عاشت بلدة بني ادرار الحدودية، الواقعة تحت النفوذ الترابي لعمالة وجدة انجاد، مساء الأربعاء، حالة من الرعب والفوضى وقطع الطريق، بعد محاولة اقتحام عناصر من الدرك الملكي التابعة للقيادة الجهوية بوجدة، منزلا عبارة عن مخزن للسلع المهربة من الجزائر، خاصة منها السجائر. تفاصيل الحادث كما رواه شهود عيان كانت مرعبة، إذ منعت مجموعة من المواطنين من البلدة تجاوز عددهم ال200 شخص، فرقة من عناصر الدرك قدر عدد عناصرها بأكثر من 12 دركيا، من مداهمة المنزل موضوع إخبارية تفيد بتحوله إلى مخزن لكميات من السلع المهربة من الجزائر، وعلى رأسها السجائر المهربة، وطاردوهم بالحجارة لتمكين المهربين من الإفلات. وضع دفع بالعناصر الدركية إلى الانسحاب بعد إيقاف مهربين كانا موضوع مذكرة بحث وطنية بتهمة الاتجار في السجائر المهربة من الجزائر وحيازة المخدرات، واقتيادهما إلى مخفر الدرك الملكي بوجدة، في الوقت الذي تدخل فيه باشا مدينة بني درار وبعض أعوان السلطة لتهدئة الأوضاع. هذه العملية التي قادتها عناصر الدرك فجرت احتجاجات عارمة لبعض المهربين وأقارب الموقوفين ومواطنين، إذ تسببوا في قطع الطريق الرابطة بين وجدة وبني أدرار مثيرين حالة من الاختناق الشديد في حركة السير لأزيد من ساعة، مع العلم أن الفترة تزامنت مع السوق الأسبوعي لنفس اليوم والواقع قبالة المنزل موضوع العملية، إضافة إلى وجود عدد كبير من العمال في المهجر بالبلدة نفسها وحركة كثيفة للعابرين بهذا المحور الطرقي الوحيد المؤدي إلى المدينة الشاطئية خلال هذا الصيف. محمد لصفر، رئيس جمعية ببني ادرار، ذكر بأن البلدة في حاجة إلى شرطة ومفوضية لاستتباب الأمن ومحاربة الجريمة بدل سرية عناصر الدرك الملكي، التي تقوم بمحاربة التهريب المعيشي الذي كان يجب أن يكون على الشريط الحدودي وليس داخل البلدة، وهو الوضع الذي يتسبب في ترويع المواطنين ويعمق من معاناتهم من الإقصاء والتهميش. يشار إلى أن مجموعة من جمعيات المجتمع المدني ببني ادرار سبق أن عبرت، في بيان لها يحمل 14 توقيعا، عن غضبها إزاء ما آلت إليه الأوضاع ببلدتهم وعن استيائها من عجز القائمين على الشأن المحلي في تحسين ظروف العيش بها وتوفير شروط النمو والتطور والأمن للبلدة وساكنتها. وتحدث البيان عن هؤلاء المروجين للممنوعات الذي يجوبون الشوارع بكل حرية، إضافة إلى معاناة أرباب المطاعم والمقاهي من صخب وضجيج دائمين بالليل وفي أوقات مبكرة مصدرهما السكارى و»المقرقبين»، ناهيك عن العصابات التي أصبحت تحمل السيوف لتصفية الحسابات حيث أذكى الوضع مخاوف السكان.