بول بولز الكاتب والمؤلف الموسيقي الذي استقر به المقام في طنجة، سنوات الأربعينيات، وبمعزل عن نواياه وميولاته وسلوكاته.. التي كانت ولا تزال محط إعجاب أو مجِّ كل من اقترب منه وعاشره.. هو أكبر كاتب أجنبي أشرع باب العالمية في وجه الأدب والموسيقى والتشكيل المغربي. فلولاه لما تمكنت فرقة موسيقية "جبلية" في سفح جبال الريف بقرية مغمورة اسمها جهجوكة من أن يصبح لها كل هذا الحضور العالمي الباهر، وأن تستقطب نجوم الموسيقى في العالم. لولا بول بولز لما حلم سائقون وطباخون بأن يصبحوا ذوي صيت عالمي في مجال الكتابة، وأن تجد محكياتهم أو هلوساتهم المختلطة بدخان "الكيف" ترحيبا من طرف أكبر دور النشر في أمريكيا وأوروبا.. لولا بول بولز لبقي الفنان التشكيلي محمد الحمري يفتح باب مطعمه في طنجة بدل افتتاح كبار المعارض والأروقة والمتاحف التي احتفت بأعماله التشكيلية في كل العالم. هل كان بول بولز يستغل هؤلاء، كما يذهب إلى ذلك محمد شكري؟ هل سعى بولز إلى تسطيح وفلكلرة (من الفلكلور) الثقافة المغربية كما أكد عبد الله العروي؟ هل كان منقادا وراء اختياراته الجنسية وآفاقه الغرائبية وانزياحاته الوجودية؟ كل هذا... ممكن. لكن بولز، من حيث شاء أو لم يشأ، ترك خطواته على طنجة وهوامشها ومهمشيها.. كما فعل ذلك، من قبله ومن بعده، مئات الرحالة واللصوص والجواسيس والفنانين وآلهة الأساطير... اثنتان وخمسون سنة سيقضيها بول بولز، الكاتب العالمي والمؤلف الموسيقي والأنطولوجي، بمدينة طنجة، حيث سيقرر سنة 1947 أن يستقر بها نهائيا كملاذ اختياري، قادما إليها عبر الجزائر سنة 1931. اكتشف بولز طنجة صحبة آرون كوبلاند بتأثير من الكاتبة الأمريكية المقيمة بباريس آنذاك جيرترود شتاين، و»نصحته» أيضا أن يبتعد عن الشعر الذي كان يستهويه بمناخاته السوريالية واتجاهاته الطليعية آنذاك. سيقرر بولز أن يستقر بهذه المدينة بدوافع «اغترابية» وعجائبية Exotique.. وهو ما تدل عليه الأعمال الروائية والأبحاث الموسيقية والتوثيقات الأنطولوجية واكتشاف جماعة من الرواة الشعبيين ونشر أعمالهم في الفضاءات الأنغلوساكسونية عبر العالم. يقول بولز: إنني لا أعرف كيف جئت إلى هذه المدينة، وماذا جذبني إليها ولم مكثت فيها وحدي حين غادرها الجميع؟ غالبا ما يكون جوابه عندما يسأل من طرف المستجوبين والباحثين والأصدقاء: «هكذا (...) لقد جئت وبقيت». وهو ما يؤكده شكري حين يقول في كتابه «بول بولز وعزلة طنجة»، محاولا الإجابة عن هذا السؤال. «جاء بولز... إلى طنجة صيفا (...) فإذا به يخلد فيها..». يفترض شكري الكثير من مبررات هذا المكوث، فيخلص إلى أن «كل ما نعلمه هو أن بقاءه فيها لم يفسره أو يبح به بمعنى محدد وصريح، إنه لا يجيب إلا بمراوغة أو مواربة كعادته، فهو حريص على أن يكون متطابقا مع ظله. وإذا شاء يقول بسخريته المعهودة : «لقد جئت وبقيت». وأسأله: لماذا بقيت العمر كله؟ «أوه لأنه هكذا (...) لكن ليس لدي ما أخسره اليوم». ويضيف : «كانت الحياة جميلة جدا في ذلك الزمان (...) كان بإمكانك أن تسمع أصوات الزيزات فوق أشجار الأوكاليبتوس وأنت جالس في مقهى باريس، أما اليوم فلن تسمع إلا ضجيج المحركات المصمة». «لذلك كان يجيب بصيغ مختلفة كل من يسأله عن هذا الخلود الطنجي الذي لم يندم عليه» يعلق شكري. ارتياب النخبة من هذه التجربة وهذه الإقامة في هذا الوقت بالذات (سنوات الخمسينيات والستينيات) حيث كانت النخبة الوطنية تتنازع فيما بينها محاولة تشكيل «الشخصية الثقافية المغربية».. على خلفية «سلفية وطنية» لم تكن تنظر في مثل ما يقوم به بولز سوى تعبير فلكلوري لا يخدم سوى النزعة الاستعمارية - كما شكلت مرويات مغاربة «منبوذين» –حلقة رواة طنجة – التي حولها إلى قصص وروايات تجوب العالم، والتي كانت بسبب واقعيتها «الفجة» وخوارقيتها، مثار استياء مثقفين محسوبين على الحركة الوطنية كانوا معروفين بتصوراتهم المسكوكة لأدب ملتزم – يعلق إبراهيم الخطيب في مقدمة «حلقة رواة طنجة» لحسن بحراوي. ويضيف الخطيب.. وبما أن السلفية الثقافية «كانت قد آلت على نفسها، منذ الأربعينيات مناهضة كل تعبير شعبي (...) ومقاومة كل الجهود الرامية إلى إبرازه كتعبير «ثقافي» دال، فإن سرود تلك الرواة تعرضت لدى طبعها بالإنجليزية أو الفرنسية إلى حملة تشنيع لم تكن تقل ضراوتها لما تعرضت له تعابير التدين الطائفي من طرف السلفية الدينية من تفكيك ومنع». وفي رصده لموقف النخبة الوطنية من تجربة بولز وحفرياتها في المواقع السحرية لمدينة طنجة، ولمغرب ثقافي هامشي وخارق وسحري.. يضيف الخطيب أن هذا الموقف سينحسر خلال سنوات السبعينيات، حيث «شرع المثقفون المغاربة يعيدون النظر في الحقل الثقافي بصفة عامة، وخاصة الثقافية الشعبية التي غدت دراستها بالنسبة لهم جزءا لا يتجزأ من البحث عن هويتهم، وفي الأشكال المعقدة لتجلياتها على أصعدة التشكيل والقول و الكتابة». يحاول الخطيب هنا أن يزيح «تهمة الارتياب» العامة التي طبعت مواقف النخبة من الرجل، خصوصا عن جيله.. إذ «لم يكن المثقفون المغاربة، التقليديون واليساريون على السواء، يتفهمون ما يقوم بههذا الأمريكي، وخصوصا عندما شرع كباحث إثنوغرافي في تسجيل الموسيقى التقليدية المغربية بين جبال الريف والأطلس والفيافي الصحراوية بدعم من مكتبة الكونغرس الأمريكي»، معتبرين الأمر يتعلق بأجندة للمخابرات الأمريكية. يقول الخطيب: «لقد قوبلت هذه المحاولة بارتياب كبير ووضعت أمامها عدة عراقيل وكان مبرر ذلك أن الرجل يريد أن يظهر للعالم صورة مختلفة وبدائية عن الفلكلور المغربي..وكان أبرزهم عبد الله العروي والطاهر بنجلون، خصوصا عندما شرع في تسجيل ونشر حكايات رواة طنجة - العربي العياشي – محمد المرابط – أحمد اليعقوبي ومحمد شكري.. معتبرين ذلك مجرد كتابات استعمارية واستيهامات شخصية تبرز صور العتاقة التي تعيق صيرورة مجتمع سائر في طريق النمو ويتوق إلى إنجاز لحظته التحررية..». «... وأليس من المفارقة أن أحد أولئك المثقفين الذين أدانوا النزعة الإغرابية لدى بول بولز وهو الطاهر بنجلون توجه اليوم إلى كتاباته نفس أصابع الاتهام» يعلق إبراهيم الخطيب في إحدى المقالات . كما اعتبر الكثير من المتتبعين والنقاد أن لبولز موقفا سلبيا من «استقلال المغرب» .. أو كان له نوع من «التوجس» حتى لا نساير محمد شكري في كتابه «الثأري» (بول بولز وعزلة طنجة) والذي يتهم فيه بولز بأنه كان «يحب المغرب و يكره المغاربة». وحسب الخطيب، فإن بولز «كان ينطوي على اغتراب لا حد له تجاه تاريخ البلد الذي عاش فيه – لقد اختلط ولا شك بأهالي طنجة (...) ولكنه ظل حريصا دائما على فرض مسافة محددة المعالم بينه و بينهم،... هي مسافة «خيبة الظن» ما يحدث يوميا من تحولات جسيمة لم يكن يتوقعها منطقه (...) أما على الصعيد الفردي فقد كان الكاتب يشكو من عزلة حادة لم يشعر بها بعد وفاة زوجته فقط، وإنما أثر ذهاب العديد من أصدقائه عائدين إلى بلدانهم الأصلية حيث قضى أغلبهم نحبه». هل يمكن اعتبار بولز الأب الروحي لأدب مغربي مغاير؟ رغم القتل الشنيع الذي تعرض له بولز من طرف الكاتب المغربي محمد شكري في كتابه «بول بولز وعزلة طنجة» فإنه لم يستطع إنكار أفضال الرجل عليه، وعلى الآخرين بإخراج أيقونته التي قذفت به نحو العالمية. ذلك أن هذا الأخير كان مثله مثل باقي الرواة متحلقا حول الشيخ الأمريكي المستعذب للحكايات الشعبية المطبوعة بالتجارب الشخصية لشخصيات هامشية مثل المرابط والعربي العياشي واليعقوبي وآخرين.. ورغم تميز شكري كونه كان متعلما وله «سوابق أدبية صغيرة»، فإنه كان يتنافس شأنه شأن أي مريد في زاوية هذه العزلة.. مهما تعددت الروايات، فإن «الصاروخ الأدبي» الذي قاده إلى النجومية يظل هو من «أجل الخبز وحده» التي رويت على مسامع الشيخ لتنفجر باللغة الإنجليزية والفرنسية بعد ذلك على يد الطاهر بنجلون «Pain nu» الخبز العاري- حرفيا – ثم لتصير الخبز الحافي فيما بعد، والتي صارت رغم شهرتها في الأصقاع الأدبية– مصدر مضايقة وقلق لشكري، حيث ظل يرفض (بعد تحقيق مجده الأدبي) إلصاق النقاد والمهتمين اسمه ب«الخبز الحافي» .. معتبرا ذلك أحد أعماله ليس إلا.. لقد قدم محمد شكري في كتابه «بولز وعزلة طنجة»، الذي بالرغم من طابعه الثأري الانتقامي والمتشفي رؤيته الخاصة والعميقة ، برهن على قدرته ككاتب وناقد كبير..مطلع على الحدائق السرية لكل الارتباطات والعلاقات التي كانت تجمع بولز، سواء بالأهالي أو الكتاب والمثقفين العالميين، سواء منهم الذين عبروا طنجة أو المتتبعين من بعيد وبشغف إنتاجات بولز.. ومروياته عبر أصوات العياشي والمرابط وغيرهم.. كما قام بعمل تحليلي سواء لكتاباته أو رسائله – والتي بلغت أزيد من 1700 رسالة حول المغرب ليثبت بالحجة والدليل على مكر وأنانية بولز وتوجسه وارتيابه وعزلته.. كما خصص الكتاب حيزا كبيرا لحياة جين آور بولز، التي سيستنتج أي قارئ أنها كانت «أديبة كبيرة» لولا علاقتها ببولز، التي كانت ضحيته إنسانيا وإبداعيا، حيث انتهت مكتئبة في مصحة للراهبات بمدينة مالقا بإسبانيا حيث يوجد قبرها الآن. وحيث يتهم بولز بأقبح النعوت في هذا الشأن..ويعتبر أن اختيار بولز الزواج من «جين اليهودية» لم يكن سوى من أجل إغاظة أبيه، الذي كان معاديا للسامية فقط.. ويبرر ذلك بالعلاقة السادومازوشية التي كانت تجمعهما والسكن المتفرق رغم مجاورتهما وعدم ممارسة الجنس مع بعضيهما سوى سنتين بعد الزواج.. ليختار كل منهما أصدقاءه من نفس الجنس. كما «سيستعمل» شكري موقف «جين» من انغماس «بول» في عمل الرواة ونسخه حكاياتهم، وإعارة قلمه لهم، على حد تعبير عبد العزيز جدير، والتي لم تكن مرتاحة لهذا «المشروع»، الذي حسب اعتقادها سيصرفه عن الكتابة وعلى تكريس نفسه ككاتب و روائي عالمي.. للحكم على بولز بنهايته ككاتب ومشروعه في «الاقتتات» من أعمال هؤلاء.. وفعلا، فإن تفرغه للعمل مع هؤلاء الرواة جاء على حساب تجربته الأدبية، التي لم تثمر خلال عشرين سنة (1964– 1984) سوى أقل بكثير مما كان ينتظر منه ككاتب محترف. وقد كان هو نفسه مرتاحا لذلك عكس ما يدعيه شكري، ويحمله موقف جين من سلبية تجاه تجربة الرواة. لذلك يقول: «... وقد كنت قد اقتبست منه فعلا تلك المسحة من البساطة التي انعكست على قصصي، فإن ذلك مبعث سرور حقيقي (...) لقد فكرت دائما ومنذ زمن بعيد بأن علي أن أجعل كتاباتي تشبه أكثر فأكثر ما قمت به مع الرواة المغاربة». سينبهر بولز بالمغرب وقاعه الثقافي، وسيساهم في اكتشاف تراث كبير اسمه جهجوكة جنب براند جينسين، وسيزور المغرب من أجلهم الكثير من الفنانين العالميين، على رأسهم مايك جاكر وفرقة الرولنك ستونس التي ستتفاعل معهم موسيقيا. وسيكتشف الحمري كفنان تشكيلي وأحمد اليعقوبي والعربي العياشي ومحمد المرابط ومحمد شكري، الذي يعترف في أحد حواراته للكاتب والمؤلف المسرحي الزبير بن بوشتى، بأنه فعلا قتل أباه الروحي، الذي هو بول بولز بعدما قتل أباه البيولوجي في سيرته الذاتية. لبول بولز أفضال كثيرة على الثقافة المغربية المعاصرة، خاصة هامشها الذي لم يكن مرغوبا فيه، وكان ينظر إليه «كعائق ثقافي» وكفولكلور يعكس تخلفنا وانحطاطنا الفني. وله أيضا فضل تكريس إشعاع مدينة كانت دولية كوسموبوليتية، يحس كلنا، سواء من عاش فيها أو قرأ عنها، بنوع من النوستالجيا. العروي: المغربي لا يتعرف على نفسه في كتابات بولز صاحب الايدولوجيا العربية المعاصرة يهاجم بول بولز صدوق نور الدين نشر الدكتور عبد الله العروي كتابه العمدة «الإيديولوجيا العربية المعاصرة» بداية السبعينيات. وتناول فيه القضايا الأساس للفكر والثقافة العربية: الذات، العلاقة مع الماضي، الآخر والتعبير. هذا المنطلق لم يمثل في الحقيقة سوى البدايات لما ترسخ من إنجاز في اللاحق على مستوى الموضوع بالضبط، وليس الموصوف. بيد أن ما يستوقف في هذا التأليف، وبخصوص الرأي في الكاتب الأمريكي بول بولز الفصل الرابع الموسوم ب»التعبيرعن الذات»، والمقسم إلى: التعبير والفولكلور، الأدب والتعبير وإشكالية صيغ التعبير. فالدكتور عبد الله العروي يرى إلى التجربة الوجدانية كتعريف بالذات، وبالتالي تعبير عنها. وهو بالطبع التعبير المنبثق عن علاقة التأثير بالمتحققات الجمالية في الغرب والمتجسدة من خلال زيارات المثقفين العرب له. على أن الموقف من تمثل الذات للتعبير، يبرز في الحالة التي يركز فيها على ملامسة التخلف دون تجاوزه. من هنا قسم الدكتور عبد الله العروي التعبير إلى الفني والفولكلوري. فالفني تجاوز للتخلف، وهو بالتالي صورة عن القيمة. بينما الفولكلوري ترسيخ للتخلف وإقرار للاقيمة. والأصل أن الفلكلوري شأن الأجانب في مرحلة، أي المركز أو القطب، قبل أن يغدو من اهتمامات الضاحية مجسدة في الطبقات البورجوازية، حيث يحضر الرهان على النفسي والسياسي. ومن ثم، يستحضر الدكتور العروي حالة بول بولز. فهو يرى إليه كناقل، ومحول. ناقل مرويات أحد الأميين، ومحولها إلى لغته: «..فهذا بول بولز، الكاتب الأميركي المستقر منذ سنين في مدينة طنجة، يطلب من أحد المغاربة الأميين أن يتحدث لساعات عديدة ثم يسجل كلامه قبل أن يترجمه حرفيا وينشره ظنا منه أنه يعطي بعمله هذا صورة وافية صادقة عن الحياة كما يعيشها حقا المغاربة. لكن، هل يدرك بولز فيما ينشره سوى هلوساته الدفينة؟» (ص/210). فبول بولز من خلال هذه الصيغة المعتمدة كما يقر الدكتور العروي إنما ينقل هلوساته الشخصية، إلى علاقته بالزمن والوجود. إنها حياته، وليس حياة المغاربة ولا واقعهم. ولعل أبرز مثال عن التعبير الفولكلوري، فكرة «الصمت» في فضاء الصحراء. هذه الفكرة المتحدث عنها، يستشعرها المقيم في لندن ونيويورك، في حين أن ساكن الصحراء لا يوليها قيمة وأهمية. وبذلك فإن قارئ أدب بول بولز من المغاربة، لا يحس كونه الطرف المخاطب الباحث عن نفسه في التعبير. ومن هنا بالذات تمثلت دراسات ما بعد الكولونيالية والنقد الثقافي، تفكيك آليات هذا النوع من الخطاب الأدبي المستهدف خدمة الظاهرة الاستعمارية: «..لا أحد في الواقع، من سكان المغرب أو الصحراء، يتعرف على نفسه في صورة بولز التي تسطح المرء وترده قسرا إلى مستواه الفلكلوري، أي الآفاقي بالنسبة لمركز يجهله» (ص/210). إن ما يمكن استخلاصه من رؤية الدكتور عبد الله العروي لتعبير بول بولز ما يلي: 1/ إنه تعبير فولكلوري. 2/ يخاطب الذات وليس واقع المغاربة. 3/ يقوي ارتباط بولز بثقافته البورجوازية. 4/ ويضمر هدفا مؤداه خدمة الاستعمار.