نظم عشرات موظفي السجون المصنفين في أسلاك التقنيين والتقنيين المساعدين، صباح السبت الماضي، وقفة احتجاجية غير مسبوقة أمام السجن المحلي ابن احمد، التابع للمديرية الجهوية بخريبكة، تضمانا مع تقني مكلف بالصيانة يشتغل بالمؤسسة السجنية نفسها، كان ضحية اعتداء جسدي قبل أسبوع على يد معتقل بالسجن المذكور بعد أن وجه له لكمات ووابلا من الشتم. وردد المحتجون، الذين قدموا من عدة سجون عبر التراب الوطني، شعارات تندد ب»الحكرة» التي يعيشها موظفو سجون المملكة بسبب المخاطر المحدقة بهم وما يمكن أن يتعرضوا له من أخطار وهجوم على أيدي بعض المعتقلين. وقد تميزت الوقفة بإنزال عدد من عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة، كما حضرها العديد من أعوان السلطة. ورفع المحتجون مطالب اجتماعية من بينها تمكين التقنيين والمساعدين التقنيين من الاستفادة من منحة التعويض عن الأخطار التي يستفيد منها جميع الموظفين التابعين للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج باستثناء هذه الفئة من التقنيين، والتي تتراوح قيمتها ما بين 2000 و2500 درهم حسب السلم. وطالب التقنيون ومساعدو التقنيين محمد صالح التامك، المندوب العام، بتحسين أوضاعهم المادية وتوفير شروط العمل الضرورية بشكل يضمن السلامة الجسدية لجميع العاملين بالفضاء السجني ويحصنهم من الاعتداءات التي باتت تسجل بشكل شبه يومي، حيث كان سجن بن احمد قد عرف في وقت سابق محاولة اعتداء عل موظف من قبل نزيل باستعمال السلاح الأبيض، وهي القضية التي مازالت معروضة على القضاء. يشار إلى أنه منذ إحداث المندوبية العامة على عهد المندوب السابق فقد تمت الاستعانة بفئة التقنيين، خاصة في مجال التمريض والصيانة والمطبخ، وتم توظيف العشرات منهم لسد الخصاص. وقد سبق للقضاء بابن احمد أن أدان موظفا برتبة تقني ب5 سنوات سجنا نافذا بتهمة تسريب مخدرات وأقراص الهلوسة، وهو الحكم الذي تم تخفيضه استئنافيا إلى سنة ونصف حبسا نافذا. وأكدت مصادر «المساء» أن الوقفة الاحتجاجية هي مؤشر على التحول النوعي الحاصل على عهد صالح التامك، إذ عادة ما كانت المندوبية العامة تواجه الاحتجاجات الجماعية للموظفين بنوع من القمع، إلا أن التامك أبدى تفهما تجاه الاحتجاجات الجماعية، فمباشرة بعد تعيينه اعتصم موظفو سجن برشيد ضد الإهانات المتكررة للمدير وتجاوب التامك مع احتجاجهم، حيث تم إعفاء المدير من مهامه.