اضطر أكثر من 3000 شخص بجماعة قروية تابعة لعمالة بولمان، يوم أول أمس، قطع ما يقرب من 50 كليومترا، في مسيرة مشي احتجاجية كان من المقرر أن تصل إلى فاس، للمطالبة بتدخل السلطات لإعادة ربط جماعة سكورة التي ينتمون إليها بقنوات الماء الصالح للشرب. واتخذ هذا القرار بعد اعتصام نظموه لمدة ثلاثة أيام متتالية أمام مقر قيادتهم، لكن دون أن يفتح معهم أي حوار. ولم يتمكن هؤلاء المحتجون من ولوج مدينة صفرو، كمعبر ضروري لدخول فاس لإبلاغ صوتهم إلى الملك محمد السادس، الجهة الوحيدة التي يقولون إنها ستنصت إلى معاناتهم، في وقت يتهمون فيه السلطات المحلية بصنع مأساتهم. وفرضت أجهزة الدرك ورجال القوات المساعدة طوقا على هذه المسيرة عند مدخل مدينة صفرو. وأدى هذا الوضع إلى اصطدامات بين المحتجين ورجال الدرك أسفرت عن اعتقال 5 مواطنين، اضطرت السلطات إلى إخلاء سبيلهم بعد تهديد الساكنة بتصعيد الاحتجاج. ويقول سكان جماعة سكورة إن الفيضانات التي ضربت منطقتهم، في أكتوبر الماضي، أدت إلى إلحاق أضرار بليغة بقنوات الماء الصالح للشرب، وتحطيم مسالك للري. وأدت انعكاسات هذه الفيضانات إلى تضرر ما يقرب من 16 ألف شجرة زيتون، و35 ألف شجرة أخرى، ونفوق حوالي 7000 رأس من الماشية. وشملت هذه الأضرار منطقة فلاحية تصل مساحتها الإجمالية إلى حوالي 1600 هكتار. وانهارت قنطرتان، مما فرض العزلة على بعض دواوير هذه الجماعة القروية. ويرى سكان هذه الجماعة أن السلطات يجب عليها أن تتدخل لدى الأبناك لإعادة جدولة ديونهم، بعد الخسائر التي وصفوها بالفادحة والتي ألحقت بفلاحتهم جراء الفيضانات. واضطر مسؤولو كل من عمالة صفرو وبولمان إلى عقد لقاء «طارئ» مع المحتجين، مساء يوم أول أمس الثلاثاء بمقر عمالة صفرو، ل«امتصاص» غضب هؤلاء وتقديم وعود تبشر بقرب معالجة مخلفات الفيضانات. فيما يرتقب أن يعقد لقاء مماثل مع والي جهة فاس بولمان نهاية الأسبوع الجاري ل«تدارس» هذه المشاكل. وقال عز الدين المنجلي، أحد النشطاء الحقوقيين بصفرو، في تصريح ل«المساء»، إن السلطات مطالبة بإيجاد الحلول الناجعة والسريعة لهذه المشاكل، عوض الاكتفاء بالحديث عن منجزات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وهي المبادرة التي وصفها ب«الفاشلة». وتبعد هذه الجماعة القروية التي تعرف بوعورة مسالكها، عن مركز عمالة بولمان والذي يوجد بمدينة ميسور بحوالي 140 كيلومترا. ويطالب سكانها بإعادة النظر في هذا التقسيم الإداري،مقترحين إلحاقهم بمدينة صفرو، المدينة التي لا تبعد عنهم إلا بحوالي 60 كيلومترا.