بمعنويات عالية وحماس كبير، حقق المنتخب المغربي فوزا كبيرا بستة أهداف لهدف واحد في مباراته الإعدادية أمام منتخب البنين. وبحضور جماهيري متميز في ملعب أدرار باكادير، تمكن «أسود الأطلس» من التوقيع على مباراة كبيرة، على الرغم من أنها جرت في ظروف اسثتنائية خاصة، وقد تزامن الإعداد لها مع قرار الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم رفض طلب المغرب تأجيل تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا 2015 إلى موعد لاحق. وهو الطلب الذي رفضته «الكاف»، وقررت سحب الترشيح من المغرب ومنعه من المشاركة في هذه النسخة، في انتظار بقية العقوبات التي قد تنزل على كرة القدم المغربية. في مباراة ليلة الخميس الماضي، قدم جل اللاعبين مردودا محترما. وظهر أن الزاكي رسم الملامح الكبرى لمنتخب وطني قادم صحح الكثير من الاختلالات، خصوصا وأن الخصم لم يكن فريقا عاديا، حيث هدد في أكثر من مرة مرمى الحارس أمسيف، واستطاع أن يسجل هدفا، وكان مشاكسا كبيرا خصوصا في خط هجومه. والحصيلة هي أن ستة أهداف، التي وقع عليها هجوم المغاربة، كانت ليلتها بمثابة رسالة قوية إلى مسؤولي «الكاف». محمد أمسيف قدم الحارس محمد أمسيف مباراة كبيرة بعد عودته إلى عرين الأسود. ونجح في صد عدد من الكرات من رجل لاعبي منتخب البنين. وفي أول اختبار دخله في حدود الدقيقة الخامسة، عرف أمسيف كيف يرد كرة مهاجم بنيني، قبل أن تتواصل تدخلاته التي كانت في مجملها ناجحة سواء خلال الشوط الأول أو الثاني. باسثتناء كرة الهدف التي خدعت الحارس وخط الهجوم، خصوصا وأن ارتقاء المهاجم كان موفقا أيوب الخاليقي نجح لاعب فريق الجيش الملكي أيوب الخاليقي في لعب الدور الذي أنيط به بالكثير من النجاح والثقة في النفس. ظل الخاليقي يقوم بأدواره الدفاعية كما عودنا بالكثير من القوة واللعب الرجولي. كما ظل يساند خط الهجوم سواء رفقة اللاعب امرابط، قبل أن يغادر، أو شحشوح الذي عوضه في المهمة. بل إن مساندته للهجوم ساعدته على التوقيع على الهدف الرابع في سلسلة الأهداف الستة التي سجلها «الأسود». أشرف لزعر باسثتناء الفراغ الذي تركه في الجهة اليسرى، والذي كان مصدر التمريرة التي حملت الهدف الوحيد لمنتخب البنين، نجح اللاعب أشرف لزعر في أداء مهمته كظهير أيسر بالكثير من النجاح، خصوصا وأنه ظل يقوم بدوره الدفاعي، ثم يبادر إلى تعزيز خط الوسط والهجوم. لذلك كان من وراء التمريرة التي منحت اللاعب عمر القادوري الهدف الذي سجله. مباراة بعد مباراة، يكشف أشرف لزعر عن حضوره في تشكيلة المنتخب الوطني. لذلك يمكن اعتباره الظهير الأيسر الأنسب للقيام بهذا الدور. مروان داكوسطا كان الهدف الوحيد الذي سجله هجوم منتخب البنين هو نقطة الضعف الوحيدة التي سجلت على لاعبي خط الدفاع، خصوصا اللاعب داكوسطا الذي لم يحسن التموقع، وترك مهاجم الفريق الخصم يرتقي بالكثير من الحرية ليسجل الهدف. ومرة أخرى، لا يزال الانسجام المفترض في وسط الدفاع هو الذي يبحث عنه الزاكي. مروان داكوسطا لاعب قوي وبقامة عالية. لكن عنصر الانسجام لا يزال منتظرا منه رفقة العميد المهدي بنعطية. المهدي بنعطية لا شك أن حضور المهدي بنعطية في قلب دفاع المنتخب المغربي يعطي الكثير من الثقة لبقية العناصر. كما أنه يخلق لدى الخصم بعض التخوف بالنظر لقيمة هذا اللاعب. لذلك مهما يكن، فوجود بنعطية في تشكيلة المنتخب الوطني يعتبر ربحا معنويا كبيرا، على الرغم من أن الانسجام بينه وبين داكوسطا لا يزال غير مقنع خصوصا في بعض الكرات العالية والتي قد يستغلها الخصم، كما حدث في هدف البنين. عمر القادوري يبصم عمر القادوري في كل مباراة على حضور متميز يجعله الأفضل. وفي مباراة ليلة الخميس، قدم القادوري مباراة كبيرة، رغم أنه غادر أرضية الملعب مصابا في حدود الدقيق السبعين، ليعوض باللاعب الأبيض. تحركات القادوري في الوسط ومن الجهتين تجعله قائدا حقيقيا وصانع ألعاب من العيار الثقيل. لذلك كان وراء التمريرة التي أعطت للمغاربة الهدف الأول من ضربة زاوية، وقعه اللاعب امرابط بضربة رأسية. ونفس التحركات هي التي ستعطي الهدف الثاني الذي وقعه حمد الله من تمريرة من القادوري، الذي راوغ من جهة اليسار، وأهدى كرة على طبق من ذهب لهداف الأسود الجديد. مروان الشماخ نجح في تسجيل الهدف الأخير من سلسلة أهداف المنتخب الوطني الستة في مرمى منتخب البنين. وبذلك يكون مروان الشماخ قد ضرب عصفورين بحجر واحد، حيث استعاد التهديف، واستعاد معه الحضور في منتخب الكرة بعد التألق الذي سبق أن وقعه في 2004 رفقة المدرب بادو الزاكي. لم يقم، وهو يعوض اللاعب نور الدين امرابط، بدور قلب هجوم قار وواضح. لكنه ظل يتحرك في الوسط، ويحاول صنع ألعاب المنتخب الوطني. وبذلك يكون الشماخ قد عاد نفسيا لأجواء المنتخب الوطني، قبل أن يعود لمهمته في التسجيل. نور الدين امرابط هو من افتتح التسجيل في حدود الدقيقة السابعة بعد ضربة زاوية. وقبل ذلك كان قد تحرك كثيرا خصوصا من جهة اليمين. وظل يناور في أكثر من مناسبة، خصوصا وقد سانده في ذلك الظهير الأيمن أيوب الخاليقي. اضطر لكي يغادر المباراة في شوطها الأول بعد أن تعرض للغصابة حيث عوض باللاعب مروان الشماخ، العائد لصفوف المنتخب الوطني بعد غياب طويل. كريم الأحمدي قبل أن يعوضه اللاعب عصام عدوة في الدقائق الأخيرة من المباراة، ظل اللاعب منير الأحمدي يقوم بنفس الدور الذي كان يقوم به عدوة وهو التحرك في الوسط لقتل كل المحاولات الهجومية التي يسعى الفريق الخصم لبنائها. وقد نجح بنسبة كبيرة في هذه المهمة التي تصنف على أنها من أصعب المهام التي توكل للاعب الوسط. زد على ذلك أن بوادر الانسجام بينه وبين اللاعب عوبادي، بدت ظاهرة على عطاء اللاعبين. لذلك يمكن القول إن الزاكي نجح في نسبة كبيرة في اختيار لاعبي خط الوسط الذين قدموا ليلتها مردودا كبيرا. منير عوبادي هو واحد من لاعبي الوسط الذين يوقعون في كل مناسبة على حضور متميز رفقة المنتخب الوطني. لقد أصبح منير عوبادي واحدا من الذين يعول عليهم بادو الزاكي في الوسط سواء في رد محاولات الخصوم الهجومية، أو في صنع اللعب رفقة القادوري. تحرك كثيرا في جهة اليمين. وشكل رفقة اللاعب امرابط ثم شحشوح ثنائيا خلق الكثير من المتاعب لمنتخب البنين. وبذلك فقد استحق أن يكون واحدا من أبطال ليلة الخميس الماضي بملعب أدرار باكادير، والتي سجل خلالها المغاربة ستة أهداف. حمد الله أضحى حمد الله هو الهداف الجديد للمنتخب الوطني حث أصبح يسجل في كل مباراه هدفه الشخصي. وبذلك فقد استعاد الثقة في النفس. ظل حمد الله يوجد دوما في المكان المناسب لكي يسجل الأهداف. فقد توصل بكرة جميلة من رجل القادوري ليسجل هدفه الأول، والهدف الثاني في سلسلة أهداف المنتخب. وعاد ليتواجد مرة أخرى في المكان المناسب لكي يسجل الهدف الخامس، والثاني لصالحه. وبذلك فقد اعتبر واحدا من أبطال ملحمة الخميس الماضي.