باشرت عناصر من الفرقة الوطنية والشرطة القضائية، بتنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، اعتقالات غير مسبوقة في صفوف متهمين يشتبه في انتمائهم إلى خلية جديدة متخصصة في تجنيد، وإرسال متطوعين مغاربة للقتال ضمن صفوف الجماعات الإرهابية بالعراق أو ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). وشملت الاعتقالات مشتبها بهم بمدينة تطوان، إضافة إلى آخرين بسبتة المحتلة، وتحركت الأجهزة الأمنية المغربية، لإحباط مشاريع تجنيد المتطوعين الشباب للقتال في مناطق التوتر. وتوصلت عناصر الأمن إلى معطيات مثيرة بخصوص مغاربة يتخذون من سوريا محطة للتدرب على "حروب العصابات"، وتفخيخ السيارات، قبل التوجه إلى العراق، للمشاركة في المعارك الدائرة هناك، في انتظار العودة إلى المغرب. وتبين أن العناصر التي تم اعتقالها، والتحقيق معها من طرف عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية كانت تجمع التبرعات المالية، وتتجر في السلع المهربة، بغرض تأمين الدعم المادي لتمويل سفر هؤلاء المتطوعين إلى العراقوسوريا وغيرهما. ورصدت عناصر مديرية مراقبة التراب الوطني تحركات مشبوهة لثلاثة عناصر بتطوان كانت تسهر على تنظيم اجتماعات غير مرخصة بعد استقطاب بعض المصلين من مساجد معينة، كما تمكنت من تتبع خيوط الشبكة لتصل إلى مشتبه به يقيم بسبتة، تبين أن له علاقة بمقاتلين مغاربة سبق تجنيدهم بالعراق. وتبين أن الاعتقالات الجديدة لها علاقة بعناصر الخلية التي قامت، بتنسيق مع قياديي التنظيمات الإرهابية التي تنشط بالعراقوسوريا، باستقطاب وإرسال العديد من المقاتلين إلى هذه البؤر، حيث يستفيدون من تداريب عسكرية حول استعمال الأسلحة وتقنيات صناعة المتفجرات، في أفق تعبئة بعضهم، من أجل تنفيذ عمليات انتحارية بكل من العراقوسوريا. وأشار المصدر ذاته إلى أن أغلب المعتقلين الجدد أعضاء يجمعون التبرعات المالية ويتجارون في السلع المهربة بغرض تأمين الدعم المادي لتمويل سفر هؤلاء المتطوعين إلى سورياوالعراق.