حدثان بارزان كادا ا يحولا الدورة الثانية من المنتدى العالمي لحقوق الإنسان المنعقد بمراكش إلى ساحة مواجهات بين أمازيغيين، فيما بينهم من جهة، وبين مناهضي التطبيع وبين المؤيدين لمشاركة إسرائيل في هذه المناسبة العالمية، من جهة ثانية. ففي ورشة «التعددية اللغوية والثقافية تجارب علمية» التي نظمت صباح أول أمس السبت، وقعت صدامات بين تكتلات أمازيغية، بعد مداخلة شاب، يتحدر من تنغير، وينتمي إلى التيار الأمازيغي، دعا فيها إلى «إبادة» العرب من أجل حسم القضية الأمازيغية في المغرب. وأكد الشاب، الذي أعطيت له الكلمة في موضوع التعددية اللغوية، إلى القيام بعمل مسلح ضد العرب من أجل الانتصار للقضية الأمازيغية في المغرب. هذا الموقف دفع بعزيز هناوي، عضو الهيئة التأسيسية للرابطة المغربية الأمازيغية، إلى أخذ الكلمة والتأكيد على أن الخطير في هذه الدعوات أن لها امتدادات خارجية، مضيفا أن «ما يهدد المسألة الأمازيغية هو ارتباط بعض ناشطيها بالصهيونية»، معتبرا ذلك «انتحارا». ودعا هناوي إلى «التفاعل في القضية اللغوية في الداخل بدل اللجوء إلى الخارج». وقد كادت هذه الورشة تتحول إلى ساحة مواجهة، بعد أن حاول بعض المشاركين منع أحد المتدخلين من أخذ الكلمة، قبل أن يقوموا بإجباره على مغادرة القاعة. وفي اليوم ذاته، استنفر وضع طفل أمام العلم الإسرائيلي مناهضي التطبيع الإسرائيلي. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء» من مصادر عليمة، فإن عددا من ممثلي «المبادرة المغربية للدعم والنصرة والمبادرة الطلابية ضد التطبيع والعدوان»، هرعوا صوب قاعة احتضنت ورشة للعمل الطفولي، حيث كان يجلس عشرات الأطفال، بينهم طفل مغربي جلس على كرسي وضع أمامه دولة إسرائيل. هذا الأمر أجج غضب أعضاء الهيئة المناهضة للتطبيع، حيث قاموا بتنظيم حلقية تنديدية، قبل أن يصدروا بيانا أكدوا فيه أنه «عشية اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، استمر بعض خفافيش التطبيع الصهيوني بالمغرب في استفزاز الرأي العام والشعب المغربي»، بعد أن تم تسجيل حضور علم إسرائيل مجددا في إحدى قاعات الندوات الموضوعاتية المتعلقة بالشباب والطفولة بالمنتدى العالمي لحقوق الإنسان بمراكش. وأوضح البيان، الذي توصلت «المساء» بنسخة منه، أن شباب المبادرة الطلابية ضد التطبيع والعدوان المشاركين في المنتدى لاحظوا «وجود علم إسرائيل جنبا إلى جنب مع أعلام الدول وممثليها في المنتدى، ويمثله أحد الأطفال، الذي تبين أنه طفل مغربي، تم إجلاسه في طاولة تمثيل الكيان الصهيوني». وذكرت الهيئة أنه بعد أن انتبه بعض المشرفين على التنظيم إلى «انكشاف الأمر، وتفاعل الشباب المغربي ضده، قاموا باستبدال العلم الصهيوني بعلم جمهورية الجبل الأسود من أمام الطفل، الذي عبر لشباب المبادرة بأنه جيء به إلى الطاولة ليجلس بها خلف علم إسرائيل».