بعد الضجة التي أثارها اقتلاع مئات الأشجار والإجهاز على 350 هكتارا من غابة منطقة بوقنادل بسلا، لإنجاز مشروع سياحي، وملعب للغولف لفائدة شركة عقارية كبيرة، شهدت المنطقة أول أمس احتجاجات صاخبة للعشرات من سكان الجماعة السلالية أولاد سبيطة، للتنديد بالظروف التي مررت فيها هذه الصفقة، وكذا للتنديد بإقصاء عدد من الأرامل والنساء والمنتمين للجماعة السلالية من الاستفادة. ورفع المحتجون الذين ناهز عددهم 200 شخص، انتصب بعضهم أمام نقطة البيع التابعة لشركة الضحى، فيما احتشد آخرون على جانب الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين القنيطرة والرباط، لافتات تندد بما وصف ب»نهب الأراضي السلالية»، و»الريع العقاري» والتلاعب في تحديد أسماء المستفيدين، والترامي على أراضي خارج نطاق المشروع. وقال السدراوي إدريس رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، إن هذه الوقفة الاحتجاجية تأتي ضمن سلسلة من الاحتجاجات التي نظمها السكان مند الإعلان عن هذا المشروع الذي منحت بموجبه 350 هكتار من أراضي الجماعة السلالية لشركة الضحى، مقابل 50 درهما للمتر مربع، ضمن مشروع تسبب في مجزرة بيئية، باقتلاع مئات الأشجار من غابة المنطقة في ظل صمت رسمي مطبق، في حين تعللت المندوبية السامية للمياه والغابات بأن الأمر يتعلق بأشجار الكاليبتوس التي تستنزف المياه الجوفية. وكشف السدراوي أن المتضررين سيواصلون احتجاجاتهم بعد «انتزاع أراضيهم دون تعويض»، في الوقت الذي تجري فيه محاولات لتركيع بعضهم من خلال دعاوى الإفراغ، وقال إن الرابطة لجأت أيضا للقضاء بعد أن تم توظيف السلطة في منح وثائق لمجابهة السكان المغلوبين على أمرهم بها. وتحولت منطقة أولاد سبيطة إلى بؤرة احتجاج تطلبت في أكثر من مرة استدعاء تعزيزات من القوات العمومية منذ سنة 2008، تاريخ الإعلان عن مشروع سياحي يهم تهيئة شاطئ الأمم بجماعة بوقنادل، بتشييد مطاعم وفنادق وآلاف الوحدات السكنية إلى جانب ملعب للغولف من 18 حفرة، فوق أراضي كنت عبارة عن غابة ومتنفسا بيئيا، قبل أن تعمد جرافات الشركة إلى تغيير معالم المنطقة بشكل كلي من أجل إنجاز مشاريعها، لتشرع في تسويق الأراضي التي حصلت عليها ب50 درهما للمتر بحوالي 2500 درهم متر مربع كأقل سعر حسب ما أكده السدراوي.