أرجعت هدى الشيشاوي، رئيسة مصلحة النظافة بالمجلس الجماعي بالدارالبيضاء، تراكم النفايات بالمدينة إلى تزامن إضراب عمال النظافة، التابعين للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، مع تنظيم يوم دراسي حول النظافة بالدارالبيضاء. وأفادت الشيشاوي أن حل مشكل الإضرابات في صفوف العمال يتطلب إعادة انتخاب ممثلي النقابات، مبرزة دور الآليات الجديدة التي ستستقبلها المدينة قريبا من أجل عملية التنظيف، من خلال اعتماد نظام جهاز التحكم عن قرب (جي بي إس)، لضبط المخالفين. وأضافت أن "الجميع يفاجأ بخوض العمال إضرابات ابتداء من الثامنة صباحا، دون علم الجهات المعنية بأمر الإضراب"، وعن استياء البيضاويين من وجود حاويات متسخة تفوح منها روائح كريهة، أفادت رئيسة مصلحة النظافة أن الأمر يتعلق بمدة تنظيف الحاويات، لأن "عقد التدبير السابق كان ينص على غسل الحاويات مرة في الشهر، بعد ذلك تبين أنها مدة غير كافية، لأن الحاوية تظل متسخة، والآن، في العقد الجديد، حددنا مدة التنظيف كل 15 يوما". وتحدثت الشيشاوي عن أنواع الحاويات التي ستعمل، خلال عملية فرز النفايات بالمؤسسات العمومية والفنادق وكل الأماكن المحروسة، مشيرة إلى أن قيمة مبلغ الاستثمار في التجهيزات من طرف الشركات المخولة لها عقد التدبير يبلغ مليارا و300 مليون درهم. شعر المواطن البيضاوي بتناقض يوم تنظيم مجلس المدينة يوما دراسيا حول النظافة، ومدينته غارقة في الأزبال، كيف تفسرون هذه المفارقة؟ -تنظيم اللقاء اقتضته أولا مصلحة المواطن، لأنه تبين أن هناك بعض المشاكل المتعلقة بالنظافة، وكان لزاما حلها من خلال تنظيم يوم دراسي. ولو لم يكن هناك مشكل يتعلق بتدبير قطاع النظافة في البيضاء، لما جرى تنظيم لقاء دراسي، الذي تزامن مع خوض عمال النظافة، التابعين للكونفدرالية الديمقراطية للشغل إضرابا مدته يومين، 9 و 10 يونيو، إذن، شيء عاد أن تكون البيضاء غارقة في الأزبال يوم تنظيم اللقاء الدراسي، علما أن العمال التابعين للنقابة المذكورة يشكلون نسبة مهمة داخل شركة النظافة "سيطا". كيف أن المدينة تستعد لاستقبال آليات جديدة، ولم تحل مشكل العمال الذين من المفروض أن يشتغلوا بتلك الوسائل الحديثة؟ -إضراب عمال النظافة، التابعين للنقابة المذكورة، لا يعني أن مشكل الإضراب لم يحل، بل إن هؤلاء العمال طالبوا بلقاءات متتالية، وجرى التحاور معهم، لكن يبقى المشكل العويص أننا نفاجأ بالإضراب دون علمنا بالقرار من أجل التدخل ومناقشة المشكل. الجميع يعلم أن النظافة خدمة عمومية، والمواطن يريد أن يرى مدينته نظيفة، ألا ترون أنه حان الوقت لدخول في مفاوضات ومأسسة الحوار الاجتماعي، من أجل امتصاص الغضب؟ - إن المشكل الذي نصادفه، أن جميع النقابات تخوض إضرابات مفاجئة، وسبق أن عقدنا لقاءات مع كل نقابة على حدة، بسبب وجود حساسيات بينها، لكن تبين أن الحل الوحيد لتفادي الإضرابات المفاجئة هو إعادة انتخاب ممثلي النقابات، وحاليا، لا يمكن تهيئ انتخابات استثنائية. الأمر أصبح خطيرا، إذ نفاجأ في الثامنة صباحا بالإضراب وإغلاق مستودعات الآليات، وبالتالي، لا نجد فرصة للحوار، ومعرفة دواعي الإضراب، من أجل إيجاد حل. بجلب شاحنات وآليات تقنية بيئية متطورة، هل ستصبح البيضاء مدينة نظيفة، تضاهي باقي الحواضر؟ هدفنا أن تصبح الدارالبيضاء مدينة نظيفة، لكن هناك من يقارنها مع مدينتي المحمدية ومراكش، ونحن كجماعة يمكننا التدخل، لأن الأمر له علاقة بمراجعة عقد التدبير المفوض، لكن إذا كانت تكلف النظافة اليوم مبلغ 360 مليون درهم، فإنها ستكلف غدا مبلغ 560 مليون درهم. لماذا لم تفكروا في تنظيم أيام تواصلية وتحسيسية مع المواطنين بأهمية دفتر التحملات الجديدة؟ من أجل القيام بالتحسيس، لا بد أن نضع اليد في اليد، بمعنى أن الجميع معني بعملية التحسيس، حتى يصبح المواطن واعيا بأهمية النظافة وعدم رمي الأزبال في الشارع، وبجانب الحاويات. يرى مراقبون أن شاحنات جمع الأزبال في نظام التدبير المباشر، رغم تقنياتها غير العالية، كانت تجمع الأزبال بشكل معقلن؟ - من يقول إن التدبير المباشر كان ناجحا فهذه مسألة خاطئة، لكن يبقى التدبير المفوض هو النظام الأفضل، وإذا اطلعتم على صور الأزبال قبل العمل بنظام التدبير المفوض، فالأمر كارثي، لأن سائق الشاحنة كان يضع الأزبال في مكان قريب، ولم يكن آنذاك يوجد قانون تحذيري، إذ يدعي السائق أن الأمر يتعلق بنقص في الكازوال مثلا. يشكو البيضاويون وجود حاويات متسخة تفوح منها روائح كريهة؟ - هناك نوعان من الحاويات، النوع الأولى، يتعلق بالحاويات الموضوعة أمام العمارات، وهنا تكون مسؤولية حارس العمارة هي تولي عملية التنظيف، أما النوع الثاني، فيهم الحاويات الموضوعة في الشارع العام، وهنا تتحمل الشركة مسؤولية عملية تنظيفها. أما في ما يتعلق بمدة تنظيف الحاويات، ففي عقد التدبير السابق، كان لابد من غسل الحاويات مرة في الشهر، لكن بعد ذلك تبين أنها غير كافية، لأن الحاوية تظل متسخة، والآن في العقد الجديد، حددنا مدة التنظيف كل 15 يوما. خلال الشروع في العمل، سنعتمد على مجموعة من الوسائل التكنولوجية الحديثة، منها نظام جهاز التتبع عن قرب (جي بي إس) من أجل ضبط المخالفات التي يرتكبها عمال النظافة، مثلا، إذا توصلنا بشكاية تفيد عدم تنظيف حاويات بحي معين، يمكن الرجوع إلى جهاز التتبع للوقوف على المخالفة. نعلم أن عملية تنظيف الحاويات مكلفة ماديا، هل هناك إجراءات للتخفيف من الميزانية؟ الحل الوحيد هو أن على المواطن البيضاوي أن يضع الأزبال في الأكياس من أجل الحفاظ على نظافة الحاويات، إذن، الأكياس هي الحل، علما أن الأزبال تتوفر على نسبة 70 في المائة من الماء. تحدثتم عن عملية الفرز، هل المواطن الذي يرمي الأزبال بالقرب من الحاويات يجب أن يساهم في الفرز؟ -حاليا، ليس هدفنا هو الفرز بالنسبة إلى المنازل، لكن نشتغل على نوعين من الأزبال، الأول المتعلق بالفرز، والنوع الآخر الموجه إلى المطارح، وهذه المرحلة تقتضي خمس سنوات. خلال المرحلة الأولى، سنتوجه إلى المؤسسات العمومية والفنادق وجميع المناطق المحروسة، ذلك أنه، سنة 2015، ستنظم عملية التحسيس، وفي 2016 ستكون عملية الفرز، وبالموازاة، سيوضع نوعان من الحاويات بلونين مختلفين، وبعدها، ستنتقل عملية التحسيس إلى المؤسسات التعليمية، من أجل تهييء المواطن، وشرعنا في التحسيس في المرحلة الانتقالية، من خلال زيارة المؤسسات التعليمية في مختلف المقاطعات، كما وضعنا برنامجا مع المديرين والأطفال لإشعارهم بأهمية الفرز، والحفاظ على النظافة، كما ستهم العملية الشواطئ والمساجد. ألم تروا أن مدة 6 أشهر طويلة لانتظار عملية الاشتغال بالآليات الجديدة؟ -كتقنية، هي مدة طويلة جدا، وكان لابد أن يكون تمرير الصفقات قبل شهر شتنبر 2013، بجلب الآليات بمعايير بيئية، حتى تمر من إجراءات مصالح الجمارك. ما هو حجم الاستثمارات بالنسبة لتدبير قطاع النظافة؟ -الاستمارات بالنسبة للشركات المفوض لها تدبير قطاع النظافة هي مليار و300 مليون درهم طيلة مدة العقد.