الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الاتحاد الاشتراكي
الأحداث المغربية
الأستاذ
الاقتصادية
الأول
الأيام 24
البوصلة
التجديد
التصوف
الجديدة 24
الجسور
الحدود المغربية
الحرة
الدار
الرأي المغربية
الرهان
السند
الشرق المغربية
الشمال 24
الصحراء المغربية
الصحيفة
الصويرة نيوز
الفوانيس السينمائية
القصر الكبير 24
القناة
العرائش أنفو
العلم
العمق المغربي
المساء
المسائية العربية
المغرب 24
المنتخب
النخبة
النهار المغربية
الوجدية
اليوم 24
أخبارنا
أخبار الجنوب
أخبار الناظور
أخبار اليوم
أخبار بلادي
أريفينو
أكادير 24
أكورا بريس
أنا الخبر
أنا المغرب
أون مغاربية
أيت ملول
آسفي اليوم
أسيف
اشتوكة بريس
برلمان
بزنسمان
بوابة القصر الكبير
بوابة إقليم الفقيه بن صالح
أزيلال أون لاين
بريس تطوان
بني ملال أون لاين
خنيفرة أون لاين
بوابة إقليم ميدلت
بوابة قصر السوق
بيان اليوم
تازا سيتي
تازة اليوم وغدا
تطاوين
تطوان بلوس
تطوان نيوز
تليكسبريس
تيزبريس
خريبكة أون لاين
دنيابريس
دوزيم
ديموك بريس
رسالة الأمة
رياضة.ما
ريف بوست
زابريس
زنقة 20
سلا كلوب
سوس رياضة
شباب المغرب
شبكة أندلس الإخبارية
شبكة دليل الريف
شبكة أنباء الشمال
شبكة طنجة الإخبارية
شعب بريس
شمال بوست
شمالي
شورى بريس
صحراء بريس
صوت الحرية
صوت بلادي
طنجة 24
طنجة الأدبية
طنجة نيوز
عالم برس
فبراير
قناة المهاجر
كاب 24 تيفي
كشـ24
كود
كوورة بريس
لكم
لكم الرياضة
لوفوت
محمدية بريس
مراكش بريس
مرايا برس
مغارب كم
مغرب سكوب
ميثاق الرابطة
ناظور برس
ناظور سيتي
ناظور24
نبراس الشباب
نون بريس
نيوز24
هبة سوس
هسبريس
هسبريس الرياضية
هوية بريس
وجدة نيوز
وكالة المغرب العربي
موضوع
كاتب
منطقة
Maghress
توشيح المدير العام للأمن الوطني والمخابرات "عبد اللطيف حموشي" بوسام الأمير نايف للأمن العربي من الدرجة الأولى
"مشروع قانون المسطرة الجنائية ورهانات حقوق الانسان " موضوع ندوة وطنية بالقصر الكبير
في إشارة لوزير العدل.. ابن كيران: هناك من يحرض النيابة العامة والرئاسة الأمريكية ضدي!
الدفاع الحسني يتعادل مع "الماص"
العرائش تتألق في البطولة الوطنية المدرسية لكرة السلة بزاكورة وتتوج بلقبين
عبد اللطيف حموشي يوشّح بوسام الأمير نايف للأمن العربي
تعبئة 133 مليون درهم لحماية مدينة تطوان من الفيضانات
نتنياهو يتعهد بتنزيل "رؤية ترامب"
المغرب يؤكد الالتزام بحسن الجوار
بروباغندا اليأس بالجزائر .. "النظام الكذاب" يرفع جرعة استهداف المغرب
منتخب السيدات يواجه غانا وهايتي
تحيين جديد يخفض أسعار الغازوال ب 12 سنتيما .. والبنزين في استقرار
تصريحات بركة حول دعم الأضاحي تثير مطالب بتتبع عمليات الاستيراد
سلا تتصدر مقاييس الأمطار بالمغرب
تساقطات مهمة تعم إقليم ميدلت
"نفس الله".. رواية جديدة للكاتب والحقوقي عبد السلام بوطيب
لماذا لا تتحدثون عن شعرية النقد الأدبي؟
تعدد الأنظار إلى العالم
إسرائيل تتسلم شحنة قنابل ثقيلة بعد موافقة ترامب
المغرب أفضل وجهة سياحية في العالم لعام 2025
لطيفة العرفاوي تغني لتونس
حريق يلتهم 400 محل تجاري بسيدي يوسف بن علي مراكش
المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب يبرم اتفاقا بشأن الإغلاق المالي لمشروع إنشاء محطة الغاز "الوحدة"
تقرير: المغرب يحصل على تصنيف أحمر في مؤشر إنتاج الحبوب
توقيف شخصين بتهمة اختطاف واحتجاز سيدة في سيدي بنور
توقعات أحوال الطقس ليوم غد الاثنين
رشيدة داتي وزيرة الثقافة الفرنسية تزور العيون والداخلة والرباط
أكادير.. افتتاح الدورة الثانية للمعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني
بين الاحتفال بشعيرة الأضحية وإلغائها بسبب الجفاف.. "برلمان.كوم" يرصد آراء مواطنين مغاربة (فيديو)
كان الشباب 2025: القرعة تضع المغرب في مجموعة الموت
"المغرب يطلق منصة رقمية "Yalla" لتسهيل تجربة المشجعين في كأس أمم أفريقيا"
التصويت في الاتحاد الإفريقي.. من كان مع المغرب ومن وقف ضده: مواقف متوقعة وأخرى شكلت مفاجأة في مسار التنافس
ميارة: قانون الإضراب يساهم في جلب الاستثمارات الأجنبية وخلق فرص الشغل وفق تعاقد اجتماعي واضح
تناقضات النظام الجزائري.. بين الدفاع الصوري عن فلسطين والتجارة مع إسرائيل
مسؤولون وخبراء يجمعون على أن المغرب يسير في اتجاه عصرنة وسائل النقل المستدام
افتتاح الخزانة السينمائية المغربية في الرباط: خطوة هامة نحو حفظ التراث السينمائي الوطني
نتنياهو يرفض إدخال معدات إلى غزة
إعادة انتخاب نزهة بدوان رئيسة للجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع
حمزة رشيد " أجواء جيدة في تربص المنتخب المغربي للمواي طاي " .
مصرع 18 شخصًا في تدافع بمحطة قطار نيودلهي بالهند
فتح باب المشاركة في مهرجان الشعر
غوفرين مستاء من حرق العلم الإسرائيلية في المغرب ويدعو السلطات للتدخل
ريو دي جانيرو تستضيف قمة دول "بريكس" شهر يوليوز القادم
رفْعُ الشِّعار لا يُخفِّض الأسْعار!
في أول زيارة له للشرق الأوسط.. وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يصل إلى إسرائيل
بنعلي تؤكد التزام المغرب بنظام تنموي قوي للأمم المتحدة
الصين: 400 مليون رحلة عبر القطارات خلال موسم ذروة السفر لعيد الربيع
ندوة بمراكش تناقش مدونة الأسرة
الأمير رحيم الحسيني يتولى الإمامة الإسماعيلية الخمسين بعد وفاة والده: ماذا تعرف عن "طائفة الحشاشين" وجذورها؟
حقيقة تصفية الكلاب الضالة بالمغرب
خبير يكشف التأثير الذي يمكن أن يحدثه النوم على التحكم في الوزن
"بوحمرون" يصل الى مليلية المحتلة ويستنفر سلطات المدينة
تفشي داء الكوليرا يقتل أكثر من 117 شخصا في أنغولا
الصحة العالمية: سنضطر إلى اتباع سياسة "شدّ الحزام" بعد قرار ترامب
التصوف المغربي.. دلالة الرمز والفعل
الشيخ محمد فوزي الكركري يشارك في مؤتمر أكاديمي بجامعة إنديانا
والأرض صليب الفلسطيني وهو مسيحها..
جامعة شيكاغو تحتضن شيخ الزاوية الكركرية
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
تجاوزات «سي أي إي» تضع بوش وتشيني في قائمة المتورطين
تساؤلات لدى الرأي العام حول إمكانية سماح أوباما بمتابعتهما أمام القضاء
محمد حمامة
نشر في
المساء
يوم 21 - 12 - 2014
بعد التجاوزات الخطيرة والانتهاكات الجسيمة التي كشف عنها تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي حول ممارسات وكالة الاستخبارات المركزية، وجهت أصابع الاتهام إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش، ونائبه ديك تشيني، بما أن تلك التجاوزات وقعت أثناء إدارتهما للبلاد. بيد أن إمكانية متابعة كبار المسؤولين بسبب ما حدث تظل ضئيلة جدا. في المقابل، كشف التقرير كذلك تورط دول أوروبية في التستر على وجود مراكز للتعذيب على أراضيها كانت تديرها وكالة الاستخبارات المركزية.
هل سنرى يوما داخل قفص الاتهام الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش الابن، ونائبه ديك تشيني، أو بعض عناصر وكالة الاستخبارات المركزية «سي أي إي»؟ منذ الأسبوع الماضي، وبعد نشر تقرير لمجلس الشيوخ الأمريكي حول الطرق الوحشية التي كانت تعتمد عليها وكالة الاستخبارات المركزية خلال السنوات التي تلت هجمات الحادي عشر من شتنبر 2001، توالت المطالب التي تصب في هذا الاتجاه. «يتعين تقديم المسؤولين عن هذه المؤامرة الجنائية أمام العدالة من أجل محاكمتهم»، يقول بحزم مقرر الأمم المتحدة حول حقوق الإنسان، بين إميرسون. من جانبه، يرى المدير التنفيذي لمنظمة هيومان رايتس واتش بأنه «في حالة عدم اعتماد آلية لكشف الحقيقة تفضي إلى متابعة الجناة، سيظل التعذيب أحد الخيارات المطروحة بالنسبة للرؤساء القادمين».
«التعذيب». هذه العبارة، التي شكلت أحد الطابوهات، لم تعد كذلك بعدما ترددت داخل أعلى هرم للسلطة بالدولة الأمريكية. وبعد نشر التقرير البرلماني، ندد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالممارسات «التي يتعين على أي شخص صادق أن يعتبرها بمثابة التعذيب». بيد أن التشريع الأمريكي واضح في هذا الصدد؛ فالتعذيب أحد الأمور المحظورة وأي مواطن من الولايات المتحدة الأمريكية يمارس التعذيب قد تطاله عقوبة حبسية تصل إلى عشرين سنة، حتى لو كان قد مارس التعذيب داخل أو خارج الولايات المتحدة الأمريكية. السيناتورة الأمريكية ديان فايستين، التي أشرفت على إنجاز التحقيق البرلماني، تقر من جهتها بأن تحقيقات وكالة الاستخبارات المركزية «خرقت القانون الأمريكي، والمعاهدات والاتفاقيات الدولية والقيم التي نؤمن بها». ومن الناحية النظرية، فإنه من غير المستبعد أن تتم متابعة الأشخاص الذين قاموا بهندسة ووضع وتنفيذ البرنامج السري لوكالة الاستخبارات المركزية أمام القضاء.
العراقيل
سيناريو مثل هذا، يظهر أنه صعب التحقق للغاية، لاسيما داخل الولايات المتحدة الأمريكية، حيث سارعت إدارة الرئيس أوباما إلى التلويح بعدم نيتها فتح أي متابعة قضائية في الموضوع. «نحن مازلنا متمسكين بقرارنا الأول المتعلق بعدم القيام بأي متابعة جنائية»، حسب تصريح لمسؤول داخل وزارة العدل، أوضح أن التقرير البرلماني لم يحمل «أية معلومات جديدة»، منذ إنجاز «تحقيق معمق» تم وضعه على الرفوف من دون إجراء أي متابعات في العام 2009. ومن أجل تبرير موقفه، وضع معسكر أوباما في الخط الأمامي على الدوام أحد العراقيل التشريعية، والمتمثلة في «مذكرات التعذيب» سيئة الذكر. هاته الوثائق السرية، التي نشرتها وزارة العدل بين 2002 و2005، رخصت بممارسة المنهجيات العنيفة لوكالة الاستخبارات المركزية، وأكدت بأن تلك الممارسات لا تصب في خانة التعذيب، ووعدت العناصر الاستخباراتية المشتغلة في الميدان بألا تطالهم المتابعة القضائية. «الأشخاص الذين مارسوا واجبهم من خلال الاعتماد عن نية صادقة على التوجيهات القانونية لوزارة العدل لن تطالهم المتابعة القضائية»، كما صرح باراك أوباما منذ العام 2009.
بالنسبة للمنظمات التي تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان، فإن التحقيق الذي أجراه مجلس الشيوخ الأمريكي قلب الكثير من المعطيات، بعدما أوضح أن عمليات الاستنطاق التي اتبعتها وكالة الاستخبارات المركزية كانت «أسوأ بكثير» من الممارسات التي تم الترخيص لها. وتؤكد المنظمات نفسها أن تحفظ الإدارة الأمريكية الحالية على عرض نتائج التحقيق على القضاء لا يرتبط في الأساس بالاعتبارات القانونية، بل مرده إلى الاعتبارات السياسية. «عدد كبير من المسؤولين المتورطين في ممارسة برامج إدارة بوش مازالوا لحد الساعة يشكلون جزءا من الجهاز الاستخباراتي»، يوضح مايكل جيرمان، عن مركز برينان من أجل العدالة. كما أن متابعة قضائية في حق هؤلاء قد تؤدي إلى خلخلة الجهاز الاستخباراتي، وبشكل خاص وكالة الاستخبارات المركزية، التي يعتمد عليها أوباما بشكل يومي. وفي المقابل، وفي ظل سياق من التجاذب الحساس جدا بين الديمقراطيين والجمهوريين، فإن أي محاولة لتقديم جورج بوش، وحراس المعبد المقربين منه، أمام القضاء، سيتم اعتباره لا محالة بمثابة هجمة ذات دوافع سياسية. وفي رغبة منه لتهدئة الأوضاع، دعا أوباما، الأسبوع المنصرم، إلى تفادي «النقاشات القديمة»، وعبر عن رغبته في أن يمكن تقرير مجلس الشيوخ من «جعل هذه التقنيات، ومهما كان مصدرها، إحدى ممارسات الماضي».
مستهدفون
بالنسبة للعديد من الأشخاص، فإن الصفحة السوداء لمحاربة الإرهاب بالولايات المتحدة الأمريكية لم تطو بعد. ف 136 من المعتقلين مازالوا يقبعون لحد اليوم داخل السجن العسكري بغوانتانامو، خارج إطار الشرعية الدولية. وقد ظل الوعد الذي اتخذه باراك أوباما بإغلاق المعتقل في العام 2008 مجرد حبر على الورق. «التعذيب والانتهاكات مازالت متواصلة داخل غوانتانامو»، تقول ألكا برادهان، التي تترافع عن العديد من المعتقلين بالقاعدة الأمريكية بكوبا لصالح المنظمة غير الحكومية «ريبيريف». «إن منهجية الإطعام القسري للمضربين عن الطعام انتقامية ومؤلمة لحد بعيد،» تندد المحامية، التي تمكنت من مشاهدة شريط فيديو «جد مزعج» يوثق للعملية. في بداية شهر أكتوبر، أصدر قاضي فيديرالي تعليماته للحكومة من أجل رفع السرية عن أشرطة الفيديو تلك لجعلها متاحة للعموم، لكن وزارة العدل استأنفت القرار.
في المقام الأخير، إذا كان أوباما لا ينوي تفعيل أي متابعات ضد إدارة الرئيس بوش بسبب أعمال التعذيب، فإن ذلك يعود كذلك بما لا يدع مجالا للشك إلى رغبته في تجنب الوقوف وراء سابقة قد تنقلب عليه هو نفسه في المستقبل. «بأي شيء تمتاز الضربات الجوية التي تنفذها الطائرات بدون طيار مقارنة بعمليات الاستنطاق الوحشية لوكالة الاستخبارات المركزية؟» هكذا تسائل منذ بضعة أيام صحفي موجها كلامه للمتحدث باسم البيت الأبيض، في إشارة منه إلى البرنامج الأمريكي لتصفية أشخاص بعينهم، الذي ظهر في حقبة بوش وتم توسيعه بشكل كبير من قبل الرئيس الحالي. «الجهود التي تبذلها الإدارة الحالية من أجل الحد من حالات تعذيب الضحايا المدنيين أو منع تلك الحالات تتلاءم مع القيم التي نؤمن بها»، كما جاء في رد المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش ايرنيست. غير أن الأرقام تبعث على الانزعاج. فحسب تقرير حديث لمنظمة «ريبريف»، تقتل الطائرات بدون طيار الأمريكية في المتوسط 28 شخصا مجهول الهوية في كل هجمة بهدف محدد. «إذا كان ال 119 معتقلا الذين يتم إخضاعهم للبرنامج السري للاستنطاق يستحقون أن تكشف الحقيقة حول ما يتعرضون إليه، ألا يستحق نفس المعاملة ال 3500 شخص الذين قضوا بسبب الطائرات بدون طيار؟» يقول متسائلا مايكا زينكو، المختص في الملف داخل أحد المراكز التفكير بمدينة نيويورك. «عقلية إدارة الرئيس أوباما هي على نحو تام نفس العقلية التي سادت خلال سنوات حكم بوش»، تقول ألكا برادهان، محامية «ريبريف». «إنهم يقولون: نحن داخل الولايات المتحدة الأمريكية، سنفعل كل ما نرى بأنه ضروري، وسنحفظ ذلك في السر لأطول وقت ممكن، وسنرفض الإقرار بأخطائنا».
دول أوروبية متورطة
«في بعض الأحيان، يتعين عليك أن تعرف كيف تقول لا، حتى بالنسبة لأعز أصدقائك». هذه الملاحظة الساخرة لطوماز سيمونياك، وزير الدفاع البولندي الحالي، تحمل بين طياتها حتما كلمات الأسف الوحيدة التي نطقت بها وارسو بعدما ورد اسمها مجددا ضمن إحدى البلدان الأوروبية الثلاثة، التي تنتمي للاتحاد الأوروبي، والتي استضافت مركزا سريا للاعتقال تابع لوكالة الاستخبارات المركزية كان يمارس داخله التعذيب. تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي حول منهجيات الوكالة، الذي لا يشمل بولندا لوحدها، تسبب في حالة إحراج واضحة لأوروبا، وفي المقام الأول بالنسبة للجنة الأوربية، التي تظل منقسمة بين الرغبة في احتواء الحليف الأمريكي والدفاع عن حقوق الإنسان التي تأسست عليها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
سبق للبرلمان الأوروبي أن تطرق منذ بضعة سنوات لهذا التعاون بين الدول الأوروبية ووكالة الاستخبارات المركزية، وفق ما كشفت عنه صحيفة «واشنطن بوست»، التي استطاعت الوصول إلى وجود عدة رحلات جوية سرية مرت من أوروبا وكانت تنقل بعض المعتقلين. وقام البرلمان الأوروبي بالتحقيق في الأمر، وأنجز تقريرا، منذ العام 2007، طلب من خلاله الحكومات التي تمت الإشارة إليها بأن تمده بجميع الحقائق حول هاته الوقائع. وهذا ما ورد في الوثيقة التي
تم اعتمادها في فبراير 2007: «حسب التقرير الذي أنجزه كلاوديو فابا (الحزب الاشتراكي الأوروبي، إيطاليا)، فإن ما لا يقل عن 1245 رحلة جوية قامت بها وكالة الاستخبارات المركزية مرت من فوق المجال الجوي الأوروبي، أو نزلت بأحد المطارات الأوروبية بين نهاية العام 2001 ونهاية العام 2005. وفي بعض الحالات، تم استغلال تلك الرحلات من أجل تعويضات استثنائية أو لنقل سجناء بطريقة غير قانونية». وبعدما لاحظ «وجود غياب لمراقبة القواعد الأمريكية من قبل البلدان التي تستقبل تلك القواعد»، طالب البرلمان الدول المعنية بمد «المجلس واللجنة بمعلومات كاملة ومحايدة».
بيد أن هاته الدول فشلت في تنفيذ هذا الأمر. فرومانيا فضلت مواصلة الإنكار، أما بولونيا ففتحت تحقيقا قضائيا لم تكشف نتائجه بعد، أما ليتوانيا، التي لم يتم اكتشاف وجود «نقطة سوداء» بداخل أراضيها إلا في وقت لاحق، فتتردد بين النفي والحسرة. وبعد نشر التقرير الأمريكي، أقر أخيرا الرئيس ألكسندر كواسنيويسكي، الذي كان يتقلد منصب رئيس الدولة البولندية لحظة حدوث الوقائع، بأنه كان على علم بوجود مركز تابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية داخل بولاندا، بيد أن السلطات البولندية لم تتمكن أبدا من زيارته. داخل رومانيا كذلك، انحلت عقدة الألسن: «كان هناك مركز كان الأمريكيون هم من يسهر على تدبيره منذ البداية، ولم يكن الطرف الروماني مهتما بما يقوم به الأمريكيون، تحديدا لكي نبين لهم بأن في وسعهم وضع ثقتهم بنا»، حسب ما أعلن عنه
أحد مستشاري رئيس البلاد في تلك الحقبة، لون اليسكو. وبما أنها كانت متوجسة من المخاطر الأمنية في الشرق، في مواجهة الجار الروسي القوي، أكثر من اهتمامها بالمبادئ النبيلة، لم تمانع هاته البلدان في رفض أي شيء لواشنطن، بما أنها كانت في مرحلة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وحتى الدول التي لم تقتنع بالنقاش، فقط تلقت مبالغ مالية كبيرة، كما كشف عن ذلك تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي، من خلال الإشارة للحالة البولندية. فبعد تقديم مبلغ مليوني دولار لهذا البلد، الذي تم وضع الحبر الأسود فوق اسمه، لكن يسهل التعرف عليه من خلال التمحيص في المعطيات، «أصبح البلد كذا أكثر مرونة فيما يخص عدد معتقلي وكالة الاستخبارات المركزية داخل المركز وتاريخ إغلاقه»، كما لاحظ أعضاء مجلس الشيوخ. بالنسبة لأدم بودمار، نائب رئيس منظمة هيلسينكي لحقوق الإنسان بوارسو، الذي يطالب باللجوء للقضاء البولندي، فإن المسؤولين البولندين في تلك الحقبة «خانوا مبادئ الدستور من أجل الحصول على المال». تم اتهام وارسو في مناسبتين بالتواطؤ في تنفيذ أعمال التعذيب من قبل المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان.
مقدونيا
، التي مازال طلبها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي لم يحظ بعد بالموافقة، تم اتهامها بالوقوف وراء أفعال مماثلة، بعد اختطاف خالد المصري من فوق أراضيها، الحامل للجنسية الألمانية ومن أصول لبنانية، بعدما سقط ضحية لتشابه في الأسماء. وفيما يخص الأجهزة القضائية، فقد فشلت كلها في التعاطي مع هذا الأمر، باستثناء العدالة الإيطالية، التي أدانت في العام 2013 غيابيا 23 عنصرا من عناصر وكالة الاستخبارات المركزية قاموا باختطاف إمام مصري متطرف في العام 2003. لم يتم سجن أي واحد من هؤلاء، لكنهم لا يستطيعون وضع أقدامهم داخل أوروبا. في وسعنا أن نأمل بأن يتم في القادم من الأيام تحديد هوية الأشخاص الذين اشتغلوا داخل «النقط السوداء»، وأن ينالوا على الأقل نفس المصير.
* بتصرف عن «ليبراسيون»
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
الأمم المتحدة تطالب بمعاقبة الأمريكيين المسؤولين عن تعذيب متهمين بالإرهاب
صدمة في العالم بعد نشر تقرير أمريكي حول التعذيب الذي مارسته مخابراتها في حق عشرات المعتقلين
بعد فضح أساليب التعذيب في سجون "CIA"... أوباما يؤكد: عندما نرتكب خطأ نعترف به
بعد فضح أساليب التعذيب في سجون "CIA"... أوباما يؤكد: عندما نرتكب خطأ نعترف به
أوباما ينتقد «سي آي أي» و مجلس الشيوخ يكذبها بشأن التعذيب
أبلغ عن إشهار غير لائق