قال خبراء في الشؤون السياسية والعسكرية إن فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة «استطاعت أن تجرد قوات النخبة في الجيش الإسرائيلي من قوة الردع التي كانت تتغنى بها». وقال اللواء الفلسطيني المتقاعد يوسف الشرقاوي إن فصائل المقاومة الفلسطينية بغزة «استطاعت أن تجرد رأس هجوم قوات النخبة الإسرائيلية من قوة الردع، وتفوقت عليها في ميدان المعركة بشكل كبير». وأضاف الشرقاوي أن «المقاومة أبدت إدارة ممتازة في سير العمليات اليومية على أرض الميدان، قد لا يستطيع أن يقوم بها جيش عربي، وأثبتت كتائب القسام أنها تتفوق على قوات النخبة الإسرائيلية». وقال الشرقاوي إن «تطور أساليب دفاعات المقاومة في غزة، يخيف الجيش الإسرائيلي من التوغل براً بشكل موسع»، مشيراً إلى أن المقاومة أثبتت عدم قدرة منظومة «القبة الحديدية» الدفاعية على التصدي للصواريخ التي تطلق من غزة، واقتصرت نسبه نجاحها على 19% فقط. وأضاف، أن «المقاومة نجحت في تدمير دبابة ال»ميركافا» التي تعتبرها إسرائيل فخر صناعتاها العسكرية، وقد يدفع هذا بعض الدول الكبيرة، لإلغاء صفقات أسلحة مع إسرائيل، مثلما ألغت الهند صفقة لشراء هذا النوع من الآليات الحربية، بعد تفجير إحداها في غزة من قِبل المقاومة عام 2006». في السياق ذاته، قال أستاذ العلوم الأمنية الإسرائيلية في الأكاديمية الأمنية بغزة ناجي البطة، إن «قوات النخبة الإسرائيلية معروفة، منذ عام 1948، وتتمثل في ثلاثة ألوية غولاني، وجفعاتي، والمظللين»، وقد شاركت جميعها في الحرب على غزة». وأضاف البطة أن «قوات النخبة التابعة لكتائب القسام، تمكنت من سحق قوات النخبة الإسرائيلية في عدة مواقع خلال عملية الجرف الصامد». وقال البطة إن «قوات النخبة الإسرائيلية، لم تسجل أي اختراق على تخوم قطاع غزة منذ بدء العلمية العسكرية، ولو توغلت براً في غزة لمسافات واسعة، لتكبدت خسائر فادحة، أكثر من تِلك التي لحقت بها في حدود القطاع الساحلي». من جهته، يرى الخبير العسكري واصف عريقات أنه رغم أن ميزان القوة مختل لصالح إسرائيل التي تملك آلات دمار حديثة ومتطورة مصنعة بأميركا ومستودعاتها مفتوحة لإمدادها فإن «التطور النوعي وإنجازات المقاومة أذهلت وفاجأت قيادات إسرائيل، وأدت لتراشق إعلامي ما بين الأجهزة الإسرائيلية الأمنية والسياسية والعسكرية».