محمد بنقرو تنظر محكمة الاستئناف بمكناس، يومه الاثنين، في قضية اغتصاب جماعي كانت ضحيته سيدة مصابة باضطرابات نفسية، بعد أن كانت النيابة العامة تابعت أحد المتهمين في حالة سراح، وهو ما أثار ردود أفعال غاضبة من طرف الرأي العام المحلي. وتعيش الضحية، يتيمة الأبوين، حالة نفسية صعبة، زادت في تدهور وضعها الصحي المضطرب، وهو ما جعلها تدخل في حالة هستيرية تزامنا مع عرض المتهم على أنظار النيابة العامة، حيث بدأت في الصراخ بصوت عال أمام الوكيل العام للملك، مستنكرة الاعتداء الذي تعرضت له موجهة أصابع الاتهام إلى الظنين الذي قالت إنه اغتصبها واحتجزها رفقة مجموعة من شركائه، وواصلت الضحية الصراخ بشكل هستيري قبل أن تتدخل الشرطة لإخراجها من مكتب النيابة العامة إلى بهو المحكمة، لكنها استمرت بالصراخ مطالبة بالقصاص من المعتدين عليها، ليتم إخراجها من المحكمة. وتعود وقائع القضية، حسب مصادر «المساء، إلى نحو شهر، عندما تم العثور على الضحية، «ن.ب»، وهي سيدة في عقدها الثالث، مستوى باكالوريا، في وضعية صحية خطيرة مرمية بالقرب من الطريق الرئيسية بمركز جماعة مجاط بضواحي مكناس، من طرف أحد جيران خالتها التي تحتضنها منذ وفاة والديها، فتم نقلها إلى منزل محتضنتها، حينها كشفت بأنها كانت ضحية احتجاز واغتصاب جماعي من طرف مجموعة من الأشخاص الذين تناوبوا على نهش لحمها طيلة ليلة بأكملها، مما كان سببا في تدهور وضعها الصحي والنفسي وتعرضها لنزيف حاد، كما دلت خالتها والجيران على مكان الجريمة، مدلية بأوصاف المتهمين الذين اعتدوا عليها، وبأسماء بعضهم، ضمنها اسم المتهم الذي أطلق سراحه والذي يعد وجها معروفا لدى السكان. وهو الكلام ذاته الذي صرحت به أمام مصالح الدرك، تقول المصادر، إذ أفادت بأنها تعرضت للاحتجاز والاغتصاب الجماعي من طرف ثلاثة أفراد، ضمنهم المتهم المذكور وهو صاحب كشك بالمنطقة، مبرزة أنها كانت جالسة بالقرب من كشك المتهم في منطقة خضراء، بعد أن اشترت منه زجاجة مشروب غازي، قبل أن يتآمر عليها في ذلك اليوم هو وشركاؤه ويقرروا اقتيادها إلى مكان خال، حيث تم احتجازها واغتصابها مما تسبب لها في نزيف حاد وتدهور وضعها الصحي والنفسي، كما أدلت باسمه وأوصافه، وعلى إثر ذلك وبعد مرور أيام قليلة تم اعتقاله وعرضه من جديد على الضحية وسط أربعة أفراد آخرين من أجل التعرف عليه، حيث تمكنت من ذلك بسهولة. من جانبه، نفى المتهم، خلال التحقيقات التي باشرتها معه مصالح درك بوفكران، حسب المصادر ذاتها، التهمة الموجهة إليه، مؤكدا أن الضحية كانت تتردد على كشكه من حين لآخرن، وفي ذلك اليوم الذي تعرضت فيه للاحتجاز والاغتصاب شاهدها رفقة متهمين آخرين يتحدران من حي المكسيكبمكناس يعرفهما من خلال أوصافهما فقط، حين كانا يقتادان الضحية إلى مكان الجريمة دون أن يشاركهما في ذلك، كما أكد هذا الادعاء شاهد عيان، وهو طفل قاصر، أمام رجال الدرك والنيابة العامة. ومن المنتظر، حسب المصادر ذاتها، أن تأخذ هذه القضية أبعادا أخرى، بعد أن دخلت فعاليات حقوقية على الخط، حيث نددت بشدة بهذه الجريمة الشنعاء، مستنكرة متابعة المتهم فيها في حالة سراح وعدم التعامل مع القضية بالجدية المطلوبة. هذا، وتقول مصادر «المساء»، إن الضحية نجت بأعجوبة من محاولة انتحار، مباشرة بعد خروجها رفقة أفراد من عائلتها من الدائرة الأمنية السابعة، التي كانوا توجهوا إليها من أجل القيام بإجراءات إدارية، حيث ارتمت بشكل مفاجئ، في غفلة من مرافقيها، أمام سيارة كانت تمر بالقرب منها، وذلك بسبب المضاعفات النفسية التي خلفها حادث الاعتداء الجماعي عليها. خصوصا أن الاضطرابات النفسية التي تعاني منها يعود سببها إلى تعرضها للاختطاف في وقت سابق من أمام معمل للخياطة كانت تشتغل فيه بالحي الصناعي بمدينة مكناس، حيث تم احتجازها في مكان مجهول لمدة ست سنوات ولم تظهر إلى الوجود سوى مؤخرا، بعد أن قام أفراد من عائلتها بجلبها من مستشفى الأمراض العقلية بمدينة مراكش دون أن يعلموا شيئا عن المكان الذي كانت محتجزة فيه طيلة تلك الفترة، كما أن اختفاءها كان سببا في وفاة والديها بسبب الصدمة والحزن الشديدين اللذين خلفهما اختفاؤها.