صفعة أخرى وجهها القضاء إلى وزارة التربية الوطنية، بعد أن قضت المحكمة الإدارية بمراكش، صباح يوم الخميس الماضي، بإلغاء قرار ترسيب تلميذتين بثانوية حسان بن ثابت في الدورة العادية للباكالوريا. وألغى القضاء الاستعجالي قرار الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بإقصاء تلميذتين من النجاح، بسبب ما اعتبرته ثبوت «غش» في حقهما، خلال تصحيح أوراق مادة الفلسفة. هذا في الوقت الذي طالب ممثل النيابة العامة خلال المرافعة، بفتح تحقيق في النازلة، واعتبر ترسيبهما، دون أن تتمكنا من الاطلاع على ورقتي امتحاناتهما «استهتارا واستخفافا بحقوق المواطنين». وقدم دفاع التلميذتين سارة بلعراس وأسماء صليح حججا، عما سمي عدم غشهما في الامتحان، وهي عبارة من مسودتيهما في مادة الفلسفة، التي بسببها تم إقصاؤهما من النجاح، إضافة إلى نتائجهما طيلة مشوارهما الدراسي والمتسم دائما بالتفوق. واستنادا إلى وثيقة بيانات النقط المحصل عليها من قبل صليح أسماء، فإن الأخيرة حصلت على 19.25 في مادة الرياضيات، و17.5 في مادة الفيزياء والكيمياء، و17.25 في مادة علوم الحياة والأرض. كما لم ينزل معدلها خلال السنتين الأوليين من امتحانات الباكلوريا عن 20، في مادتي الرياضيات والفيزياء والكيمياء، في الوقت الذي حصلت فيه خلال الامتحان الجهوي على معدل 17.50. أما بالنسبة إلى سارة بلعراس، فقد حصلت على 15.5 في مادة الرياضيات، و14.75 في الفيزياء والكيمياء، و14.5 في مادة علوم الحياة والأرض. كما تراوح معدلها خلال السنتين الأوليين من امتحانات الباكلوريا، ما بين 16.33 و18.75 في مادة الرياضيات، و16 و18.25 في مادة علوم الحياة والأرض. في الوقت الذي حصلت فيه خلال الامتحان الجهوي على معدل 15.00. وفي الوقت الذي غاب ممثل الوزارة والأكاديمية عن جلسة الأسبوع ما قبل الماضي، وتسبب ذلك في تأجيلها، أصرت التلميذتان، اللتان تدرسان في شعبة العلوم الفيزيائية على استصدار حكم استعجالي، بعد أن أدلى الدفاع والمفوض القضائي بوثيقة تؤكد أنهن اجتازتا الامتحان، ولم تتواصلا خلال إجراء الامتحان، لكون الواحدة تجلس بعيدة تماما عن الأخرى، ولم يكن من الممكن اللجوء إلى الغش أصلا. ولجأت التلميذتان بمساعدة بعض أساتذتهن إلى إظهار براءتهن من «الغش»، من خلال الإدلاء بمسودتيهما في امتحان مادة الفلسفة، واللتين تبين أنهما مختلفتان تماما، وكل واحدة كتبت بأسلوبها الخاص لا علاقة به بأسلوب زميلتها.