سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إدريس جطو ينهي لقاءاته التمهيدية مع ثلاث مركزيات نقابية..الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل يعتبر أسلوب الوزير الأول في التفاوض إقصائيا ويدعوه إلى التحاور
أنهى إدريس جطو، الوزير الأول، أمس (الإثنين) جولة ما عرف ب"اللقاءات التمهيدية" ضمن "الحوار الاجتماعي" الذي جمعه تباعا بكل من الاتحاد العام للشغالين بالمغرب فالاتحاد المغربي للشغل ثم الكونفدرالية الديمقراطية للشغل. واعتمد الوزير الأول في اختياره للمركزيات النقابية على قاعدة الأكثر تمثيلية، وفق مصادر نقابية مهتمة، الأمر الذي دفع بعبد السلام المعطي، الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، إلى الاحتجاج على أسلوب إدريس جطو في التفاوض، ناعتا إياه ب"الأسلوب الإقصائي" الذي "لا يراعي التواجد النقابي للاتحاد الوطني على الساحة". وتأسف الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، في اتصال مع "التجديد" أول أمس (الأحد)، من "تبني الوزير الأول الحالي لأسلوب الإقصاء نفسه الذي كانت نهجته حكومة التناوب سالفا"، وزاد شارحا بالقول إن "معيار الأكثر تمثيلية الذي يتحدث عنه لم يتفق عليه أحد، مادام مجرد مشروع ضمن بنود مدونة الشغل التي لم يحصل بشأنها لحد الساعة توافق". ورفع الاتحاد الوطني للشغل فيما مضى مذكرة إلى الوزير الأول، مرفوقة بطلب لقاء، "دون أن تتم الاستجابة للطلب"، على حد قول الكاتب العام للاتحاد، معتقدا في هذا الصدد أن "الوزير الأول، ولكونه رجل حوار كما يعرف عنه، من الممكن أن يستدعي الاتحاد للتحاور وتبادل وجهات النظر معه بخصوص الأزمة الاجتماعية التي تعرفها مختلف شرائح الطبقة العاملة حاضرا". وكان الوزير الأول دشن الجمعة الماضية حواره الاجتماعي مع المركزيات النقابية الثلاث بلقاءات تمهيدية شدد فيها على "ضرورة مدارسة القضايا الاجتماعية نقطة بعد نقطة والوصول إلى الإجماع ما أمكن حول المشاكل المعقدة". كما وعد الوزير الأول، طبقا لمصادر صحافية، بسحب مدونة الشغل من مجلس المستشارين بهدف مناقشتها من جديد مع كافة الأطراف النقابية وتحقيق توافق بشأنها". ومعلوم أن الحكومة السابقة كانت أحالت في 29من مارس 1999 مشروع مدونة الشغل على مجلس المستشارين، "من دون الحصول على توافق مع الأطراف النقابية بشأنه"، وفق ما صرح به عبد القادر الزاير، عضو المكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، ل"التجديد" أول أمس، والذي نسب، من جانب آخر، طلب استئناف الحوار الاجتماعي مع الحكومة بشأن المدونة إلى الكونفدرالية. ولم يعلم ما جرى في اللقاء التمهيدي بين الوزير الأول والكونفدرالية إلى حدود الحادية عشر من صباح أمس (الإثنين)، فيما كان كل من الاتحاد العام للشغالين والاتحاد المغربي للشغل عبرا عن "ارتياحهما من اللقاءات التمهيدية مع الوزير الأول، الذي أبدى استعداده للتعامل بإيجاب مع ما اتفق عليه في اتفاقيتي فاتح غشت 1996 وفاتح محرم ولم يجد طريقه للتطبيق". يشار إلى أن ما اصطلح عليه ب"الحوار الاجتماعي" كان مهد له الوزير الأول السابق عبد اللطيف الفيلالي في 19941، قبل أن يبرم اتفاقا سمي "اتفاق فاتح غشت" في 1996، مع جميع المركزيات النقابية بما فيها الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب. لكن سجل بعدها تراجع في تنفيذ بنود الاتفاق على عهد حكومة التناوب، ولم يفلح بهذا الخصوص وزير التشغيل السابق عباس الفاسي، رغم عدد من "الحوارات الاجتماعية" مع الأطراف النقابية، في إقناع الأخيرة بالتوافق حول مدونة الشغل، التي تعتبرها النقابات ب"المجحفة" و"الضاربة" في العمق حقوق ومكتسبات الطبقة العاملة". يونس