مضى شهر رمضان الكريم، فازدادت رغبة الأسر في قضاء عطلة صيفية في أحد المنتجعات بعد عام كامل من التعب.. ولكن هذه الرغبة تظل حبيسة إطار ضيق في ظل كثرة المصاريف ومتطلبات السفر.. فيفضل البعض أن يركن في زاوية صغيرة ويخرج من جيبه مفكرة صغيرة ويشرع في عملية الضرب والطرح لكي يتأكد إن كانت ميزانية السنة تسمح بقضاء العطلة بعيدا عن المنزل.. قد يكون البحر إحدى الوجهات المفضلة، حتى وإن كانت بعض شواطئنا غير صالحة للاستحمام.. وبين صفحات المفكرة يفاجأ رب الأسرة بميزانية أخرى مدسوسة بين الأسطر كتبت بخط رديء (مول الحانوت كيتسال.. والفرماسيان كيتسال.. والضو والما مازال ما تخلص).. يضطر معها إلى إسقاط برنامج السفر من أجندة الموسم.. قبل أن يفاجئ أفراد الأسرة بالرفض.. وهم الذين ينتظرون مند أشهر تأشيرة الوالد.. هذا الوالد الذي لا تكفيه أجرته الشهرية حتى في سد حاجيات البيت.. كيكمل الشهر غير بالسطارطير.. وفي كل مرة يبحث عن قرض جديد من أحد المعارف كي يخلق التوازن المفقود.. وحجة الرفض باينة «رمضان ياله خرج ولفلوس داوهم حوايج العيد» ويدعوهم مكرها إلى سفر آخر غير مرغوب فيه للبادية عند الجد.. حتى وإن كان الجو حارا قد يقضي معه الأطفال اليوم كله تحت ظل شجرة.. لقد تزامنت العطلة الصيفية مع شهر رمضان المبارك والدخول المدرسي.. الشيء الذي سيثقل كاهل المواطن المغربي، فقد أشارت أرقام المندوبية السامية للتخطيط إلى أن نسبة كبيرة من الأسر المغربية ياله كيضاربو مع الزمان، كيقلبو على طرف ديال الخبز.. لم تعد العطلة والترفيه تسكن ذاكرتهم، خاصة إذا كان عدد أفرادها كبيرا، تلزمهم ميزانية كبيرة خاصة بالنقل فقط.. قبل الحديث عن مصاريف الأكل والشرب.. لا أقول هنا الترفيه، لأن الغالبية الساحقة تفضل السفر ولو اقتضى الحال سلك سياسة التقشف.. يعديو غير باللي كاين.. لم يعد الأكل مهما، (نصومو ونخيمو)، المهم هو تغيير الأجواء، والهروب من روتين عمل قاتل... وقد فضل بعض الآباء ممن ألفوا السفر أن يتخلوا عن زوجاتهم، وعن الأبناء، ونظموا رحلات جماعية مع الأصدقاء بتكاليف أقل.. بعد أن تقاسموا فيما بينهم مصاريف السفر.. في حين لجأ البعض الآخر إلى أخذ قروض بنكية لقضاء عطلة صيفية بالشكل الذي يريد.. متعة ومرح.. تتحول بعد العودة من السفر إلى حزن وقرح بفعل الأقساط الشهرية.. فيتخلى مكرها عن بعض المتطلبات اليومية لسد النقص والحفاظ على الميزانية.. وهناك أسر أخرى تعلمت منذ زمن بعيد، وبرغم الدخل المحدود أن تدخر مبلغا بسيطا كل شهر قبل أن يحل فصل الصيف وتكون لحظتها قد هيأت لسفر منظم.. تتعدد الحالات ولكن الأساسي هو إسعاد الأطفال الذين يحلمون طيلة عام كامل بأخذ فرصة للتنزه. وحده الموظف البسيط والعامل البسيط من يفكر في العطلة.. باغي يخيم، ولكن كيخمم مزيان بأنه متبوع بمصاريف الدخول المدرسي.. وفلوس لكتوبة.. بعد أن يكون رمضان وكسوة العيد قد استنزفا بعضا من ميزانيته.. كيدير ميات تخميمة وتخميمة ولا ضربة بمقص.. فيلغي كل البرامج التي خطط لها منذ سنة تقريبا لكي لا يغرق في بحر الديون.. في وقت يقضي فيه صحاب لفلوس عطلهم الصيفية خارج أرض الوطن وفي أكبر المنتجعات الصيفية، ماكيخمو لوالو، ولكن بإمكان كل شخص أن يقضي عطلته حسب إمكانياته، ما يتعلقش فين يتفلق.. المهم هو تحقيق لحظة استمتاع مع الأسرة.. دون الدخول في متاهة لكريدي.. راه على قد لحافك مد رجليك.