. وكانت السلطات المحلية قد سبق لها أن قادت حملات لتحرير الملك العمومي في منطقة سايس بمدينة فاس (حي الزهور)، في وقت يعاني فيه سكان عدد من الأحياء الشعبية (منطقة المرينيين) من احتلال الملك العمومي، إلى حد أن ما يقرب من 7 مؤسسات عمومية يصعب ولوجها بسبب خيمات للباعة أصبحت عبارة عن دكاكين قارة. في حين أورد مصدر محلي مسؤول أن السلطات المحلية على وعي تام بما يمثله الموضوع من عبء على السكان، لكن المقاربة تستدعي التدرج والرفق، في إشارة إلى الوضعية الاجتماعية للباعة المتجولين، وما يستدعيه تحرير الملك العمومي من اعتماد مقاربة لها عمق اجتماعي.