عماد شقيري أثارت الوفاة المفاجئة للقيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أحمد الزايدي، الأحد الماضي، جدلا سياسيا وقانونيا بعد أن أصبح المقعد البرلماني الذي كان يشغله الراحل بمجلس النواب شاغرا. وراجت في الأيام القليلة الماضية أحاديث عمن سيخلف الزايدي بمجلس النواب في دائرة بوزنيقة، إذ ذهبت بعض التقديرات إلى أن المرشح الثاني في لائحة الزايدي هو من سيخلفه تلقائيا بمجلس النواب. فيما ذهب اتجاه آخر إلى احتمال بقاء المقعد شاغرا، وبالتالي احتمال إعادة انتخاب المقعد. الجدل الذي خلفته الوفاة الصادمة لزعيم تيار «الانفتاح والديمقراطية» بحزب التحاد الاشتراكي، يبدو محسوما نسبيا، حيث إن وقائع مشابهة صعد فيها المرشح الثاني في اللائحة الانتخابية، مثل الحالات التي يتم فيها استوزار برلمانيين كحالة وزير الخارجية السابق سعد الدين العثماني عن دائرة المحمدية، الذي خلفه ثاني اللائحة، وكذلك حالة وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، رغم أن الأخير استقال من حزب التجمع الوطني للأحرار، ومع ذلك رفض المجلس الدستوري اعتبار المقعد شاغرا. هذه المؤشرات تسير في اتجاه خلافة بوشعيب نبيه، الذي ترشح ثانيا في لائحة أحمد الزايدي. وبوشعيب نبيه هو أستاذ مادة الفيزياء، مزداد سنة 1956، ويعتبر واحدا من المقربين من الراحل الزايدي، وأحد الاتحاديين الأوفياء له، يتحمل مسؤولية كاتب فرع الحزب بجماعة «موالين الواد»، كما ينشط في هياكل الحزب الإقليمية والحهوية، حيث يشغل مهمة النائب الأول للكاتب الإقليمي للحزب ببنسليمان، وهو عضو بالكتابة الجهوية بجهة الشاوية ورديغة، التي كان أحمد الزايدي يمثلها بمجلس النواب، قبل أن يخطفه الموت بطريقة تراجيدية. ورغم أن كل المؤشرات تسير في اتجاه خلافة نبيه للزايدي، فإن الصراعات التي يعيشها حزب الوردة منذ تولي إدريس لشكر لمنصب الكاتب الأول للحزب، امتدت لتشمل المقعد الذي تركه الزايدي، حيث إن اتجاها داخل الحزب يتحفظ على ذهاب المقعد لأحد المقربين من الزايدي ومن التيار الذي كان يقوده. ويبرر هذا التوجه، حسب مصادر «المساء»، تحفظه على نبيه بكونه ترشح في أكثر من مرة في الانتخابات الجماعية بجماعة «موالين الواد» القروية، ولم يتمكن من الظفر بمعقد داخل مجلس الجماعة. وفاة الخصم الأول لإدريس لشكر لم تقف عند الجدل حول من سيعوضه داخل مجلس النواب، إذ ترك الزايدي أيضا مقعد رئاسة جماعة الشراط، التي توفي فوق ترابها، شاغرا، لكن لا يبدو أن الأمر سيثير خلافات بين أعضاء المجلس الذي يسيطر عليه الاتحاد الاشتراكي منذ عقود. ومن المنتظر أن ينتخب أعضاء المجلس أحد نواب الزايدي رئيسا للجماعة القروية، التي تعتبر قلعة حصينة للراحل ورفاقه، ولم يتم الحسم بعد في الاسم الذي سيخلفه على رأس الجماعة.