ميرسك تلاحق صحيفة دنماركية قضائيًا بعد اتهامات باطلة بشأن شحنات أسلحة إلى إسرائيل.. وجهات معادية تقف وراء استهداف ميناء طنجة    الجيش الإسرائيلي يقر بحصول "إخفاقات مهنية متعددة" في واقعة مقتل 15 مسعفا في غزة    نهضة بركان يضع قدما في النهائي بتغلبه على النادي القسنطيني الجزائري برباعية نظيفة    الثانوية التأهيلية المجد بامطل تختم فعاليات الدورة الأولى للأيام الثقافية للمؤسسة    البوليساريو... الذراع العسكرية لإيران في شمال إفريقيا برعاية جزائرية    الأمن يتفاعل بسرعة مع أحداث عنف في القصر الكبير ويوقف ثلاثة مشتبه فيهم    الحسيمة.. انعقاد الاجتماع التشاوري الأول حول مخطط التدبير التشاركي للفرشة المائية غيس – النكور    المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بجامعة وجدة تشهد تأسيس أول نادٍ سينمائي    خمس لاعبين مغاربة ضمن التشكيلة المثالية لكأس إفريقيا للفتيان    مغاربة داعمون للقضية الفلسطينية يحتجون أمام ميناء "طنجة المتوسط"    ابن تمسمان الأستاذ سعيد بنتاجر، يقارب الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي في معرض الكتاب بالرباط    ترامب يعيد هيكلة الخارجية الأمريكية    تفاصيل حريق المسبح البلدي بالناظور    الدرك يطيح بأحد كبار مروجي الخمور باقليم الدريوش    "نداء القنيطرة" يدعو لإصلاح الإعلام    أفاية: قراءات اختزالية تستهدف "النقد المزدوج" عند عبد الكبير الخطيبي    فتح بحث قضائي لتحديد ظروف وفاة طفلين في حضانة غير مرخصة بالدار البيضاء    لقاء إقليمي بالحسيمة يسلط الضوء على آفاق الاستثمار في إطار قانون المالية 2025    برلماني يسائل وزير الفلاحة حول توتر العلاقة بين أعضاء من الغرفة الفلاحية والمديرية الإقليمية بطنجة    الربيع الأمازيغي يُوحّد الشعارات ويُقسّم الساحات.. احتجاجات بالرباط ومراكش تندد بتهميش اللغة والهوية    مستشار ترامب: الاعتراف الأميركي بسيادة المغرب على الصحراء لا لبس فيه    المغرب يتصدر صادرات الفواكه والخضروات عالميًا: ريادة زراعية تنبع من الابتكار والاستدامة    مقاولون يقاضون "التيكتوكر" جيراندو بالمغرب وكندا بتهم التشهير والابتزاز    السعدي: الحكومة ملتزمة بتعزيز البنية التحتية التكوينية المخصصة للصناعة التقليدية    القوات المسلحة تُكوّن ضباطًا قطريين    "موازين" يواصل جذب نجوم العالم    منتدى الصحراء للحوار والثقافات يشارك في فعاليات معرض "جيتكس إفريقيا"    القفطان يجمع السعدي وأزولاي بالصويرة    الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تحتفي بالمنتخب الوطني لأقل من 17 سنة إثر تتويجه باللقب القاري    الفنان الريفي عبد السلام أمجوظ يتألق في مسرحية سكرات    عبد العزيز حنون يدعم البحث في اللسانيات الأمازيغية بأطروحة حول التمني بأمازيغية الريف    تفاصيل اجتماع نقابات الصحة مع مدير الوكالة المغربية للدم ومشتقاته    بعد القرار الأمريكي المفاجئ .. هل يخسر المغرب بوابته إلى السوق العالمية؟    "الكاف" يختار المغربي عبد الله وزان أفضل لاعب في البطولة القارية للناشئين    الأرصاد الجوية تتوقع نزول زخات مطرية متفرقة اليوم الأحد    بنكيران: الأمة بكل حكامها تمر من مرحلة العار الكبير ولا يمكن السكوت على استقبال سفن السلاح    الآلاف يتظاهرون ضد ترامب في الولايات المتحدة: لا يوجد مَلك في أمريكا.. لنُقاوِم الطغيان    الاتحاد الوطني للشغل يدعو إلى تعبئة شاملة في فاتح ماي    " هناك بريق أمل".. رواية جديدة للدكتورة نزهة بنسليمان    ندوة علمية تناقش الحكامة القضائية    الكوكب يسعى لتحصين صدارته أمام الدشيرة والمنافسة تشتعل على بطاقة الصعود الثانية    دراسة تدعو إلى اعتماد استراتيجية شاملة لتعزيز الأمن السيبراني في المغرب    الأساتذة المبرزون يحتجون الخميس المقبل    لقاء يناقش دور المجلس الأعلى للحسابات في تتبع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة    الكشف عن نوع جديد من داء السكري!    دورة برشلونة لكرة المضرب: ألكاراس يتأهل للمباراة النهائية    برشلونة يضع المدافع المغربي إدريس أيت الشيخ تحت المجهر … !    مغرب الحضارة: حتى لا نكون من المفلسين    لماذا يصوم الفقير وهو جائع طوال العام؟    أنور آيت الحاج: "فخور بمغربيتي"    قناة إيرلندية تُبهر جمهورها بسحر طنجة وتراثها المتوسطي (فيديو)    ‪ بكتيريا وراء إغلاق محلات فروع "بلبن" الشهيرة بمصر‬    تزايد حالات السل اللمفاوي يسائل ضعف مراقبة سلاسل توزيع الحليب    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    بيانات تكشف ارتفاع الإصابة بالتوحد وكذلك زيادة معدلات تشخيصه    أكادير يحتضن مؤتمر التنظير عنق الرحم وجوف الرحم والجهاز التناسلي    قصة الخطاب القرآني    المجلس العلمي للناظور يواصل دورات تأطير حجاج الإقليم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تجاوزات «سي أي إي» تضع بوش وتشيني في قائمة المتورطين
تساؤلات ‬لدى ‬الرأي ‬العام ‬حول ‬إمكانية ‬سماح ‬أوباما ‬بمتابعتهما ‬أمام ‬القضاء
نشر في المساء يوم 21 - 12 - 2014

بعد ‬التجاوزات ‬الخطيرة ‬والانتهاكات ‬الجسيمة ‬التي ‬كشف ‬عنها ‬تقرير ‬مجلس ‬الشيوخ ‬الأمريكي ‬حول ‬ممارسات ‬وكالة ‬الاستخبارات ‬المركزية، ‬وجهت ‬أصابع ‬الاتهام ‬إلى ‬الرئيس ‬الأمريكي ‬جورج ‬بوش، ‬ونائبه ‬ديك ‬تشيني، ‬بما ‬أن ‬تلك ‬التجاوزات ‬وقعت ‬أثناء ‬إدارتهما ‬للبلاد. ‬بيد ‬أن ‬إمكانية ‬متابعة ‬كبار ‬المسؤولين ‬بسبب ‬ما ‬حدث ‬تظل ‬ضئيلة ‬جدا. ‬في ‬المقابل، ‬كشف ‬التقرير ‬كذلك ‬تورط ‬دول ‬أوروبية ‬في ‬التستر ‬على ‬وجود ‬مراكز ‬للتعذيب ‬على ‬أراضيها ‬كانت ‬تديرها ‬وكالة ‬الاستخبارات ‬المركزية. ‬
هل ‬سنرى ‬يوما ‬داخل ‬قفص ‬الاتهام ‬الرئيس ‬الأمريكي ‬السابق، ‬جورج ‬بوش ‬الابن، ‬ونائبه ‬ديك ‬تشيني، ‬أو ‬بعض ‬عناصر ‬وكالة ‬الاستخبارات ‬المركزية ‬‮«‬سي ‬أي ‬إي‮»‬؟ ‬منذ ‬الأسبوع ‬الماضي، ‬وبعد ‬نشر ‬تقرير ‬لمجلس ‬الشيوخ ‬الأمريكي ‬حول ‬الطرق ‬الوحشية ‬التي ‬كانت ‬تعتمد ‬عليها ‬وكالة ‬الاستخبارات ‬المركزية ‬خلال ‬السنوات ‬التي ‬تلت ‬هجمات ‬الحادي ‬عشر ‬من ‬شتنبر ‬2001، ‬توالت ‬المطالب ‬التي ‬تصب ‬في ‬هذا ‬الاتجاه. ‬‮«‬يتعين ‬تقديم ‬المسؤولين ‬عن ‬هذه ‬المؤامرة ‬الجنائية ‬أمام ‬العدالة ‬من ‬أجل ‬محاكمتهم‮»‬، ‬يقول ‬بحزم ‬مقرر ‬الأمم ‬المتحدة ‬حول ‬حقوق ‬الإنسان، ‬بين ‬إميرسون. ‬من ‬جانبه، ‬يرى ‬المدير ‬التنفيذي ‬لمنظمة ‬هيومان ‬رايتس ‬واتش ‬بأنه ‬‮«‬في ‬حالة ‬عدم ‬اعتماد ‬آلية ‬لكشف ‬الحقيقة ‬تفضي ‬إلى ‬متابعة ‬الجناة، ‬سيظل ‬التعذيب ‬أحد ‬الخيارات ‬المطروحة ‬بالنسبة ‬للرؤساء ‬القادمين‮»‬.‬
‮«‬التعذيب‮»‬. ‬هذه ‬العبارة، ‬التي ‬شكلت ‬أحد ‬الطابوهات، ‬لم ‬تعد ‬كذلك ‬بعدما ‬ترددت ‬داخل ‬أعلى ‬هرم ‬للسلطة ‬بالدولة ‬الأمريكية. ‬وبعد ‬نشر ‬التقرير ‬البرلماني، ‬ندد ‬الرئيس ‬الأمريكي ‬باراك ‬أوباما ‬بالممارسات ‬‮«‬التي ‬يتعين ‬على ‬أي ‬شخص ‬صادق ‬أن ‬يعتبرها ‬بمثابة ‬التعذيب‮»‬. ‬بيد ‬أن ‬التشريع ‬الأمريكي ‬واضح ‬في ‬هذا ‬الصدد؛ ‬فالتعذيب ‬أحد ‬الأمور ‬المحظورة ‬وأي ‬مواطن ‬من ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬يمارس ‬التعذيب ‬قد ‬تطاله ‬عقوبة ‬حبسية ‬تصل ‬إلى ‬عشرين ‬سنة، ‬حتى ‬لو ‬كان ‬قد ‬مارس ‬التعذيب ‬داخل ‬أو ‬خارج ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية. ‬السيناتورة ‬الأمريكية ‬ديان ‬فايستين، ‬التي ‬أشرفت ‬على ‬إنجاز ‬التحقيق ‬البرلماني، ‬تقر ‬من ‬جهتها ‬بأن ‬تحقيقات ‬وكالة ‬الاستخبارات ‬المركزية ‬‮«‬خرقت ‬القانون ‬الأمريكي، ‬والمعاهدات ‬والاتفاقيات ‬الدولية ‬والقيم ‬التي ‬نؤمن ‬بها‮»‬. ‬ومن ‬الناحية ‬النظرية، ‬فإنه ‬من ‬غير ‬المستبعد ‬أن ‬تتم ‬متابعة ‬الأشخاص ‬الذين ‬قاموا ‬بهندسة ‬ووضع ‬وتنفيذ ‬البرنامج ‬السري ‬لوكالة ‬الاستخبارات ‬المركزية ‬أمام ‬القضاء.‬
العراقيل
سيناريو ‬مثل ‬هذا، ‬يظهر ‬أنه ‬صعب ‬التحقق ‬للغاية، ‬لاسيما ‬داخل ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية، ‬حيث ‬سارعت ‬إدارة ‬الرئيس ‬أوباما ‬إلى ‬التلويح ‬بعدم ‬نيتها ‬فتح ‬أي ‬متابعة ‬قضائية ‬في ‬الموضوع. ‬‮«‬نحن ‬مازلنا ‬متمسكين ‬بقرارنا ‬الأول ‬المتعلق ‬بعدم ‬القيام ‬بأي ‬متابعة ‬جنائية‮»‬، ‬حسب ‬تصريح ‬لمسؤول ‬داخل ‬وزارة ‬العدل، ‬أوضح ‬أن ‬التقرير ‬البرلماني ‬لم ‬يحمل ‬‮«‬أية ‬معلومات ‬جديدة‮»‬، ‬منذ ‬إنجاز ‬‮«‬تحقيق ‬معمق‮»‬ ‬تم ‬وضعه ‬على ‬الرفوف ‬من ‬دون ‬إجراء ‬أي ‬متابعات ‬في ‬العام ‬2009. ‬ومن ‬أجل ‬تبرير ‬موقفه، ‬وضع ‬معسكر ‬أوباما ‬في ‬الخط ‬الأمامي ‬على ‬الدوام ‬أحد ‬العراقيل ‬التشريعية، ‬والمتمثلة ‬في ‬‮«‬مذكرات ‬التعذيب‮»‬ ‬سيئة ‬الذكر. ‬هاته ‬الوثائق ‬السرية، ‬التي ‬نشرتها ‬وزارة ‬العدل ‬بين ‬2002 ‬و2005، ‬رخصت ‬بممارسة ‬المنهجيات ‬العنيفة ‬لوكالة ‬الاستخبارات ‬المركزية، ‬وأكدت ‬بأن ‬تلك ‬الممارسات ‬لا ‬تصب ‬في ‬خانة ‬التعذيب، ‬ووعدت ‬العناصر ‬الاستخباراتية ‬المشتغلة ‬في ‬الميدان ‬بألا ‬تطالهم ‬المتابعة ‬القضائية. ‬‮«‬الأشخاص ‬الذين ‬مارسوا ‬واجبهم ‬من ‬خلال ‬الاعتماد ‬عن ‬نية ‬صادقة ‬على ‬التوجيهات ‬القانونية ‬لوزارة ‬العدل ‬لن ‬تطالهم ‬المتابعة ‬القضائية‮»‬، ‬كما ‬صرح ‬باراك ‬أوباما ‬منذ ‬العام ‬2009.‬
بالنسبة ‬للمنظمات ‬التي ‬تعنى ‬بالدفاع ‬عن ‬حقوق ‬الإنسان، ‬فإن ‬التحقيق ‬الذي ‬أجراه ‬مجلس ‬الشيوخ ‬الأمريكي ‬قلب ‬الكثير ‬من ‬المعطيات، ‬بعدما ‬أوضح ‬أن ‬عمليات ‬الاستنطاق ‬التي ‬اتبعتها ‬وكالة ‬الاستخبارات ‬المركزية ‬كانت ‬‮«‬أسوأ ‬بكثير‮»‬ ‬من ‬الممارسات ‬التي ‬تم ‬الترخيص ‬لها. ‬وتؤكد ‬المنظمات ‬نفسها ‬أن ‬تحفظ ‬الإدارة ‬الأمريكية ‬الحالية ‬على ‬عرض ‬نتائج ‬التحقيق ‬على ‬القضاء ‬لا ‬يرتبط ‬في ‬الأساس ‬بالاعتبارات ‬القانونية، ‬بل ‬مرده ‬إلى ‬الاعتبارات ‬السياسية. ‬‮«‬عدد ‬كبير ‬من ‬المسؤولين ‬المتورطين ‬في ‬ممارسة ‬برامج ‬إدارة ‬بوش ‬مازالوا ‬لحد ‬الساعة ‬يشكلون ‬جزءا ‬من ‬الجهاز ‬الاستخباراتي‮»‬، ‬يوضح ‬مايكل ‬جيرمان، ‬عن ‬مركز ‬برينان ‬من ‬أجل ‬العدالة. ‬كما ‬أن ‬متابعة ‬قضائية ‬في ‬حق ‬هؤلاء ‬قد ‬تؤدي ‬إلى ‬خلخلة ‬الجهاز ‬الاستخباراتي، ‬وبشكل ‬خاص ‬وكالة ‬الاستخبارات ‬المركزية، ‬التي ‬يعتمد ‬عليها ‬أوباما ‬بشكل ‬يومي. ‬وفي ‬المقابل، ‬وفي ‬ظل ‬سياق ‬من ‬التجاذب ‬الحساس ‬جدا ‬بين ‬الديمقراطيين ‬والجمهوريين، ‬فإن ‬أي ‬محاولة ‬لتقديم ‬جورج ‬بوش، ‬وحراس ‬المعبد ‬المقربين ‬منه، ‬أمام ‬القضاء، ‬سيتم ‬اعتباره ‬لا ‬محالة ‬بمثابة ‬هجمة ‬ذات ‬دوافع ‬سياسية. ‬وفي ‬رغبة ‬منه ‬لتهدئة ‬الأوضاع، ‬دعا ‬أوباما، ‬الأسبوع ‬المنصرم، ‬إلى ‬تفادي ‬‮«‬النقاشات ‬القديمة‮»‬، ‬وعبر ‬عن ‬رغبته ‬في ‬أن ‬يمكن ‬تقرير ‬مجلس ‬الشيوخ ‬من ‬‮«‬جعل ‬هذه ‬التقنيات، ‬ومهما ‬كان ‬مصدرها، ‬إحدى ‬ممارسات ‬الماضي‮»‬.‬
مستهدفون
بالنسبة ‬للعديد ‬من ‬الأشخاص، ‬فإن ‬الصفحة ‬السوداء ‬لمحاربة ‬الإرهاب ‬بالولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬لم ‬تطو ‬بعد. ‬ف ‬136 ‬من ‬المعتقلين ‬مازالوا ‬يقبعون ‬لحد ‬اليوم ‬داخل ‬السجن ‬العسكري ‬بغوانتانامو، ‬خارج ‬إطار ‬الشرعية ‬الدولية. ‬وقد ‬ظل ‬الوعد ‬الذي ‬اتخذه ‬باراك ‬أوباما ‬بإغلاق ‬المعتقل ‬في ‬العام ‬2008 ‬مجرد ‬حبر ‬على ‬الورق. ‬‮«‬التعذيب ‬والانتهاكات ‬مازالت ‬متواصلة ‬داخل ‬غوانتانامو‮»‬، ‬تقول ‬ألكا ‬برادهان، ‬التي ‬تترافع ‬عن ‬العديد ‬من ‬المعتقلين ‬بالقاعدة ‬الأمريكية ‬بكوبا ‬لصالح ‬المنظمة ‬غير ‬الحكومية ‬‮«‬ريبيريف‮»‬. ‬‮«‬إن ‬منهجية ‬الإطعام ‬القسري ‬للمضربين ‬عن ‬الطعام ‬انتقامية ‬ومؤلمة ‬لحد ‬بعيد،‮»‬ ‬تندد ‬المحامية، ‬التي ‬تمكنت ‬من ‬مشاهدة ‬شريط ‬فيديو ‬‮«‬جد ‬مزعج‮»‬ ‬يوثق ‬للعملية. ‬في ‬بداية ‬شهر ‬أكتوبر، ‬أصدر ‬قاضي ‬فيديرالي ‬تعليماته ‬للحكومة ‬من ‬أجل ‬رفع ‬السرية ‬عن ‬أشرطة ‬الفيديو ‬تلك ‬لجعلها ‬متاحة ‬للعموم، ‬لكن ‬وزارة ‬العدل ‬استأنفت ‬القرار.‬
في ‬المقام ‬الأخير، ‬إذا ‬كان ‬أوباما ‬لا ‬ينوي ‬تفعيل ‬أي ‬متابعات ‬ضد ‬إدارة ‬الرئيس ‬بوش ‬بسبب ‬أعمال ‬التعذيب، ‬فإن ‬ذلك ‬يعود ‬كذلك ‬بما ‬لا ‬يدع ‬مجالا ‬للشك ‬إلى ‬رغبته ‬في ‬تجنب ‬الوقوف ‬وراء ‬سابقة ‬قد ‬تنقلب ‬عليه ‬هو ‬نفسه ‬في ‬المستقبل. ‬‮«‬بأي ‬شيء ‬تمتاز ‬الضربات ‬الجوية ‬التي ‬تنفذها ‬الطائرات ‬بدون ‬طيار ‬مقارنة ‬بعمليات ‬الاستنطاق ‬الوحشية ‬لوكالة ‬الاستخبارات ‬المركزية؟‮»‬ ‬هكذا ‬تسائل ‬منذ ‬بضعة ‬أيام ‬صحفي ‬موجها ‬كلامه ‬للمتحدث ‬باسم ‬البيت ‬الأبيض، ‬في ‬إشارة ‬منه ‬إلى ‬البرنامج ‬الأمريكي ‬لتصفية ‬أشخاص ‬بعينهم، ‬الذي ‬ظهر ‬في ‬حقبة ‬بوش ‬وتم ‬توسيعه ‬بشكل ‬كبير ‬من ‬قبل ‬الرئيس ‬الحالي. ‬‮«‬الجهود ‬التي ‬تبذلها ‬الإدارة ‬الحالية ‬من ‬أجل ‬الحد ‬من ‬حالات ‬تعذيب ‬الضحايا ‬المدنيين ‬أو ‬منع ‬تلك ‬الحالات ‬تتلاءم ‬مع ‬القيم ‬التي ‬نؤمن ‬بها‮»‬، ‬كما ‬جاء ‬في ‬رد ‬المتحدث ‬باسم ‬البيت ‬الأبيض، ‬جوش ‬ايرنيست. ‬غير ‬أن ‬الأرقام ‬تبعث ‬على ‬الانزعاج. ‬فحسب ‬تقرير ‬حديث ‬لمنظمة ‬‮«‬ريبريف‮»‬، ‬تقتل ‬الطائرات ‬بدون ‬طيار ‬الأمريكية ‬في ‬المتوسط ‬28 ‬شخصا ‬مجهول ‬الهوية ‬في ‬كل ‬هجمة ‬بهدف ‬محدد. ‬‮«‬إذا ‬كان ‬ال ‬119 ‬معتقلا ‬الذين ‬يتم ‬إخضاعهم ‬للبرنامج ‬السري ‬للاستنطاق ‬يستحقون ‬أن ‬تكشف ‬الحقيقة ‬حول ‬ما ‬يتعرضون ‬إليه، ‬ألا ‬يستحق ‬نفس ‬المعاملة ‬ال ‬3500 ‬شخص ‬الذين ‬قضوا ‬بسبب ‬الطائرات ‬بدون ‬طيار؟‮»‬ ‬يقول ‬متسائلا ‬مايكا ‬زينكو، ‬المختص ‬في ‬الملف ‬داخل ‬أحد ‬المراكز ‬التفكير ‬بمدينة ‬نيويورك. ‬‮«‬عقلية ‬إدارة ‬الرئيس ‬أوباما ‬هي ‬على ‬نحو ‬تام ‬نفس ‬العقلية ‬التي ‬سادت ‬خلال ‬سنوات ‬حكم ‬بوش‮»‬، ‬تقول ‬ألكا ‬برادهان، ‬محامية ‬‮«‬ريبريف‮»‬. ‬‮«‬إنهم ‬يقولون: ‬نحن ‬داخل ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية، ‬سنفعل ‬كل ‬ما ‬نرى ‬بأنه ‬ضروري، ‬وسنحفظ ‬ذلك ‬في ‬السر ‬لأطول ‬وقت ‬ممكن، ‬وسنرفض ‬الإقرار ‬بأخطائنا‮»‬.‬
دول ‬أوروبية ‬متورطة
‮«‬في ‬بعض ‬الأحيان، ‬يتعين ‬عليك ‬أن ‬تعرف ‬كيف ‬تقول ‬لا، ‬حتى ‬بالنسبة ‬لأعز ‬أصدقائك‮»‬. ‬هذه ‬الملاحظة ‬الساخرة ‬لطوماز ‬سيمونياك، ‬وزير ‬الدفاع ‬البولندي ‬الحالي، ‬تحمل ‬بين ‬طياتها ‬حتما ‬كلمات ‬الأسف ‬الوحيدة ‬التي ‬نطقت ‬بها ‬وارسو ‬بعدما ‬ورد ‬اسمها ‬مجددا ‬ضمن ‬إحدى ‬البلدان ‬الأوروبية ‬الثلاثة، ‬التي ‬تنتمي ‬للاتحاد ‬الأوروبي، ‬والتي ‬استضافت ‬مركزا ‬سريا ‬للاعتقال ‬تابع ‬لوكالة ‬الاستخبارات ‬المركزية ‬كان ‬يمارس ‬داخله ‬التعذيب. ‬تقرير ‬مجلس ‬الشيوخ ‬الأمريكي ‬حول ‬منهجيات ‬الوكالة، ‬الذي ‬لا ‬يشمل ‬بولندا ‬لوحدها، ‬تسبب ‬في ‬حالة ‬إحراج ‬واضحة ‬لأوروبا، ‬وفي ‬المقام ‬الأول ‬بالنسبة ‬للجنة ‬الأوربية، ‬التي ‬تظل ‬منقسمة ‬بين ‬الرغبة ‬في ‬احتواء ‬الحليف ‬الأمريكي ‬والدفاع ‬عن ‬حقوق ‬الإنسان ‬التي ‬تأسست ‬عليها ‬منذ ‬نهاية ‬الحرب ‬العالمية ‬الثانية.‬
سبق ‬للبرلمان ‬الأوروبي ‬أن ‬تطرق ‬منذ ‬بضعة ‬سنوات ‬لهذا ‬التعاون ‬بين ‬الدول ‬الأوروبية ‬ووكالة ‬الاستخبارات ‬المركزية، ‬وفق ‬ما ‬كشفت ‬عنه ‬صحيفة ‬‮«‬واشنطن ‬بوست‮»‬، ‬التي ‬استطاعت ‬الوصول ‬إلى ‬وجود ‬عدة ‬رحلات ‬جوية ‬سرية ‬مرت ‬من ‬أوروبا ‬وكانت ‬تنقل ‬بعض ‬المعتقلين. ‬وقام ‬البرلمان ‬الأوروبي ‬بالتحقيق ‬في ‬الأمر، ‬وأنجز ‬تقريرا، ‬منذ ‬العام ‬2007، ‬طلب ‬من ‬خلاله ‬الحكومات ‬التي ‬تمت ‬الإشارة ‬إليها ‬بأن ‬تمده ‬بجميع ‬الحقائق ‬حول ‬هاته ‬الوقائع. ‬وهذا ‬ما ‬ورد ‬في ‬الوثيقة ‬التي ‬
تم ‬اعتمادها ‬في ‬فبراير ‬2007: ‬‮«‬حسب ‬التقرير ‬الذي ‬أنجزه ‬كلاوديو ‬فابا (‬الحزب ‬الاشتراكي ‬الأوروبي، ‬إيطاليا)‬، ‬فإن ‬ما ‬لا ‬يقل ‬عن ‬1245 ‬رحلة ‬جوية ‬قامت ‬بها ‬وكالة ‬الاستخبارات ‬المركزية ‬مرت ‬من ‬فوق ‬المجال ‬الجوي ‬الأوروبي، ‬أو ‬نزلت ‬بأحد ‬المطارات ‬الأوروبية ‬بين ‬نهاية ‬العام ‬2001 ‬ونهاية ‬العام ‬2005. ‬وفي ‬بعض ‬الحالات، ‬تم ‬استغلال ‬تلك ‬الرحلات ‬من ‬أجل ‬تعويضات ‬استثنائية ‬أو ‬لنقل ‬سجناء ‬بطريقة ‬غير ‬قانونية‮»‬. ‬وبعدما ‬لاحظ ‬‮«‬وجود ‬غياب ‬لمراقبة ‬القواعد ‬الأمريكية ‬من ‬قبل ‬البلدان ‬التي ‬تستقبل ‬تلك ‬القواعد‮»‬، ‬طالب ‬البرلمان ‬الدول ‬المعنية ‬بمد ‬‮«‬المجلس ‬واللجنة ‬بمعلومات ‬كاملة ‬ومحايدة‮»‬.‬
بيد ‬أن ‬هاته ‬الدول ‬فشلت ‬في ‬تنفيذ ‬هذا ‬الأمر. ‬فرومانيا ‬فضلت ‬مواصلة ‬الإنكار، ‬أما ‬بولونيا ‬ففتحت ‬تحقيقا ‬قضائيا ‬لم ‬تكشف ‬نتائجه ‬بعد، ‬أما ‬ليتوانيا، ‬التي ‬لم ‬يتم ‬اكتشاف ‬وجود ‬‮«‬نقطة ‬سوداء‮»‬ ‬بداخل ‬أراضيها ‬إلا ‬في ‬وقت ‬لاحق، ‬فتتردد ‬بين ‬النفي ‬والحسرة. ‬وبعد ‬نشر ‬التقرير ‬الأمريكي، ‬أقر ‬أخيرا ‬الرئيس ‬ألكسندر ‬كواسنيويسكي، ‬الذي ‬كان ‬يتقلد ‬منصب ‬رئيس ‬الدولة ‬البولندية ‬لحظة ‬حدوث ‬الوقائع، ‬بأنه ‬كان ‬على ‬علم ‬بوجود ‬مركز ‬تابع ‬لوكالة ‬الاستخبارات ‬المركزية ‬الأمريكية ‬داخل ‬بولاندا، ‬بيد ‬أن ‬السلطات ‬البولندية ‬لم ‬تتمكن ‬أبدا ‬من ‬زيارته. ‬داخل ‬رومانيا ‬كذلك، ‬انحلت ‬عقدة ‬الألسن: ‬‮«‬كان ‬هناك ‬مركز ‬كان ‬الأمريكيون ‬هم ‬من ‬يسهر ‬على ‬تدبيره ‬منذ ‬البداية، ‬ولم ‬يكن ‬الطرف ‬الروماني ‬مهتما ‬بما ‬يقوم ‬به ‬الأمريكيون، ‬تحديدا ‬لكي ‬نبين ‬لهم ‬بأن ‬في ‬وسعهم ‬وضع ‬ثقتهم ‬بنا‮»‬، ‬حسب ‬ما ‬أعلن ‬عنه ‬
أحد ‬مستشاري ‬رئيس ‬البلاد ‬في ‬تلك ‬الحقبة، ‬لون ‬اليسكو. ‬وبما ‬أنها ‬كانت ‬متوجسة ‬من ‬المخاطر ‬الأمنية ‬في ‬الشرق، ‬في ‬مواجهة ‬الجار ‬الروسي ‬القوي، ‬أكثر ‬من ‬اهتمامها ‬بالمبادئ ‬النبيلة، ‬لم ‬تمانع ‬هاته ‬البلدان ‬في ‬رفض ‬أي ‬شيء ‬لواشنطن، ‬بما ‬أنها ‬كانت ‬في ‬مرحلة ‬الانضمام ‬إلى ‬حلف ‬شمال ‬الأطلسي.‬
وحتى ‬الدول ‬التي ‬لم ‬تقتنع ‬بالنقاش، ‬فقط ‬تلقت ‬مبالغ ‬مالية ‬كبيرة، ‬كما ‬كشف ‬عن ‬ذلك ‬تقرير ‬مجلس ‬الشيوخ ‬الأمريكي، ‬من ‬خلال ‬الإشارة ‬للحالة ‬البولندية. ‬فبعد ‬تقديم ‬مبلغ ‬مليوني ‬دولار ‬لهذا ‬البلد، ‬الذي ‬تم ‬وضع ‬الحبر ‬الأسود ‬فوق ‬اسمه، ‬لكن ‬يسهل ‬التعرف ‬عليه ‬من ‬خلال ‬التمحيص ‬في ‬المعطيات، ‬‮«‬أصبح ‬البلد ‬كذا ‬أكثر ‬مرونة ‬فيما ‬يخص ‬عدد ‬معتقلي ‬وكالة ‬الاستخبارات ‬المركزية ‬داخل ‬المركز ‬وتاريخ ‬إغلاقه‮»‬، ‬كما ‬لاحظ ‬أعضاء ‬مجلس ‬الشيوخ. ‬بالنسبة ‬لأدم ‬بودمار، ‬نائب ‬رئيس ‬منظمة ‬هيلسينكي ‬لحقوق ‬الإنسان ‬بوارسو، ‬الذي ‬يطالب ‬باللجوء ‬للقضاء ‬البولندي، ‬فإن ‬المسؤولين ‬البولندين ‬في ‬تلك ‬الحقبة ‬‮«‬خانوا ‬مبادئ ‬الدستور ‬من ‬أجل ‬الحصول ‬على ‬المال‮»‬. ‬تم ‬اتهام ‬وارسو ‬في ‬مناسبتين ‬بالتواطؤ ‬في ‬تنفيذ ‬أعمال ‬التعذيب ‬من ‬قبل ‬المحكمة ‬الأوروبية ‬لحقوق ‬الانسان.‬
مقدونيا، ‬التي ‬مازال ‬طلبها ‬بالانضمام ‬إلى ‬حلف ‬شمال ‬الأطلسي ‬لم ‬يحظ ‬بعد ‬بالموافقة، ‬تم ‬اتهامها ‬بالوقوف ‬وراء ‬أفعال ‬مماثلة، ‬بعد ‬اختطاف ‬خالد ‬المصري ‬من ‬فوق ‬أراضيها، ‬الحامل ‬للجنسية ‬الألمانية ‬ومن ‬أصول ‬لبنانية، ‬بعدما ‬سقط ‬ضحية ‬لتشابه ‬في ‬الأسماء. ‬وفيما ‬يخص ‬الأجهزة ‬القضائية، ‬فقد ‬فشلت ‬كلها ‬في ‬التعاطي ‬مع ‬هذا ‬الأمر، ‬باستثناء ‬العدالة ‬الإيطالية، ‬التي ‬أدانت ‬في ‬العام ‬2013 ‬غيابيا ‬23 ‬عنصرا ‬من ‬عناصر ‬وكالة ‬الاستخبارات ‬المركزية ‬قاموا ‬باختطاف ‬إمام ‬مصري ‬متطرف ‬في ‬العام ‬2003. ‬لم ‬يتم ‬سجن ‬أي ‬واحد ‬من ‬هؤلاء، ‬لكنهم ‬لا ‬يستطيعون ‬وضع ‬أقدامهم ‬داخل ‬أوروبا. ‬في ‬وسعنا ‬أن ‬نأمل ‬بأن ‬يتم ‬في ‬القادم ‬من ‬الأيام ‬تحديد ‬هوية ‬الأشخاص ‬الذين ‬اشتغلوا ‬داخل ‬‮«‬النقط ‬السوداء‮»‬، ‬وأن ‬ينالوا ‬على ‬الأقل ‬نفس ‬المصير.‬
* ‬بتصرف ‬عن ‬‮«‬ليبراسيون‮»‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.