ألم يكن أكثر المتشائمين في الدارالبيضاء يعتقد أن مشكل النفايات في العاصمة الاقتصادية سيتفاقم بهذه الصورة الكارثية بعدما تم عرض قبل أسبوع الآليات الجديدة لأسطول النظافة في منطقة العنق، فلحد الساعة لم يظهر أي آثر لهذه الآليات في الكثير من المناطق البيضاوية، بل الآدهى من ذلك أن بعض الشاحانات القديمة اختفت عن الأنظار الواقع الذي عاشته الدارالبيضاء خلال الأيام التي أعقبت عرض الأسطول الجديد جعل مصادر متعددة تؤكد ل "المساء" عن مخاوفها من المرحلة المقبلة في تدبير هذا الملف الذي يشغل بشكل كبير مجموعة من سكان المدينة. وقال أحد عمال شركة النظافة في تصريح ل "المساء" واش غادي نبقاو خدمين بهاذ الشاحنات راه حالتهم غير جيدة"، واستغرب المتحدث ذاته من استغراب الآليات الجديدة بعد عرضها أمام المكسؤولين ووسائل الإعلام في منطقة العنق الخميس الماضي. وغرقت الكثير من المناطق في الدارالبيضاء في الأزبال في منظر آثار استياء عارم لدى العديد من المواطنين، الذين بدأو يتساءلون حول مصير الآليات الجديدة، التي كلفت حوالي 485 مليون درهم موزعة بين الشركيتين الفرنسية واللبنانية اللتان فازات بصفقة التدبير المفوض في نسخته الثانية في مارس الماضي، وقال أحد المواطنين في تصريح ل "المساء" لقد قامت الشاحنات الجديدة بجولة في بعض المناطق إلا أنه سرعان ما اختفت عن الأنظار، الشيء الذي ساهم في انتشار الكثير من النفايات والأزبال التي وحدت المناكق الهامشية والراقية في المدينة. من جهة أخرى أوضحت هدى الشيشاوي، رئيس مصلحة قسم النظافة في مجلس جماعة الدارالبيضاء، أن إنزال الأسطول الجديد سيتم بشكل تدريجي من مقاطعة إلى أخرى، حيث كانت البداية من مقاطعتي اسباتة وابن امسيك، ويستغرق العمل في كل مقاطعة يوم تقريبا وتمت تحديد موعد نهائي لهذه العملية وهو 15 شتنبر المقبلة، وقالت " يمكن القول إنه يوم 15 شتنبر سيكون الأسطول الجديد موزعا في جميع مناطق الدارالبيضاء"، وأضافت أنه تم إعداد برنامج خاص لهذه العملية، وأضافت أن هناك وعي بالحالة الموجودة، كما أن شركتي النظافة ملزمتين بالجزاءات في حالة عدم احترام بنود دفتر التحملات. ويتشكل الأسطول الجديد لنظافة الدارالبيضاء من حوالي 271 آلية و16 ألف وحدة للحاويات، وتم التأكيد خلال عرض الآليات الجديدة أنه بدون انخراط المواطن البيضاوي في عملية نظافة المدينة لا يمكن لأي أسطول كيفما كان عدد آلياته أن يفي بالغرض، وقال مسؤول بإحدى شركات النظافة "لابد من انخراط المواطنين في عملية نظافة مديتنهم، وقد تمكنا في غضون الشهور القليلة الماضية من عقد سلسلة من اللقاءات مع جمعيات المجتمع المدني من أجل ضرورة انخراط الجميع في هذه العملية. الحالة التي عاشتها الدارالبيضاء في الأيام الأخيرة جعلت سكان عديدون في البيضاء يضعون آيديهم على قلوبهم، خوفا من تكرار ما وقع من تكرار ما وقع في التجربة السابقة، حيث لم تتمكن المدينة من إزالة صورة النفايات التي ألصقت بها.