حجز227 طن و نصف من الوقود و 400 مقاتلة و 55420 علبة سجائر 3 مليارات سنتم و 1202742 درهم القيمة الإجمالية للسلع المهربة وجدة/ إنجاز: محمد بلبشير عرفت سنة 2010 تراجعا في نشاط التهريب بأسواق مدينة وجدة و بني درار بالمقارنة مع السنوات الماضية، و إن كان هناك بعض النشاط الموسمي .. و يتجلى هذا التراجع في نوعية السلع المتسربة، و في كميتها أيضا، إضافة إلى غلاء أثمنتها مقارنة بالسنوات السابقة. و تكمن أسباب هذا التراجع كما يعللها التجار في الظروف المناخية الغير الملائمة و غلاء المواد المهربة و ارتفاع أثمنتها رغم انخفاض قيمة الدينار الجزائري في السوق السوداء بالإضافة إلى تشديد الحراسة في النقط الحدودية و في المنافذ خاصة من الجانب المغربي... و قد لوحظ خلال سنة 2010 الاختفاء الكلي و الشبه الكلي للدقيق الجزائري سواء بالنسبة للقمح اللين أو الصلب، و عرض بدله على الأروقة الدقيق المغربي بثمنه الحقيقي و قد يتوهم الزبون الجاهل أنها سلع مهربة... و الظاهرة الجديدة في السوق هي دمج بعض المواد الأولية من أصل جزائري في صناعة منتجات محلية و نخص بالذكر هنا الالحفة: ثوب جزائري و الخياطة و ما بداخله من قطن و غيره من أصل مغربي.. في هذا السياق و لمزيد من الحد من هذه الظاهرة الخطيرة قامت شعيبة الجمارك التابعة للمقاطعة الجمركية و الضرائب غير المباشرة بوجدة خلال الفترة الممتدة ما بين الفاتح من يناير 2010 و 15 أكتوبر 2010 بتكثيف الجهود و توزيع الدوريات ، رغم قلة مواردها البشرية : 60 أو 70 عنصرا يشتغلون بنفوذ المقاطعة ما بين السعيدية و بركان و وجدة أنكاد و عين بني مطهر و مشرع حمادي ، فنفذت حوالي 714 عملية تدخل لمحاربة التهريب و الحد منه .. و قد بلغت قيمة السلع المحجوزة ما يناهز 3 مليارات سنتم و 1202742 درهم. و تتنوع هده السلع المحجوزة اد تشمل الوقود المهرب بالدرجة الأولى و السجائر المهربة بالدرجة الثانية و المشروبات الكحولية و الملابس المستعملة و المواد الغذائية ومتلاشيات النحاس و الألمنيوم ، و بفضل المجهودات الكبيرة التي تبذلها مختلف فرق العمل الموجودة في الميدان، فقد انخفض نشاط التهريب باستثناء الوقود خلال السنة الجارية مقارنة مع السنة السابقة. و للإشارة فقد تم إغلاق ما يناهز 160 متجر بمدينة بني درار .. انجاز 458 قضية ما بين 1 يناير و 15 أكتوبر 2010 : في هذا الإطار تمكنت عناصر شعيبة الجمارك لمقاطعة وجدة في ظرف العشرة أشهر الأولى من السنة الجارية من تسجيل حوالي 500 قضية تهريب ، تم تصريفها كلها و إحالة عدد كبير من المهربين على العدالة من أجلها.. و رغم قلة إمكانياتها البشرية فقد استطاعت العناصر الجمركية إحباط أكبر العمليات التهريبية من الجزائر على وجه الخصوص و من مليلية السليبة ، و قد أعدت لذلك السلطات الجمركية خططا مدروسة حتى لا تلحق تدخلاتها الأضرار بالمواطنين ..حيث كانت كل العمليات مكللة بالنجاح .. حجز 227 طن و نصف من الوقود و 400 مقاتلة : بلغت كميات المحروقات من بنزين و كزوال المحجوزة خلال الفترة المذكورة ، و التي يتم تهريبها من القطر الجزائري : 227535 ليتر أي (227 طن و نصف) ، قيمتها المالية فاقت 00، 1592745 درهم ، و على إثرها تم حجز 400 مقاتلة من مختلف أنواع السيارات المجهولة الهوية ،و التي تسببت في إزهاق أرواح المئات من المواطنين الأبرياء بالمدن كما بالبوادي.. و قد حدّد رجال الجمارك الذين يعيشون «حربا متواصلة» مع هذه الظاهرة، إلى جانب عناصر الدرك الملكي ورجال الأمن، العديد من المسالك التي يسلكها المهربون على متن مقاتلاتهم، سيارات خاصة أو سيارات نفعية وحتى شاحنات، وهذه المسالك المؤدية إلى الشريط الحدودي المغربي/ الجزائري في الجهة الشرقية تعد بالعشرات، فعلى مستوى نواحي وجدة هناك 16 مسلكا: (مسالك سيدي حازم وسيدي عطوان وسيد الميلود والدوبة والعالية ووادي إسلي والقنافذة ودوار أولاد عيسى ودوار السايح ودوار العجرة وربان وطايرت وأولاد القايد وطريق العونية ودوار الحواوصة ودوار أولاد برغيوة والتوميات)... أما على صعيد بلدة بني ادرار فهناك 3 مسالك (فرمة أزنكوط ومسلك الدوبة ومسلك القنافذة)، و4 مسالك على صعيد مدينة أحفير (سيد امبارك وبوكانون ودوار أولاد بنعودة وجبل لبزازل).. ثم 5 مسالك في سيدي بوبكر (دوار أولاد النوالي وبني حمليل والعابد ودوار الشرفة وتيولي)، وعلى مستوى مدينة السعيدية هناك مسلكن (وادي كيس ومسلك بين الجراف) . و هكذا تحجز مصالح الجمارك والدرك الملكي والأمن في مختلف طرقات الجهة الشرقية، أسبوعيا، عددا من السيارات المزورة التي أصبح مآلها الإتلاف والتكسير، خاصة تلك التي تستعمل في تهريب البنزين ولا تتوفر على الكراسي الخلفية، حتى لا تعود إلى الطرقات مرة أخرى، بموجب قرار اتخذ في مقر ولاية الجهة الشرقية في وجدة، بحضور المصالح المعنية. وللإشارة، فإن هذا القرار أدى إلى شبه اندثار بعض السيارات المعروفة والمستعملة في تهريب المحروقات ك«رونو 12» و«رونو 18» و«رونو 21» و«رونو25».. وحلت محلها سيارات حديثة وعصرية ك«الجيطا» و«أوبيل فيكترا» و«أوبيل كاديت» و«أوبيل كورسا» وسيارات «المرسيدس» (190 و240) و«ب.م.دابل يو» و رغم كل هذه الإجراءات، لن «تنقرض» هذه المقاتلات، ما دام التهريب مصدر عيش العديد من ساكنة الجهة الشرقية، وستظل تجوب طرقات المنطقة، لأنها وسيلة أساسية وضرورية في أنشطة التهريب، وهو ما يجعل كذلك شبكات سرقة السيارات تنشط أكثر. وعلاقة بالموضوع، تعمل المصالح الأمنية الولائية، التابعة لمصالح الشرطة القضائية في مختلف مدن الجهة الشرقية، كل سنة، على تفكيك العديد من الشبكات المختصة في سرقة السيارات تنشط في هذه المدن، وحتى في مختلف المدن المغربية، عبر وجدة، وبعدها نحو الجزائر، حيث تباع لتستعمل في أنشطة التهريب على الشريط الحدودي من كلتا الضفتين. ولإخفاء هوية السيارة، يَعْمد المزورون، غالبا، إلى إتلاف أرقام هياكلها بمحوها، حسب تصريح أحد المسؤولين في إدارة الجمارك. ويصعب اتخاذ أي إجراء في حقها كبيعها في المزاد العلني أو معرفة صاحبها لمعاقبته في حالات حوادث السير القاتلة أو غيرها. 55420 علبة سجائر و كميات من الأدوية و الملابس : و في عمليات أخرى مماثلة تمكنت العناصر الجمركية ذاتها من حجز شحنات كبيرة من السجائر المتنوعة و التي يتم تهريبها من القطر الجزائري، و التي بلغت قيمتها المالية00، 1432140 درهم ، كانت كلها محملة على متن سيارات بلغ عددها تسعة (9) تم حجزها كلها تباعا.. و خلال الأسبوعين الأولين من شهر أكتوبر 2010 فقط حجزت العناصر الجمركية 15000 علبة نوع مارلبورو كانت مهربة من الجزائر على متن سيارتين فاخرتين ، و قد تبين من خلال التحقيق في هوية و جودة هذه البضاعة أنها فاسدة و غير صالحة..و خلال حملة تمشيطية أخرى تم العثور على كمية أخرى من السجائر المهربة على متن حافلة للنقل العمومي.. و تجلت مجهودات العناصر الجمركية في حجز كميات كبيرة من الألبسة المستعملة و أخرى جديدة بالإضافة إلى المواد الغذائية الفاسدة و الغير صالحة للاستهلاك و الخمور المهربة من مليلية المحتلة و كميات من متلاشيات النحاس و الألمنيوم .. و هكذا بلغت القيمة الإجمالية للسلع و البضائع المهربة و كذا وسائل النقل التي يتم تسخيرها لهذا النشاط المحضور خلال 6 شهور مضت فقط 00، 49512742 درهم ، قيمة البضائع المحجوزة منها 00، 31202742 درهم ، و بخصوص قيمة المقاتلات بلغت 00، 18310000 درهم (231 سيارة مقاتلة) أما بخصوص الأدوية المهربة فقد تم إحباط أكبر عملية لتهريب الأدوية الخاصة بالحيوانات و الدواجن خلال الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر 2010 و ذلك في ثلث عمليات متفرقة، حيث تم حجز مئات العلب من هذه الأدوية التي بلغت قيمتها الإجمالية 00، 84400 درهم..كانت الشحنة الأولي مهربة على متن سيارة مقاتلة و الأخرى ضبطت على متن حافلة للنقل العمومي..و من بين أنواع هذه الأدوية : "ألبين دازول" ، "ايفير ميكتين" و "أوكسال" و "ألاميسين" و "ألفين زوداد" و سبين دوزان" و "طيطراميد" الخاص بعلاج الدواجن... ثلاث عمليات لإحباط تهريب المخدرات : بلغت الكميات المحجوزة من مخدرات الشيرة في ثلاث عمليات مدروسة و محكمة من طرف العناصر الجمركية : 192 ،324 كلج بقيمة مالية بلغت 00 ، 3241920 درهم ، وقد تم ضبطها على متن سيارة نوع بيجو 405 مزورة المعالم و دراجة نارية و سيارة نوع رونو 19.. حسب المعطيات المتوفرة لدينا فإن رقم المعاملات السنوي التقريبي للجهة من المواد المهربة يفوق 13 مليار درهم كقيمة تقديرية للمعاملات السنوية لمجموع الجهة من مواد التهريب، وهو رقم وإن كان تقديريا يبقى ضخما، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار الثمن الوطني ، وعن الآثار التي خلفها التهريب على مستوى خلق فرص الشغل بالمؤسسات الاقتصادية المحلية، وعن حجم الخسارة بالنسبة لميزانية الجماعات المحلية المستخلصة من نسبة الضريبة على القيمة المضافة، وآثارها على البرامج التنموية لهذه الجماعات خاصة على مستوى التجهيز والبنيات التحتية.