الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الاتحاد الاشتراكي
الأحداث المغربية
الأستاذ
الاقتصادية
الأول
الأيام 24
البوصلة
التجديد
التصوف
الجديدة 24
الجسور
الحدود المغربية
الحرة
الدار
الرأي المغربية
الرهان
السند
الشرق المغربية
الشمال 24
الصحراء المغربية
الصحيفة
الصويرة نيوز
الفوانيس السينمائية
القصر الكبير 24
القناة
العرائش أنفو
العلم
العمق المغربي
المساء
المسائية العربية
المغرب 24
المنتخب
النخبة
النهار المغربية
الوجدية
اليوم 24
أخبارنا
أخبار الجنوب
أخبار الناظور
أخبار اليوم
أخبار بلادي
أريفينو
أكادير 24
أكورا بريس
أنا الخبر
أنا المغرب
أون مغاربية
أيت ملول
آسفي اليوم
أسيف
اشتوكة بريس
برلمان
بزنسمان
بوابة القصر الكبير
بوابة إقليم الفقيه بن صالح
أزيلال أون لاين
بريس تطوان
بني ملال أون لاين
خنيفرة أون لاين
بوابة إقليم ميدلت
بوابة قصر السوق
بيان اليوم
تازا سيتي
تازة اليوم وغدا
تطاوين
تطوان بلوس
تطوان نيوز
تليكسبريس
تيزبريس
خريبكة أون لاين
دنيابريس
دوزيم
ديموك بريس
رسالة الأمة
رياضة.ما
ريف بوست
زابريس
زنقة 20
سلا كلوب
سوس رياضة
شباب المغرب
شبكة أندلس الإخبارية
شبكة دليل الريف
شبكة أنباء الشمال
شبكة طنجة الإخبارية
شعب بريس
شمال بوست
شمالي
شورى بريس
صحراء بريس
صوت الحرية
صوت بلادي
طنجة 24
طنجة الأدبية
طنجة نيوز
عالم برس
فبراير
قناة المهاجر
كاب 24 تيفي
كشـ24
كود
كوورة بريس
لكم
لكم الرياضة
لوفوت
محمدية بريس
مراكش بريس
مرايا برس
مغارب كم
مغرب سكوب
ميثاق الرابطة
ناظور برس
ناظور سيتي
ناظور24
نبراس الشباب
نون بريس
نيوز24
هبة سوس
هسبريس
هسبريس الرياضية
هوية بريس
وجدة نيوز
وكالة المغرب العربي
موضوع
كاتب
منطقة
Maghress
رقمنة الإستفادة من تعويضات العلاج ل"CNSS".. هذه هي الخطوات الجديدة التي يجب اتباعها من قبل المؤمن لهم
توقعات أحوال الطقس لليوم السبت
إحباط عملية للهجرة غير المشروعة عبر المسالك البحرية بالحسيمة
الصين تعتمد مخططا للتحول الرقمي للصناعة الخفيفة
ارتفاع الدرهم مقابل الدولار
الصين تدعو لتعاون عالمي رابح – رابح في مجال العلوم والتكنولوجيا
مسيرة تدعم الفلسطينيين في الرباط
إسرائيل تقتل 25 شخصا بقطاع غزة
العلمي: "ديون الضمان" ملف مصطنع .. ولا علاقة لحزب الأحرار ب"جود"
العلمي: لم أتلق ردا من المحكمة الدستورية بخصوص انسحاب الUMT من التصويت على قانون الإضراب
حصيلة الزلزال في بورما تتجاوز ألف قتيل
تحذير طبي.. خطأ شائع في تناول الأدوية قد يزيد خطر الوفاة
معنينو يكشف "وثيقة سرية" عن مخاوف الاستعمار من "وطنيّة محمد الخامس"
عدم صرف الدعم الاجتماعي للأسر يثير تساؤلات مع حلول عيد الفطر
المعارضة بجماعة الجديدة تطالب بإدراج نقاط تتعلق بوضعية النظافة والصحة والثقافة في دورة ماي 2025
نقابات تطالب بحماية الموظفين خلال عملية توزيع الأعلاف.. وإشادة بمجهودات المديرة الإقليمية لوزارة الفلاحة بطنجة
لائحة الشركات التي تقدمت للإستفادة من الدعم المخصص لأضاحي العيد العام الماضي
الرميد يرد على لشكر: مهاجمة حماس وتجاهل إسرائيل سقوط أخلاقي وتصهين مرفوض
المغرب التطواني يعبر لدور ثمن نهائي كأس العرش
المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بطنجة تُعلن عن أماكن إقامة صلاة عيد الفطر لعام 1446
وفاة شاب في أصيلة في ظروف مؤلمة.. والمعطيات الأولية تشير إلى اضطرابات نفسية
الوداد يتأهل إلى ثمن كأس العرش
أوراق من برلين.. أوقات العزلة المعاصرة: اكتشاف الشعور الكوني
ترجمة "نساء الفراولة" إلى العربية
الساسي يُقيم مشروع المسطرة الجنائية
الطالبي العلمي: معطيات الوزير بركة عن استيراد الأغنام "غير صحيحة"
حلويات "الفرّانْ" تتراجع بشفشاون
الأمم المتحدة: مقتل 830 فلسطينيا في غزة خلال 8 أيام بينهم 496 امرأة وطفلا
عبد الرحيم.. نموذج مشرف للأمانة يعيد عشرة ملايين سنتيم إلى صاحبها في سوق إنزكان .
محكمة الاستئناف ببرشلونة تبرئ اللاعب ألفيس من تهمة الاعتداء الجنسي
مدينة طنجة ضمن أفضل 10 وجهات سياحية عالمية لعام 2025 وفق مجلة ألمانية مرموقة
العامل المنصوري يبشر بمشروع "مدينة الترفيه والتنشيط" لتطوير إقليم تطوان وخلق فرص للشغل
تألق ليلة القدر في رمضانيات طنجة الكبرى: روحانية، تراث وتكريم لذوي الهمم
رحلة رمضانية في أعماق النفس البشرية
تحويلات مغاربة الخارج تتجاوز 17.8 مليار درهم وتراجع طفيف في الاستثمارات بالخارج مقابل ارتفاع قوي في تدفقات الاستثمارات الأجنبية بالمغرب
الديوان الملكي يعلن عن ثلاث تعيينات جديدة
عمرو خالد: هذه تفاصيل يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.. مشاهد مؤثرة ووصايا خالدة
رفع الإيقاف عن مهدي بنعطية
شهر رمضان.. وكالة بيت مال القدس الشريف تقدم حصيلة حملة المساعدة الإنسانية في القدس
144 قتيلا جراء الزلزال في ميانمار
بخصوص ما قاله الكاتب الأول عن فلسطين الآن!
مستقبل الدولي المغربي سفيان أمرابط بات على المحك … !
دنيا بوطازوت تنسحب من تقديم "لالة العروسة" بعد أربع سنوات من النجاح
إسبانيا تعلن عن ملف مشترك مع المغرب والبرتغال لتنظيم بطولة عالمية جديدة
السعيدية.. تسليط الضوء على الندوة الدولية حول تطوير الريكبي الإفريقي
رحمة بورقية: أول امرأة تترأس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي بالمغرب
العجز التجاري للمغرب يقفز إلى 50.7 مليار درهم عند متم فبراير
وزارة الداخلية.. إغلاق 531 محلا ومصادرة 239 طنا من المنتجات غير القانونية
العرض ماقبل الأول لفيلم «مايفراند» للمخرج رؤوف الصباحي بسينما ميغاراما
رامز جلال في رمضان والكاميرا الخفية المغربية .. مقلب في الضيوف أم في المشاهد؟
مباريات كرة القدم للتأهل إلى المونديال إصابة أكرد تدمي قلب مشجع ستيني
عودة أسطورة الطرب المغربي عبد الوهاب الدكالي في عرض يعد بالكثير
باحثون يكتشفون رابطا بين السكري واضطرابات المزاج ومرض ألزهايمر
كرة القدم لعبة لكنها ليست بلا عواقب..
سكان المغرب وموريتانيا أول من سيشاهد الكسوف الجزئي للشمس السبت
"الرزيزة" .. خيوط عجين ذهبية تزين موائد ساكنة القصر الكبير
رسالة إلى تونس الخضراء... ما أضعف ذاكرتك عزيزتي
السعودية تحين الشروط الصحية لموسم الحج 2025
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
تجاوزات «سي أي إي» تضع بوش وتشيني في قائمة المتورطين
تساؤلات لدى الرأي العام حول إمكانية سماح أوباما بمتابعتهما أمام القضاء
محمد حمامة
نشر في
المساء
يوم 21 - 12 - 2014
بعد التجاوزات الخطيرة والانتهاكات الجسيمة التي كشف عنها تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي حول ممارسات وكالة الاستخبارات المركزية، وجهت أصابع الاتهام إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش، ونائبه ديك تشيني، بما أن تلك التجاوزات وقعت أثناء إدارتهما للبلاد. بيد أن إمكانية متابعة كبار المسؤولين بسبب ما حدث تظل ضئيلة جدا. في المقابل، كشف التقرير كذلك تورط دول أوروبية في التستر على وجود مراكز للتعذيب على أراضيها كانت تديرها وكالة الاستخبارات المركزية.
هل سنرى يوما داخل قفص الاتهام الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش الابن، ونائبه ديك تشيني، أو بعض عناصر وكالة الاستخبارات المركزية «سي أي إي»؟ منذ الأسبوع الماضي، وبعد نشر تقرير لمجلس الشيوخ الأمريكي حول الطرق الوحشية التي كانت تعتمد عليها وكالة الاستخبارات المركزية خلال السنوات التي تلت هجمات الحادي عشر من شتنبر 2001، توالت المطالب التي تصب في هذا الاتجاه. «يتعين تقديم المسؤولين عن هذه المؤامرة الجنائية أمام العدالة من أجل محاكمتهم»، يقول بحزم مقرر الأمم المتحدة حول حقوق الإنسان، بين إميرسون. من جانبه، يرى المدير التنفيذي لمنظمة هيومان رايتس واتش بأنه «في حالة عدم اعتماد آلية لكشف الحقيقة تفضي إلى متابعة الجناة، سيظل التعذيب أحد الخيارات المطروحة بالنسبة للرؤساء القادمين».
«التعذيب». هذه العبارة، التي شكلت أحد الطابوهات، لم تعد كذلك بعدما ترددت داخل أعلى هرم للسلطة بالدولة الأمريكية. وبعد نشر التقرير البرلماني، ندد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالممارسات «التي يتعين على أي شخص صادق أن يعتبرها بمثابة التعذيب». بيد أن التشريع الأمريكي واضح في هذا الصدد؛ فالتعذيب أحد الأمور المحظورة وأي مواطن من الولايات المتحدة الأمريكية يمارس التعذيب قد تطاله عقوبة حبسية تصل إلى عشرين سنة، حتى لو كان قد مارس التعذيب داخل أو خارج الولايات المتحدة الأمريكية. السيناتورة الأمريكية ديان فايستين، التي أشرفت على إنجاز التحقيق البرلماني، تقر من جهتها بأن تحقيقات وكالة الاستخبارات المركزية «خرقت القانون الأمريكي، والمعاهدات والاتفاقيات الدولية والقيم التي نؤمن بها». ومن الناحية النظرية، فإنه من غير المستبعد أن تتم متابعة الأشخاص الذين قاموا بهندسة ووضع وتنفيذ البرنامج السري لوكالة الاستخبارات المركزية أمام القضاء.
العراقيل
سيناريو مثل هذا، يظهر أنه صعب التحقق للغاية، لاسيما داخل الولايات المتحدة الأمريكية، حيث سارعت إدارة الرئيس أوباما إلى التلويح بعدم نيتها فتح أي متابعة قضائية في الموضوع. «نحن مازلنا متمسكين بقرارنا الأول المتعلق بعدم القيام بأي متابعة جنائية»، حسب تصريح لمسؤول داخل وزارة العدل، أوضح أن التقرير البرلماني لم يحمل «أية معلومات جديدة»، منذ إنجاز «تحقيق معمق» تم وضعه على الرفوف من دون إجراء أي متابعات في العام 2009. ومن أجل تبرير موقفه، وضع معسكر أوباما في الخط الأمامي على الدوام أحد العراقيل التشريعية، والمتمثلة في «مذكرات التعذيب» سيئة الذكر. هاته الوثائق السرية، التي نشرتها وزارة العدل بين 2002 و2005، رخصت بممارسة المنهجيات العنيفة لوكالة الاستخبارات المركزية، وأكدت بأن تلك الممارسات لا تصب في خانة التعذيب، ووعدت العناصر الاستخباراتية المشتغلة في الميدان بألا تطالهم المتابعة القضائية. «الأشخاص الذين مارسوا واجبهم من خلال الاعتماد عن نية صادقة على التوجيهات القانونية لوزارة العدل لن تطالهم المتابعة القضائية»، كما صرح باراك أوباما منذ العام 2009.
بالنسبة للمنظمات التي تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان، فإن التحقيق الذي أجراه مجلس الشيوخ الأمريكي قلب الكثير من المعطيات، بعدما أوضح أن عمليات الاستنطاق التي اتبعتها وكالة الاستخبارات المركزية كانت «أسوأ بكثير» من الممارسات التي تم الترخيص لها. وتؤكد المنظمات نفسها أن تحفظ الإدارة الأمريكية الحالية على عرض نتائج التحقيق على القضاء لا يرتبط في الأساس بالاعتبارات القانونية، بل مرده إلى الاعتبارات السياسية. «عدد كبير من المسؤولين المتورطين في ممارسة برامج إدارة بوش مازالوا لحد الساعة يشكلون جزءا من الجهاز الاستخباراتي»، يوضح مايكل جيرمان، عن مركز برينان من أجل العدالة. كما أن متابعة قضائية في حق هؤلاء قد تؤدي إلى خلخلة الجهاز الاستخباراتي، وبشكل خاص وكالة الاستخبارات المركزية، التي يعتمد عليها أوباما بشكل يومي. وفي المقابل، وفي ظل سياق من التجاذب الحساس جدا بين الديمقراطيين والجمهوريين، فإن أي محاولة لتقديم جورج بوش، وحراس المعبد المقربين منه، أمام القضاء، سيتم اعتباره لا محالة بمثابة هجمة ذات دوافع سياسية. وفي رغبة منه لتهدئة الأوضاع، دعا أوباما، الأسبوع المنصرم، إلى تفادي «النقاشات القديمة»، وعبر عن رغبته في أن يمكن تقرير مجلس الشيوخ من «جعل هذه التقنيات، ومهما كان مصدرها، إحدى ممارسات الماضي».
مستهدفون
بالنسبة للعديد من الأشخاص، فإن الصفحة السوداء لمحاربة الإرهاب بالولايات المتحدة الأمريكية لم تطو بعد. ف 136 من المعتقلين مازالوا يقبعون لحد اليوم داخل السجن العسكري بغوانتانامو، خارج إطار الشرعية الدولية. وقد ظل الوعد الذي اتخذه باراك أوباما بإغلاق المعتقل في العام 2008 مجرد حبر على الورق. «التعذيب والانتهاكات مازالت متواصلة داخل غوانتانامو»، تقول ألكا برادهان، التي تترافع عن العديد من المعتقلين بالقاعدة الأمريكية بكوبا لصالح المنظمة غير الحكومية «ريبيريف». «إن منهجية الإطعام القسري للمضربين عن الطعام انتقامية ومؤلمة لحد بعيد،» تندد المحامية، التي تمكنت من مشاهدة شريط فيديو «جد مزعج» يوثق للعملية. في بداية شهر أكتوبر، أصدر قاضي فيديرالي تعليماته للحكومة من أجل رفع السرية عن أشرطة الفيديو تلك لجعلها متاحة للعموم، لكن وزارة العدل استأنفت القرار.
في المقام الأخير، إذا كان أوباما لا ينوي تفعيل أي متابعات ضد إدارة الرئيس بوش بسبب أعمال التعذيب، فإن ذلك يعود كذلك بما لا يدع مجالا للشك إلى رغبته في تجنب الوقوف وراء سابقة قد تنقلب عليه هو نفسه في المستقبل. «بأي شيء تمتاز الضربات الجوية التي تنفذها الطائرات بدون طيار مقارنة بعمليات الاستنطاق الوحشية لوكالة الاستخبارات المركزية؟» هكذا تسائل منذ بضعة أيام صحفي موجها كلامه للمتحدث باسم البيت الأبيض، في إشارة منه إلى البرنامج الأمريكي لتصفية أشخاص بعينهم، الذي ظهر في حقبة بوش وتم توسيعه بشكل كبير من قبل الرئيس الحالي. «الجهود التي تبذلها الإدارة الحالية من أجل الحد من حالات تعذيب الضحايا المدنيين أو منع تلك الحالات تتلاءم مع القيم التي نؤمن بها»، كما جاء في رد المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش ايرنيست. غير أن الأرقام تبعث على الانزعاج. فحسب تقرير حديث لمنظمة «ريبريف»، تقتل الطائرات بدون طيار الأمريكية في المتوسط 28 شخصا مجهول الهوية في كل هجمة بهدف محدد. «إذا كان ال 119 معتقلا الذين يتم إخضاعهم للبرنامج السري للاستنطاق يستحقون أن تكشف الحقيقة حول ما يتعرضون إليه، ألا يستحق نفس المعاملة ال 3500 شخص الذين قضوا بسبب الطائرات بدون طيار؟» يقول متسائلا مايكا زينكو، المختص في الملف داخل أحد المراكز التفكير بمدينة نيويورك. «عقلية إدارة الرئيس أوباما هي على نحو تام نفس العقلية التي سادت خلال سنوات حكم بوش»، تقول ألكا برادهان، محامية «ريبريف». «إنهم يقولون: نحن داخل الولايات المتحدة الأمريكية، سنفعل كل ما نرى بأنه ضروري، وسنحفظ ذلك في السر لأطول وقت ممكن، وسنرفض الإقرار بأخطائنا».
دول أوروبية متورطة
«في بعض الأحيان، يتعين عليك أن تعرف كيف تقول لا، حتى بالنسبة لأعز أصدقائك». هذه الملاحظة الساخرة لطوماز سيمونياك، وزير الدفاع البولندي الحالي، تحمل بين طياتها حتما كلمات الأسف الوحيدة التي نطقت بها وارسو بعدما ورد اسمها مجددا ضمن إحدى البلدان الأوروبية الثلاثة، التي تنتمي للاتحاد الأوروبي، والتي استضافت مركزا سريا للاعتقال تابع لوكالة الاستخبارات المركزية كان يمارس داخله التعذيب. تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي حول منهجيات الوكالة، الذي لا يشمل بولندا لوحدها، تسبب في حالة إحراج واضحة لأوروبا، وفي المقام الأول بالنسبة للجنة الأوربية، التي تظل منقسمة بين الرغبة في احتواء الحليف الأمريكي والدفاع عن حقوق الإنسان التي تأسست عليها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
سبق للبرلمان الأوروبي أن تطرق منذ بضعة سنوات لهذا التعاون بين الدول الأوروبية ووكالة الاستخبارات المركزية، وفق ما كشفت عنه صحيفة «واشنطن بوست»، التي استطاعت الوصول إلى وجود عدة رحلات جوية سرية مرت من أوروبا وكانت تنقل بعض المعتقلين. وقام البرلمان الأوروبي بالتحقيق في الأمر، وأنجز تقريرا، منذ العام 2007، طلب من خلاله الحكومات التي تمت الإشارة إليها بأن تمده بجميع الحقائق حول هاته الوقائع. وهذا ما ورد في الوثيقة التي
تم اعتمادها في فبراير 2007: «حسب التقرير الذي أنجزه كلاوديو فابا (الحزب الاشتراكي الأوروبي، إيطاليا)، فإن ما لا يقل عن 1245 رحلة جوية قامت بها وكالة الاستخبارات المركزية مرت من فوق المجال الجوي الأوروبي، أو نزلت بأحد المطارات الأوروبية بين نهاية العام 2001 ونهاية العام 2005. وفي بعض الحالات، تم استغلال تلك الرحلات من أجل تعويضات استثنائية أو لنقل سجناء بطريقة غير قانونية». وبعدما لاحظ «وجود غياب لمراقبة القواعد الأمريكية من قبل البلدان التي تستقبل تلك القواعد»، طالب البرلمان الدول المعنية بمد «المجلس واللجنة بمعلومات كاملة ومحايدة».
بيد أن هاته الدول فشلت في تنفيذ هذا الأمر. فرومانيا فضلت مواصلة الإنكار، أما بولونيا ففتحت تحقيقا قضائيا لم تكشف نتائجه بعد، أما ليتوانيا، التي لم يتم اكتشاف وجود «نقطة سوداء» بداخل أراضيها إلا في وقت لاحق، فتتردد بين النفي والحسرة. وبعد نشر التقرير الأمريكي، أقر أخيرا الرئيس ألكسندر كواسنيويسكي، الذي كان يتقلد منصب رئيس الدولة البولندية لحظة حدوث الوقائع، بأنه كان على علم بوجود مركز تابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية داخل بولاندا، بيد أن السلطات البولندية لم تتمكن أبدا من زيارته. داخل رومانيا كذلك، انحلت عقدة الألسن: «كان هناك مركز كان الأمريكيون هم من يسهر على تدبيره منذ البداية، ولم يكن الطرف الروماني مهتما بما يقوم به الأمريكيون، تحديدا لكي نبين لهم بأن في وسعهم وضع ثقتهم بنا»، حسب ما أعلن عنه
أحد مستشاري رئيس البلاد في تلك الحقبة، لون اليسكو. وبما أنها كانت متوجسة من المخاطر الأمنية في الشرق، في مواجهة الجار الروسي القوي، أكثر من اهتمامها بالمبادئ النبيلة، لم تمانع هاته البلدان في رفض أي شيء لواشنطن، بما أنها كانت في مرحلة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وحتى الدول التي لم تقتنع بالنقاش، فقط تلقت مبالغ مالية كبيرة، كما كشف عن ذلك تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي، من خلال الإشارة للحالة البولندية. فبعد تقديم مبلغ مليوني دولار لهذا البلد، الذي تم وضع الحبر الأسود فوق اسمه، لكن يسهل التعرف عليه من خلال التمحيص في المعطيات، «أصبح البلد كذا أكثر مرونة فيما يخص عدد معتقلي وكالة الاستخبارات المركزية داخل المركز وتاريخ إغلاقه»، كما لاحظ أعضاء مجلس الشيوخ. بالنسبة لأدم بودمار، نائب رئيس منظمة هيلسينكي لحقوق الإنسان بوارسو، الذي يطالب باللجوء للقضاء البولندي، فإن المسؤولين البولندين في تلك الحقبة «خانوا مبادئ الدستور من أجل الحصول على المال». تم اتهام وارسو في مناسبتين بالتواطؤ في تنفيذ أعمال التعذيب من قبل المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان.
مقدونيا
، التي مازال طلبها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي لم يحظ بعد بالموافقة، تم اتهامها بالوقوف وراء أفعال مماثلة، بعد اختطاف خالد المصري من فوق أراضيها، الحامل للجنسية الألمانية ومن أصول لبنانية، بعدما سقط ضحية لتشابه في الأسماء. وفيما يخص الأجهزة القضائية، فقد فشلت كلها في التعاطي مع هذا الأمر، باستثناء العدالة الإيطالية، التي أدانت في العام 2013 غيابيا 23 عنصرا من عناصر وكالة الاستخبارات المركزية قاموا باختطاف إمام مصري متطرف في العام 2003. لم يتم سجن أي واحد من هؤلاء، لكنهم لا يستطيعون وضع أقدامهم داخل أوروبا. في وسعنا أن نأمل بأن يتم في القادم من الأيام تحديد هوية الأشخاص الذين اشتغلوا داخل «النقط السوداء»، وأن ينالوا على الأقل نفس المصير.
* بتصرف عن «ليبراسيون»
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
الأمم المتحدة تطالب بمعاقبة الأمريكيين المسؤولين عن تعذيب متهمين بالإرهاب
صدمة في العالم بعد نشر تقرير أمريكي حول التعذيب الذي مارسته مخابراتها في حق عشرات المعتقلين
بعد فضح أساليب التعذيب في سجون "CIA"... أوباما يؤكد: عندما نرتكب خطأ نعترف به
بعد فضح أساليب التعذيب في سجون "CIA"... أوباما يؤكد: عندما نرتكب خطأ نعترف به
أوباما ينتقد «سي آي أي» و مجلس الشيوخ يكذبها بشأن التعذيب
أبلغ عن إشهار غير لائق