احتضنت قاعة الاجتماعات بمقر عمالة بركان، مؤخرا، اجتماعا خصص لتفعيل وتنزيل مقتضيات البرنامج التعاقدي الجهوي لقطاع السياحة للجهة الشرقية الخاص بإقليمبركان، والبحث عن السبل الكفيلة لترجمة هذا البرنامج على أرض الواقع واقتراح أساليب فعالة ومتجددة لتطوير هذا القطاع الحيوي. وسعيا وراء تحقيق أهداف هذه الاستراتيجية، والنهوض بهذا القطاع، تم تبني مقاربة تشاركية ساهم فيها كل الفاعلين في الميدان، بمن فيهم المهنيين وهيآت المجتمع المدني، وبعد سلسلة من المشاورات واللقاءات، تم اقتراح تصور مشترك مندمج وبلورة رؤية واضحة لإنعاش السياحة بهذه الجهة الغنية بمؤهلاتها الطبيعية والتاريخية والثقافية. وأشار عبد الحق الحوضي، عامل إقليمبركان، من خلال كلمته، إلى أن تنزيل مقتضيات هذا البرنامج التعاقدي الجهوي الذي يغطي كافة المجالات السياحية، سيمكن لا محالة من المساهمة في النهوض بالمنطقة، سياحيا واجتماعيا واقتصاديا، وخلق مناصب الشغل وتحسين مستوى العيش لدى الساكنة المحلية. وأكد على أنه، وباعتبار المحطة السياحية للسعيدية مشروعا مهيكلا بالنسبة للمنطقة الشرقية، وقاطرة لتنمية السياحة، لا يجب إغفال غنى المجال الخلفي للمنطقة الساحلية، الذي يزخر بالموارد الطبيعية المتنوعة الجبلية والغابوية والنهرية، بالإضافة إلى منابع المياه المعدنية والمغارات، بما في ذلك مغارة الجمل المصنفة كموقع أركيولوجي فريد. وشدد على أن تثمين هذا المجال يعد الهدف الأساس للبرنامج التعاقدي الجهوي الخاص بقطاع السياحة للجهة الشرقية، والذي تمت ترجمته من خلال اتفاقية الشراكة لتنمية السياحة القروية والطبيعية بإقليمبركان (شطر 2015-2016)، والتي رصدت مبلغ 18.16 مليون درهم لتغطية قطاعات واعدة تهم تهيئة المسالك السياحية والتنشيط السياحي والإيواء وتثمين المنتجات المحلية والمواكبة والمرافقة التقنية. ودعا عامل إقليمبركان، بالمناسبة، كافة الفاعلين لإنعاش قطاع السياحة بالإقليم، وبذل المزيد من الجهود من أجل وضع هذا البرنامج محل التطبيق السليم، والاجتهاد أكثر في إطار تشاركي وبتنسيق محكم بين كل المتدخلين المنتمين للقطاعين العام والخاص، لتطوير أسلوب العمل في هذا الميدان وبلورة وتفعيل استراتيجية ملموسة لتثمين السياحة وحماية التراث الطبيعي والثقافي لتحقيق الهدف المنشود في التنمية المستدامة وتشجيع السياحة. وتماشيا مع أهداف البرنامج التعاقدي الجهوي لقطاع السياحة، تم بتاريخ 11 دجنبر 2014، وبمناسبة تخليد اليوم العالمي للجبل، تدشين أشغال التهيئة الداخلية لمغارة الجمل، وإعطاء الانطلاقة لأشغال التهيئة الخارجية التي ستشمل تهييئ الطريق الرابطة بين الطريق الإقليمية 6012 والمغارة على مسافة 750 مترا، والتهيئة الخارجية للمغارة. ومما لا شك فيه أن تثمين مغارة الجمل وكافة المواقع الطبيعية بالإقليم، واستغلالها بطريقة عقلانية وتعبئة كافة الفاعلين والأطراف المعنية، قد يجعل من هذه المنطقة في أفق 2020، واحدة من الأقطاب السياحية الواعدة في المنطقة المتوسطية. حضر الاجتماع الذي ترأسه عامل إقليمبركان، رئيس المجلس الإقليمي للعمالة، ورؤساء الجماعات الترابية، ورئيس المجلس الإقليمي للسياحة، ورجال السلطة، ورؤساء المصالح الخارجية، وممثلو الشركة المغربية للهندسة السياحية، والمندوب الجهوي للسياحة، وممثل وكالة تنمية الشرق، والمندوب الجهوي للمياه والغابات.