أعلنت السلطات المحلية إقليمكلميم منطقة منكوبة بعد اشتداد حدة الفيضانات التي عزلت قرى بكاملها عن العالم الخارجي. واضطرت السلطات المحلية إلى اخلاء سكان القرى المجاورة للمدينة بعد أن حاصرتها سيول الوديان وقامت بنقلهم إلى مجموعة من المؤسسات التعليمية بالمدينة من أجل ابعاد شبح الغرق الذي كان يتهددهم. وفي تزنيت بدأت السلطات والهيئات المختصة في إحصاء الخسائر الناتجة عن السيول الجارفة، والتي وصلت وبشكل لم يعهده السكان أماكن عديدة، وفي ظرف زمني قياسي، وباستثناء الخسائر المادية الجسيمة لم تسقط أرواح بفعل الفيضانات الأخيرة. وغمرت المياه مختلف الأحياء بالمدينة القديمة لتيزنيت، بدءا بتجزئتي النحيل والعين الزرقاء، ومرورا بالمدارة الرئيسية فشارع سيدي عبد الرحمان، ومختلف الأحياء المتفرعة عنه، فقد تضررت أحياء «إداومكنون» و»أيت محمد» بشكل كبير، كما انهار جزء من السور الأثري قرب باب الخميس وحي «تبوديبت»، فيما غمرت المياه مدرسة 18 نونبر بشكل كبير. من جهته، وعد محمد حصاد، وزير الداخلية، بإصلاح جميع الطرق والتجهيزات الأساسية والزوايا والأماكن التي تضررت من الفيضانات الأخيرة بتيزنيت، قائلا في جوابه على تساؤلات واستفسارات المتدخلين في اللقاء الذي احتضنته العمالة «ما كاين شي حاجة لي ماغا تصلح، فالطرق والتجهيزات الأساسية والزوايا أعدكم – يقول الوزير- بأن كل الأضرار التي لحقتها ستصلح»، كما وعد في كلمته بإطلاق برنامج التأهيل الحضري في أسرع وقت، محددا يوم غد الثلاثاء للتوقيع على الوثائق الضرورية للبرنامج الذي يتضمن عددا من المشاريع الهامة بالمدينة. أما بخصوص العناية بالمنطقة من قبل الحكومة، فقال حصاد إن «تافراوت استفادت من 10 ملايير هذه السنة، لأنها بلادي وفيها كْبْرْت»، مضيفا أنه «علينا أن نشتغل على المدى المتوسط والبعيد، والمنطقة تستاهل كل خير، كما أن العديد من الوزراء يتحدرون من هذه المنطقة»، مضيفا أن «تيزنيت تنتمي لمنطقة سوس العالمة العاملة والمخلصة للعرش». وفي سياق زيارته للمدينة بناء على التعليمات الملكية، قام حصاد رفقة الوزير المنتدب في الداخلية الشرقي الضريس، ووالي جهة سوس ماسة درعة وعامل إقليمتيزنيت، بمعية عدد من المنتخبين بالمدينة والإقليم، بزيارة تفقدية لبعض آثار الفيضانات قرب مدارة تيزنيت الرئيسية، وشارع سيدي عبد الرحمان، إضافة إلى باب لخميس، كما اطلع على مقطع السور الأثري الذي تعرض للهدم بالمدينة القديمة، حيث التقى بعدد من المتضررين، قبل أن يقوم الوفد بجولة بالسيارات بمحاذاة السور الأثري للمدينة. وفي تقييمه للوضع، أشار سمير اليزيدي، عامل إقليميتيزنيت، إلى أن معدل التساقطات المطرية الاستثنائية، تراوحت في الأيام الأخيرة ما بين 104 إلى 124 وهو ما يعادل سنتين من التساقطات، مضيفا في اللقاء الذي ترأسه محمد حصاد، وزير الداخلية، بمقر العمالة، أن «السيول جرفت ست منشآت فنية، كما حدثت انقطاعات بجل الطرق المصنفة وغير المصنفة ، فضلا عن انقطاعات الشبكة الطرقية ببعض الجماعات نتيجة الرياح العاطفية، كما حصلت اضطرابات في شبكتي الإنتاج والتوزيع نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، وانقطعت مياه الشرب عن مدينة تيزنيت وجماعة المعدر الكبير ومنطقة تلعينت وجماعة أربعاء الساحل، وهي كلها مناطق مزودة بالمياه من سد يوسف بن تاشفين الذي امتلأ عن آخره». وشدد اليزيدي، على ضرورة التدخلات ذات الأولوية إعادة إيواء المتضررين وفك العزلة عن المداشر المحاصرة، وإصلاح المسالك المتضررة. وفي مجال التعمير أحصت السلطات الإقليمية انهيارا كليا لما يزيد عن 100 مسكن بكل تراب الإقليم، فضلا عما يزيد من 800 بناية مهددة بالسقوط، كما لوحظت تصدعات بزاوية تمكديشت بجماعة أفلا إغير، علاوة على انهيار السور الأثري لمدينة تيزنيت وشقوق بقصبة أغناج الأثرية، وبرج مغروسة الزيتون، كما حاصرت السيول 10 دواوير بجماعة إداكوكمار التي تحتضن 1614 من السكان، زيادة على ترسبات المياه على مستوى الحاجز الوقائي المؤدي للمدينة، وانجرافات على مستوى الأتربة الداعمة لقنوات التحويل، وبدائرة تافراوت سجل انهيار المنشآت الفنية بمنطقة «أكرض أوضاض». كما ساهم قرار إغلاق الطرقات المعنية بفيضان الأودية، في الحد من الخسائر في الأرواح، حيث شهدت بعض المناطق صدامات مباشرة بين السلطات المحلية والأمنية وبعض الراغبين في قطع الأودية رغم التحذيرات الخطيرة. ووجه سكان منطقة «تيمزليت» بجماعة أكلو الشاطئية نداء استغاثة للسلطات بعد فيضان وادي «إيصوح» الذي أتى على الأخضر واليابس في الساعات الأولى من صباح السبت الماضي، وقال أهالي المنطقة إن الفيضان دمر العديد من الأعمدة الكهربائية وقنوات جر المياه الصالحة للشرب التي عملت الجمعية المحلية على إنشائها قبل سنتين.