رفعت درجة الاستنفار داخل الأجهزة الأمنية المختلفة إلى الأقصى، بعد التوصل إلى معلومات، وصفت ب«المهمة»، عن وجود خلايا إرهابية «نائمة» كانت إلى وقت قريب تنسق مع متهمين يشتبه في انتمائهم إلى خلية جديدة متخصصة في تجنيد وإرسال متطوعين مغاربة للقتال ضمن صفوف الجماعات الإرهابية بالعراق، أو ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). واعتقلت عناصر أمنية بمديرية مراقبة التراب الوطني، بتنسيق مع عناصر من الفرقة الوطنية والشرطة القضائية، أول أمس الخميس، عناصر جديدة بمدن الشمال تبين أنها كانت بصدد إعداد مشاريع لتجنيد المتطوعين الشباب للقتال في مناطق التوتر. وشملت الاعتقالات مشتبها بهم بمدينتي تطوانوالفنيدق إضافة إلى آخرين بسبتةالمحتلة، وتحركت الأجهزة الأمنية المغربية، بعد تنسيق غير مسبوق مع إسبانيا، لتوجيه ضربات استباقية إلى متهمين ضمن جماعات منظمة يشتبه في كونها تخطط لأعمال إرهابية بالمغرب. وحسب معلومات خاصة ب«المساء»، فإن الاعتقالات الجديدة جاءت بعد اعتقال 9 مشتبه بهم على ضوء تحريات دقيقة قامت بها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، بتعاون وثيق مع المصالح الأمنية الإسبانية. ويجري حاليا البحث مع الموقوفين الجدد لتقديمهم إلى العدالة، بعد أن أكدت التحريات أن الأشخاص المجندين من طرف هذه الخلية يخضعون، بمعسكرات تنظيم «الدولة الإسلامية»، لتدريبات مكثفة حول استعمال الأسلحة وصناعة المتفجرات وتفخيخ السيارات، قبل توجيههم لتنفيذ عمليات انتحارية، أو للقتال بمختلف الجبهات، حيث يشارك بعضهم في العمليات الوحشية، كقطع رؤوس الجنود السوريين والعراقيين ونشر صورهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتبين أن المتهمين الذين تم اعتقالهم يشتبه في صلتهم بمحمد حمدوش، الملقب ب»كوكيتو» الذي يقود كتيبة تابعة للتنظيم الإرهابي «داعش». ودخلت الشرطة الإسبانية وأجهزة استخبارات أوروبية أخرى، على الخط للتعرف إلى محمد حمدوش، البالغ من العمر 28 سنة والمتحدر من مدينة الفنيدق، والمتزوج من إسبانية، إذ تبين أن الشخص الذي ظهر في شريط فيديو يرفع سلاحا أبيض أمام خمسة رؤوس قطعت لضحايا قتلوا على يد عناصر التنظيم الإرهابي، غادر سبتةالمحتلة إلى سورية، وكان، قبل مغادرته إلى سورية، يدير محلا لبيع الملابس ويجند متطوعين بمدينة الفنيدق، حيث نسج علاقات مع مشتبه بهم تم اعتقالهم أخيرا من طرف عناصر مديرية مراقبة التراب الوطني بتنسيق مع عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية.