بمناسبة اليوم العالمي للجبال الذي يصادف 11 دجنبر من كل سنة، وحول موضوع «الفلاحة الجبلية»، احتضن مركز الأعمال الاجتماعية لموظفي المندوبية السامية للمياه والغابات بالجماعة القروية تافوغالت، يوما دراسيا لتسليط الضوء على أهمية الجبال في المنظومة البيئية ودورها الرسمي في مجال التنمية الشمولية والمستدامة، وخاصة جبال بني زناسن التي تتربع على مساحة 8300 هكتار، والمصنفة عالميا كموقع ذي أهمية بيولوجية وإيكولوجية يجعل من إقليمبركان منطقة مميزة بالجهة الشرقية. ويروم هذا اللقاء، الذي نظمته عمالة إقليمبركان يوم الخميس 11 دجنبر 2014، خلق الوعي بأهمية الجبال عموما وجبال بني زناسن خصوصا كمعطى جغرافي واقتصادي وبيئي وكمصدر للتوازن الإيكولوجي، وتسليط الضوء على فرص تنمية المناطق الجبلية ومعيقاتها، مع إبراز المجهودات المبذولة لتقليص الفوارق المجالية وفك العزلة عن المناطق الجبلية عبر أوراش تنموية طموحة، كمشاريع الكهربة القروية والتزويد بالماء الصالح للشرب وتقوية الخدمات القطاعية. وإلى جانب ذلك، سعى اللقاء إلى تبني مقاربة جديدة للتنمية بالمناطق الجبلية قوامها الشراكة القوية بين الفاعلين المؤسساتيين العموميين والخواص والمجتمع المدني، إضافة إلى حشد الموارد الكفيلة بتحسين مستوى عيش الساكنة المحلية بالجبال، والتعريف بالمخاطر التي تهدد الجبال ومختلف مكوناتها زيادة على المساهمة في المجهود الرامي إلى إنعاش السياحة الجبلية البيئية انطلاقا من مشروع تنمية المناطق الخلفية بإقليمبركان. وتناول المتدخلون في اليوم الدراسي مجموعة من المواضيع ركزت على الأهمية البيولوجية والإيكولوجية لجبال بني زناسن وتثمين مغاراتها، كما تم التطرق إلى موضوع السياحة الجبلية المستدامة ودور الجبال في التنمية المستدامة إلى جانب تأثير التغيرات المناخية على الجبال... وقد توج اللقاء بتدشين مغارة الجمل بالجماعة القروية لزكزل، المصنفة تراثا وطنيا منذ سنة 1951، حيث قدمت شروحات حول أشغال تهيئتها الداخلية التي رصد لها غلاف مالي قدر ب 2 مليون درهم، وذلك في إطار برنامج التنمية المحلية المندمج بالجهة الشرقية، كما تم إعطاء انطلاقة أشغال التهيئة الخارجية للمغارة في إطار البرنامج التعاقدي الجهوي للتنمية وخصص لها مبلغ 2 مليون درهم كغلاف مالي. وجدير بالذكر، أن سلسلة جبال بني زناسن تكتسي أهمية كبيرة بإقليمبركان والجهة الشرقية ككل، لاحتوائها على مجموعة من المغارات أهمها مغارة الحمام التي تعتبر كنزا علميا بامتياز، حيث تم داخلها إجراء أول عملية جراحية ناجحة على جمجمة الإنسان كما اكتشفت بها أقدم حلي في العالم، ثم مغارة الجمل ذات القيمة الجيولوجية والتاريخية. وتتميز جبال بني زناسن أيضا بغطاء نباتي متنوع وأشجار مثمرة من أصناف مختلفة على امتداد 8300 هكتار، منها 38 نوعا محليا، 16 صنفا نادرا وثلاثة أصناف مهددة بالانقراض، إلى جانب كونها موطنا لأصناف حيوانية مختلفة، منها المستوطنة والنادرة والمهددة بالانقراض كالأروية مثلا.