كشف الرئيس المدير العام ل «كوزيمار» مساء أول أمس بالبيضاء عن رغبة مجموعته في توسيع نشاطها خارج المغرب، وبالضبط في الدول الإفريقية ومنطقة أمريكا الجنوبية، إلا أن محمد فكرات بدا حذرا خلال حديثه عن هذا الطموح، مشيرا إلى أن تفكير إدارة المجموعة في بدايته، ولم تنضج الشروط بعد لتحديد طبيعة هذا التوسع بالنظر إلى الإجراءات الحمائية التي يحظى بها قطاع إنتاج السكر في كل دول العالم بطريقة أو بأخرى، زيادة على ضخامة الاستثمارات المطلوبة، مشيرا إلى أن مصنعا واحدا في البرازيل ينتج وحده كل الإنتاج الوطني من السكر. من جانب آخر، توقع فكرات أن تشهد أسعار السكر على المستوى العالمي ضغوطا أعلى من تلك المسجلة في 2006، والتي أدت إلى ارتفاع ثمنها مرتين إلا أنه أكد على حرص «كوزيمار» على ألا يتحمل المستهلك المغربي تبعات أي زيادة في الأسواق العالمية التي يستورد منها المغرب 55 % من حاجياته السكرية. حالة تزويد السوق الوطنية بالسكر بمختلف أنواعه الصغير والكبير والقالب وصفها مسؤول المجموعة، التي قدمت نتائجها المالية لسنة 2008، بالعادية على العموم، وأن أسبوعاً من إضراب النقل لم يحدث أي اضطراب في تزويد السوق بالسكر، مرجعا ذلك إلى وجود فاعل واحد في القطاع يتدخل للحيلولة دون حدوث أي خصاص. وحول المضاربة التي تعرفها أسعار السكر في بعض المناطق النائية عن وحدات الإنتاج المتمركزة في الوسط والغرب والشمال، ذكر فكرات أن الثمن المقنن يتم على مستوى سعره عند الإنتاج ولكن باقي السلسلة خصوصا عامل النقل يؤدي إلى حدوث زيادة في السعر، ولكنها زيادة طفيفة لا تتجاوز 20 سنتيماً على حد قوله. واعتبر المتحدث نفسه أن ثمن السكر بالمغرب هو الأرخص مقارنة بالدول المجاورة للمغرب، مضيفا أن السبب يرجع إلى وجود مخاطب واحد في القطاع وإلى تدخل الدولة عن طريق أموال صندوق المقاصة لضمان التوازن، وقال فكرات إن «كوزيمار» تستعد بالمشاريع التي أطلقتها منذ 3 سنوات لمرحلة ما بعد الانتهاء من الدعم العمومي المباشر لأسعار السكر، وقال إن المطلوب هو رفع التنافسية في القطاع سواء من لدن مجموعته أو من لدن الفلاحين. ونبه الرئيس المدير العام من جهة أخرى إلى أن عملية إعادة هيكلة الوحدات الإنتاجية السكرية التي عرفت إغلاق 4 منها، اثنين في منطقة تادلة ومثلهما في الغرب لم ينتج عنها أي مشاكل اجتماعية للعاملين فيها، وذلك لأن إدارة الشركة خيرت هؤلاء بين إعادة الانتشار للتحول إلى وحدات أخرى أو الاستفادة من التقاعد النسبي. وأضاف أن إعادة تنظيم الوحدات الإنتاجية ما زال مستمرا وتتحدد نتائجه وفق 3 معايير، أولها مدى القدرة على معالجة كل كمية الشمندر وقصب السكر المنتج في دائرة نفوذ الوحدة الإنتاجية بفعالية وسهولة، ومراعاة ظروف الموارد البشرية، والحرص على شرط التنافسية والمردودية الاقتصادية لكل وحدة. على المستوى الصناعي، تستعد «كوزيمار» لإنتاج نوع جديد من السكر المصفى من الدرجة العالية ووفق المواصفات الأوروبية، وهو مطلوب من بعض الصناعات في المغرب، وعلى المستوى الزراعي تسعى المجموعة إلى تعميم متوسط مردودية الهكتار الواحد فيما يخص الزراعات السكرية من 6 طن للهكتار المسجل حاليا، إلى ما بين 9 إلى 10 أطنان، ولكن ليس في الأفق القريب، وأوضح فكرات أن المغرب لن يستطيع في ظرف سنوات قليلة تحقيق ما أنجزته بعض الدول الأوروبية في عقود، والتي يصل متوسط المردودية لديها إلى 12 طناً في الهكتار. بخصوص النتائج المالية لسنة 2008، تحسن رقم معاملات المجموعة ب 4,3 % مقارنة مع سنة 2007، نتيجة تطور حجم المبيعات وثمن «الميلاص»، وارتفعت النتيجة الصافية ب 16,5 %، وتقلص حجم المديونية الصافية من 844 مليوناً سنة 2007 إلى 770 مليون درهم خلال السنة الفارطة.