أبلغت مصادر عليمة «المساء» أن جهازا أمنيا استخباريا بآسفي شرع في تنفيذ خطة استخبارية كبيرة تقضي في مجملها بإحصاء الطلبة الذين يدرسون اللغة الفارسية ورسم ملامح أولية عن توجهاتهم السياسية والعقائدية وجس نبضهم فيما يخص ميولاتهم أو تعاطفهم مع الدولة الإيرانية وشكل النظام السياسي والديني بها. وحسب ما توصلت إليه «المساء» من معطيات أولية، فقد تم فعلا استدعاء دفعة أولية من طلبة مسلك الدراسات الأدبية بالكلية المتعددة التخصصات بآسفي، هذه الاستدعاءات جرت وبشكل جد متستر ولم تحمل طابعا إداريا صرفا، حتى يتم «الحفاظ على سرية هذه التحقيقات»، بتعبير مصدر مقرب من الأمن. هذا وقد تأكد أن عددا من الطلبة تم ربط الاتصال بهم عبر عناصر أمنية بزي مدني، وأن آخرين جرى الاتصال بهم لدى عائلاتهم، وأن عناصر الأمن أخفت الغرض من اتصالها بعائلات الطلبة، وقدموا لهم أسبابا وهمية وعادية، حتى يتم استدراج الطلبة بشكل سلس إلى مقر الأمن. ووفق معلومات أولية، سيتم التحقيق والاستماع إلى قرابة 50 طالبا جامعيا بآسفي، وقد جرى لحد الآن الاستماع إلى مجموعة منهم في مقر الأمن، وتطول جلسات الاستماع والتحقيق وتقصر زمنيا بحسب درجة «تعاون» الطالب وتعاطيه الإيجابي أو السلبي مع أسئلة المحققين. وعلم من نفس المصادر أن الاستخبارات الأمنية بآسفي بصدد تجهيز بنك معلومات خاص بملف الشيعة والتشيع، وأنها باستجواب طلبة جامعيين يدرسون اللغة الفارسية، ترغب في الوقوف على مدى تأثير الدراسات العليا في الجامعات المغربية على الاختيارات المذهبية والعقائدية للطلاب المغاربة، وخاصة ارتباط ذلك بالدولة والنظام الإيراني. وتفيد معطيات ذات صلة بالموضوع أن أسئلة الاستخبارات الأمنية بآسفي انصبت أساسا على منهجية التلقين العلمي لما يدرسه الطلبة، وما إن كانت هناك مؤشرات تفيد بتمرير تعاطف خاص مع إيران ونظامها الديني عبر دروس اللغة الفارسية، وما إن كانت هناك قنوات خفية أو بوادر مستترة أو ظاهرة لمد شيعي محتمل في المدرجات الجامعية، أو وجود وعود أو تسهيلات باستكمال الدراسات العليا بإيران من قبل جهات معلومة داخل أو خارج الكلية المتعددة التخصصات بآسفي. هذا ولم يخف مصدر طلابي حضر هذه التحقيقات أنها مرت في أجواء عادية، ولم تكتس الطابع الأمني العنيف، وأن المقصود منها هو جرد ودراسة البنية الاجتماعية للطلبة الذين يدرسون اللغة الفارسية، وإعداد بنك معلومات عن توجهاتهم الفكرية والدينية والسياسية، وأن الكثير ممن حضروا واستجابوا وخضعوا لهذه التحقيقات عرض عليهم «التعاون» مع جهاز الأمن، والتبليغ بكل عمل من شأنه تيسير المد الشيعي بالمؤسسة الجامعية.