هل كان المنتخب الوطني لكرة القدم في حاجة لصافرات الاستهجان التي أطلقتها فئة من الجمهور، الذي تابع المباراة التي التقى فيها بمنتخب قطر، وانتهت إلى البياض؟ يبدو السؤال ضروريا الآن لسبب بسيط هو أننا نبني جميعا منتخبا وطنيا نريده أن يكون جاهزا لاستحقاقات كأس الأمم الإفريقية 2015. وهو منتخب لا يعني بادو الزاكي فقط، ولا لاعبيه ولا جامعة الكرة بأعضائها، ولكنه يعني كل الوطن الذي يريد المغاربة أن يكون كبيرا. لذلك يفترض في كل هذه المكونات أن تلتف حول أصدقاء بن عطية لحثهم على أن يكونوا جاهزين في 2015. ومن تم لم يكن مقبولا أن ترفع الشعارات ضد منتخب الزاكي فقط لأنه لم يحقق ما كان منتظرا منه على مستوى النتيجة. لكن يجب أن نعترف أن المباريات الإعدادية وجدت أصلا لكي يقف المدرب واللاعبون والجمهور أيضا على مواطن الضعف، التي تحتاج للتصحيح، أكثر من نقط القوة إذا توفرت هذه النقط. لذلك يتمنى الجميع لو أنهزمنا في كل المباريات الودية، وفزنا في الرسمية. وعليه لا يمكن تعليق مدرب المنتخب ولاعبيه في المشانق كلما لعب مباراة ودية. ثم علينا ألا ننسى، رغم أن ذاكرة المغاربة الكروية قصيرة، أن هذا المنتخب الوطني عاد من بعيد. لقد عاش سنة بالتمام والكمال في شبه عطالة بعد أن أقيل الطوسي. وعلينا ألا ننسى أن الزاكي تحمل المسؤولية في ظرف لا يتجاوز الأربعة أشهر. هذا دون أن نغفل حكاية هذه الغيابات الكثيرة التي يعرفها هذا المنتخب منذ أول معسكر إعدادي في البرتغال ثم روسيا، قبل أن يواجه بعد ذلك منتخبي قطر وليبيا. لكن علينا بالمقابل أن نعترف أن التشكيلة التي اختارها الزاكي، خصوصا في أخر مباراة، لا تبعث على الاطمئنان. كما أن توظيف بعض اللاعبين في مراكز محددة لم يعط ما كان منتظرا منه، خصوصا في خطي الوسط والهجوم. لذلك لا بد أن نعترف أن مسؤولية الزاكي واردة في هذه الاختيارات. وهي مسؤولية نتمنى أن يدركها المدرب قبل فوات الأوان. قال الزاكي في أكثر من مناسبة إن الوقت الذي يفصلنا عن كأس أمم إفريقيا 2015 لم يعد كافيا للتجريب. وتمنى لو وقف على الهيكل العام لهذا المنتخب الذي ينتظره المغاربة اليوم ونحن على بعد قرابة أربعة أشهر من الحدث القاري. لكن واقع الحال يقول إن الزاكي سقط في نفس الأخطاء التي ارتكبها سلفه سواء مع البلجيكي ايريك غيريتس، أو رشيد الطوسي، ودخل في تجريب أعداد كبيرة من اللاعبين دون أن يضع اليد على التشكيلة النهائية. فلو دخلنا في عد اللاعبين الذين جاوروا الزاكي في المنتخب لوجدنا أنه جرب هو الآخر أكثر، دون أن ينجح إلى اليوم في جل تجاربه. بقي فقط أن نأمل أن يكرر الزاكي في 2015 ما صنعه في 2004. لقد ظل المنتخب المغربي وقتها ينهزم في جل مبارياته الودية، لكنه فاز بعد ذلك في مبارياته الرسمية وهو يلعب كأس الأمم الإفريقية في تونس. وظل هذا المنتخب يتعرض للنقد والتجريح، قبل أن يخرس كل الألسنة بعد ذلك. لكن هل يعيد تاريخ منتخب الزاكي نفسه.