على بعد أيام قليلة من إعلان وزير الداخلية عن رفع التأهب الأمني في مدن المملكة، في ظل تهديدات إرهابية جديدة، رفع المغرب من حالة التأهب العسكري في الحدود الجنوبية للمملكة، بعد وصول دولة «داعش» للحدود الجنوبية للجزائر، وإعلان حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا عن انضمامها إلى دولة الخلافة التي يقودها البغدادي من سورياوالعراق. ويأتي تأهب قوات الجيش المغربي في المنطقة الجنوبية تحسبا لأعمال تخريبية أو تهديدات إرهابية تستهدف الجيش، في وقت أعلنت فيه الحركة عزمها العمل على تحقيق مساعي الدولة الإسلامية «داعش» في بسط السيطرة على شمال إفريقيا، ووجه زعيم الحركة «حمادو ولد خيري»، وهو موريتاني الجنسية، رسالة إلى البغدادي زعيم الدولة الإسلامية، يعلن فيها مبايعته له. بدورها حذرت الاستخبارات الأمريكية من القوة المتزايدة لتنظيم «داعش»، مشيرة في تقرير لها لوزارة الدفاع الأمريكية إلى أن التنظيم يعتمد طرقا متطورة في تنقيل المقاتلين من منطقة إلى أخرى رغم المراقبة الأمنية الجوية المشددة. وأعلنت حركة التوحيد والجهاد في بيان لها أن مدينة «غاو» الخاضعة لسيطرتها في دولة مالي أصبحت ولاية من ولايات «الدولة الإسلامية» بعد أن بايع قادة الحركة أبو بكر البغدادي في العراق. كما يأتي التأهب الأمني بعد وصول دولة «داعش» إلى الحدود الجنوبية والجنوبية الشرقية للجزائر، تزامنا مع عملية إرهابية في مدينة بلعباس غربي الجزائر، أدت إلى مقتل سبعة عسكريين ورجال شرطة. وحركة التوحيد والجهاد هي تنظيم انشق عن القاعدة وتعهد بتبني نهج «داعش» في تنفيذ هجمات على الجيوش، وتتهم الجزائر الحركة بالضلوع في عدد من الاعتداءات الإرهابية في الجزائر، من بينها عمليات إرهابية استهدفت تفجير مقرات الدرك الجزائري، كما تورطت الحركة في اختطاف الطاقم الدبلوماسي من قنصلية الجزائر في مدينة غاو شمال مالي. وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت عن رفع الإدارة الترابية والمصالح الأمنية حالة التأهب واليقظة في جل المدن المغربية، في ظل رصد تهديدات إرهابية تستهدف المغرب، مشيرة إلى أن التهديدات مرتبطة بتزايد عدد المغاربة الملتحقين بصفوف التنظيمات المقاتلة في كل من سورياوالعراق.