نفت مندوبية السجون وإعادة الإدماج أن تكون قد قصرت في توفير العناية الصحية اللازمة للسجين الطالب مصطفى مزياني المعتقل بالسجن المحلي عين قادوس بفاس، والذي يخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ 03 يونيو الماضي، احتجاجا على رفض تسجيله في كلية العلوم، حيث يرقد بقسم العناية المركزة بعد أن تدهورت وضعيته الصحية. كما أبرأت المندوبية ذمتها بخصوص ما قد ينتج من مضاعفات على صحة الطالب المضرب عن الطعام منذ ما يقارب الشهرين، مؤكدة أنها « غير مسؤولة عن خوض السجين مصطفى مزياني للإضراب غير المحدود عن الطعام الذي بدأه قبل دخوله إلى السجن، ولا هي مسؤولة عما قد ينتج عن هذا الإضراب من مضاعفات على حالته الصحية»، يقول بيان توضيحي للمندوبية توصلت به «المساء». وأضاف البيان نفسه أن السجين حظي بكل الرعاية اللازمة من طرف المندوبية العامة، دون أي إهمال عكس «ما ادعته بعض الجهات بهذا الخصوص بهدف تغليط الرأي العام الوطني»، كما أن المطالب التي يرفعها السجين مزياني، غير مرتبطة بظروف الاعتقال التي يخضع لها، وإنما تتعلق بتسجيله في كلية العلوم وإطلاق سراحه، علما أن المندوبية العامة أخبرته بمباشرة اتصالات مع إدارة الجامعة وتسجيله بها، يضيف البيان ذاته. وأكدت المندوبية أن مزياني أودع السجن المحلي بفاس بتاريخ 11 يوليوز الماضي وهو في حالة إضراب عن الطعام، مما جعل إدارة المؤسسة تحيله على المستشفى الجامعي الحسن الثاني قصد تتبع حالته الصحية، خضع خلالها للمراقبة الطبية اللازمة وتمت إعادته في اليوم نفسه إلى المؤسسة. يومان بعد ذلك تقدم السجين إلى إدارة المؤسسة برسالة يؤكد فيها عزمه مواصلة الإضراب عن الطعام الذي بلغ يوم اعتقاله 40 يوما، احتجاجا على حرمانه من التسجيل في كلية العلوم بالمدينة نفسها، قبل أن يضيف مطلبا آخر متمثلا في إطلاق سراحه «لأنه بريء من التهمة التي يتابع من أجلها» حسب زعمه. وأجريت العديد من المحاولات، وفق البيان ذاته، من أجل إقناعه بفك الإضراب عن الطعام، سواء من طرف إدارة المؤسسة أو من طرف ممثل النيابة العامة، غير أن المعني بالأمر أصر على مواصلة خوض الإضراب عن الطعام، حيث خضع لمجموعة من التحاليل والفحوصات الطبية، بينت أن حالته مستقرة ولا تدعو إلى القلق، كما سلمت له أدوية وصفت له من طرف الطبيب المعالج، قبل أن تتدهور وضعيته من جديد وينقل إلى المستشفى، ويحال على قسم العناية المركزة بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس في الرابع من غشت الجاري، ومازال يرقد بها إلى حدود الساعة.