لم يتأخر فريق الرجاء البيضاوي في إقالة مدربه الجزائري عبد الحق بنشيخة عقب إقصاء الفريق في ثمن نهائي كأس العرش أمام الجيش الملكي، إثر خسارته في مباراة الإياب بهدفين لثلاثة، علما أن الفريق كان انهزم ذهابا بالدار البيضاء بهدف لصفر. عندما تعاقد بودريقة مع بنشيخة قبل مستهل الموسم الحالي، قال مسؤولو الرجاء إن هذا التعاقد الذي يمتد لموسمين جاء بهدف الحفاظ على المكتسبات ووضع الفريق على السكة الصحيحة من خلال المنافسة على لقبي البطولة وكاس العرش وأيضا عصبة الإفريقية التي يسعى الفريق بكل السبل للعودة لمنافستها بشكل قوي، بيد أنه مع انطلاق المباريات تبين أن الفريق ضيع هويته في الأداء وأنه يسير بدون بوصلة، بل إنه برغم تصدره للبطولة بسبع نقاط من فوزين على اتحاد الخميسات وأولمبيك خريبكة وتعادل أمام المغرب التطواني فإنه لا يقنع ويرسم بأدائه الكثير من الشك، هذا ناهيك عن أن خطوط الفريق تعرف غيابا للتوازن رغم أن الفريق تسلح بزاد بشري مهم. لكن هل كان من الضروري إقالة بنشيخة في هذا التوقيت، وألم يكن من المفروض أن ينال هذا المدرب بكل اللغط الذي أحدثه عقب مغادرته للدفاع الجديدي فرصته كاملة خصوصا أن الفريق برغم إقصائه في الكأس فإنه يمضي بشكل جيد في البطولة ويحتل الصدارة، ثم ألا تكشف طريقة التعاقد مع بنشيخة ثم الانفصال السريع عنه أن الأمور داخل الرجاء تدار بالانفعال وليس بالحكمة والتأني والنضج، وما مصير مجموعة اللاعبين التي تعاقد معها الفريق وقيل إنها جاءت بموافقة بنشيخة؟ ألا يمكن أن يقول المدرب المقبل جوزي روماو إنه بدوره في حاجة إلى انتدابات في «الميركاطو» الشتوي المقبل، وأنه لم يشرف على فترة إعداد الفريق وأنه بالتالي يحتاج إلى بعض الوقت ليعرف الفريق ولاعبيه أكثر برغم أنه يتابع الرجاء باستمرار، وتلقى إشارة قيادة الرجاء عقب خسارة الفريق ذهابا في كأس العرش أمام الجيش الملكي. في إسبانيا تلقى فريق ريال مدريد بمدربه الشهير كارلو أنشيلوتي خسارة مذلة بأربعة أهداف لاثنين أمام ريال سوسيداد في البطولة الإسبانية، رغم أن الفريق كان متقدما في النتيجة بهدفين لصفر، لكنه برغم ترسانة لاعبيه لم يتمكن من الحفاظ على تفوقه، وخسر بسذاجة، ناهيك عن أن الفريق خسر أيضا نهائي السوبر أمام غريمه التقليدي أتلتيكو مدريد، وبالرغم من ذلك فإن أنشيلوتي يواصل مهامه، ويحاول أن يتأقلم مع رحيل دي ماريا وتشابي ألونسو، في مقابل العمل على توظيف الوافدين الجدد بشكل مقبل وخصوصا خاميس رودريغيز وطوني كروس. في الرجاء رحل محسن متولي صوب الوكرة القطري، والأمر يتعلق بلاعب وازن له ثقل كبير مادي ومعنوي على أداء الفريق، لكن لا أحد انتبه إلى أن الرجاء بدون متولي تختلف كثيرا عنه بحضوره، وأن المدرب\ أي مدرب في حاجة إلى فسحة من الزمن ليضع اليد على الوصفة النهائية. لدينا نحن الأمور مختلفة فما أن يسقط فريق في مباراة حتى تتم إقالة المدرب والبحث عن آخر وتحويل النقاش عن وجهته الحقيقية، أما سؤال معايير اختيار المدربين والتعاقد عهم فسيظل مغيبا حتى إشعار آخر. بقي فقط أن نذكر أن بنشيخة لم يكتب له قيادة الرجاء بملعب العبدي بالجديدة، مثلما لم يكتبه له تحقيق أي فوز خارج ملعبه في الدوري المغربي سواء مع الدفاع الجديدي أو الرجاء.