كشف تقرير استخباراتي عن معطيات مثيرة بخصوص المغاربة المقاتلين في سوريا والعراق، إذ أشار التقرير، الذي أعده فريق محققين دوليين، إلى وجود مواجهات مسلحة بين مغاربة يقاتلون في صفوف جبهة النصرة ومغاربة من تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، في الوقت الذي تعد جبهة النصرة الأكثر استقطابا للمغاربة الراغبين في القتال في سوريا بسبب ارتباطها بتنظيم القاعدة. وعلى عكس ما تنشره التقارير الإعلامية في الفترة الأخيرة، فإن أغلبية المغاربة الذين يتوجهون لسوريا للقتال ينضمون إلى جبهة النصرة المقربة من تنظيم القاعدة، للحفاظ على روابط بالتنظيم الأم. وأشار التقرير إلى أن جبهة النصرة تعرف وجود عدد كبير من المقاتلين المغاربة والجزائريين، وغالبا ما يواجهون مغاربة تنظيم «داعش» الذي أعلن الخلافة الإسلامية في مجموعة من مدن ومناطق سوريا والعراق، وكشف التقرير ذاته أن المقاتلين المغاربة من الجانبين، سواء من جبهة النصرة أو «داعش»، يتميزون بشراسة طباعهم وخبراتهم في ساحة المعركة، وغالبا ما يوجدون بكثرة في ساحات المعارك. إلى ذلك، كشف فريق محققين بريطاني، كلفته الحكومة البريطانية مؤخرا، أن المقاتلين من دول المغرب العربي هم الأكثر شراسة أو أفضل أداء في الميدان بخلاف المقاتلين الأوربيين الذين تنقصهم الخبرة العسكرية وغالبا ما توكل إليهم مهمات موازية للعمل العسكري الميداني. وكشف التقرير أن «داعش» أكثر تنظيما مما كان يعتقد، مشيرا إلى أنه يتوفر على أربعة مجالس استشارية: مجلس الشريعة ومجلس الشورى والمجلس العسكري والمجلس الأمني، ويعتبر الأخيران هما الأقوى بين هذه المجالس الأربعةوكان مركز «بوي» للأبحاث قد كشف في تقرير له أن عدد المغاربة الذين يقاتلون في سوريا يصل عددهم إلى 1500 شخص، وهو ما يجعل المغرب يحتل الرتبة الثالثة في تصنيف الدول التي يوجد عدد كبير من مواطنيها في سوريا، في الوقت الذي لقي حوالي 270 منهم حتفهم منذ اندلاع الحرب.