فوجئت النقابات الثلاث (الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الفيدرالية الديمقراطية للشغل، الاتحاد المغربي للشغل) التي شاركت في جلسة المفاوضات، صباح أول أمس (الاثنين)، والتي جمعتها مع كل من عبد اللطيف فاتح، مدير العلاقات الاجتماعية والحوار، والعربي مرضي، مدير الموارد البشرية، (فوجئت) بتراجع الإدارة، بشكل اعتبرته مصادر نقابية غير مبرر، عما تم الاتفاق عليه على أساس أن تتراجع النقابات المذكورة عن الإضراب الوطني الذي تنوي خوضه ابتداء من اليوم (الأربعاء) وغدا الخميس، مصحوبا بمقاطعة للمداومة أيام 1 و2 و3 ماي المقبل. وجاء تراجع الإدارة في الوقت الذي كانت فيه النقابات الثلاث تنتظر توقيع الاتفاق صباح أول أمس (الاثنين)، وكانت بمقتضاه ستتراجع عن الإضراب. واعتبر محمد بوضاض، الكاتب العام للنقابة الوطنية للبريد والمواصلات (ك.د.ش)، أن هناك نقطتين غير منصفتين بالنسبة إلى البريديين والبريديات، الأولى مقترح الإدارة الذي ربط الزيادة بالقانون الأساسي للمستخدمين وهو موضوع آخر، والنقطة الثانية أنه اتفق على أن الزيادة ستبدأ انطلاقا من يناير الماضي، قبل الإعلان، أول أمس (الاثنين) عن أنها رهينة بتحويل مؤسسة بريد المغرب من مؤسسة عمومية إلى شركة عمومية، وتساءل بوضاض عن مصير الزيادة إذا لم يتم تحويل المؤسسة إلى شركة. وأضاف بوضاض أن إيجاد حلول للنقط العالقة مسؤولية الإدارة وأهم هذه النقط الأجور التي تطالب نقابات القطاع بتحسينها أسوة بموظفي القطاع العام والجماعات المحلية. ودعت مصادر نقابية أخرى مسؤولي إدارة البريد إلى الانخراط في حوار جدي لإنصاف أسرة البريد في هذه المرحلة قصد التوصل إلى أرضية مشتركة حول مستقبل مؤسسة بريد المغرب، التي تريد الحكومة تحويلها إلى شركة مساهمة، وكذا فتح مفاوضات حول تطبيق مجموعة من بنود التعاقد المشترك الموقع مع المديرية العامة لبريد المغرب بتاريخ 19 دجنبر 2007. وأعلن الكاتب العام للنقابة الوطنية للبريد عن رفضه لخوصصة أو تحرير القطاع، وذلك حفاظا على وحدة المؤسسة والقانون الأساسي، وطالب بإعادة صياغة مشروع قانون 08/07 وإشراك الفرقاء الاجتماعيين. واتصلت «المساء» بمدير الموارد البشرية، العربي مرضي، الذي كان في ندوة صحفية وتعذر عليه مدها بتصريحات بخصوص تراجع إدارة بريد المغرب عن الاتفاق الأولي الذي خرجت به في جلسة تفاوضية جمعتها مع النقابات المنخرطة في الإضراب. ودعت النقابات الثلاث، في بيان لها توصلت به «المساء» عموم الأسرة البريدية إلى التعبئة الجماعية والانخراط المكثف من أجل إنجاح إضرابها الوطني الذي يبدأ انطلاقا من اليوم (الأربعاء).