زاد المغرب من رفع درجة التأهب وسط البلاد وعلى الحدود وضاعف رجالاته في المخابرات في الدول التي يوجد فيها المواطنون المغاربة تزامناً مع اعلان قيام دولة الخلافة الاسلامية . وكانت درجة الحذر شديدة منذ ان وردت اخبار عن ترؤس مقاتلين مغاربة مناصب قيادية في هذه الحركة الجديدة منهم من نزح من سوريا الى العراق ومنهم من كان ضمن المقاتلين في مناطق مختلفة من العراق، بل ان أخبارا مؤكدة وردت من بعض الدول الأوربية ورد في مقدمتها هولندا أفادت ان عشرات المغاربة أعربوا عن مبايعتهم لدولة الخلافة الاسلامية وزعيمها ابي بكر البغدادي وخرجوا في تظاهرة يحملون الرايات السوداء مبتهجين بهذا الحدث. وعرض تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام أو ما يعرف ب { داعش } يوم السبت الماضي أول تسجيل لما قال إ نه أبوبكر البغدادي الذي أعلنه { خليفة للمسلمين }. و شددت السلطات الأمنية المغربية حراستها ورفعت من درجة يقظتها بعد ان تسلل بعض المواطنين ليكتبوا على الجدران وسط الشارع العام عبارات تأييدهم ومبايعتهم لدولة الخلافة الاسلامية ويدعون الى مبايعتها والانضمام لها ، خاصة وان من أهداف قياديي هذا التنظيم الهيمنة على دول شمال افريقيا والنزوح منها الى دول أفريقية بدءا من دول الساحل التي تعيش اضطرابات بسبب النشاط المتزايد لتنظيم القاعدة وبقية الجماعات التطرفة . وتسعى السلطات الأمنية الى السيطرة على الحسابات الالكترونية الشخصية التي تظهر في الفايسبوك خاصة بعد ان تجرا بعض المواطنين على اعلان مبايعتهم لهذه الدولة وفي هذا الصدد نشرت فتيحة المجاطي التي بعثت ابنها للجهاد في سوريا في حسابها الشخصي في الفايسبوك رسالة مبايعة لابي بكر البغدادي . مقابل ذلك تصدى بعض العلماء السلفيين المغاربة معبرين عن رفضهم لهذه الدولة معتبرين انها تندرج ضمن الأوهام وان زعيمها مجرد نكرة ، وهي مواقف يحتاجها المغرب في هذه الظروف لتحصين المجال الديني ومن الناحية السياسية كان لابد للمغرب ان يستعد لمواجهة كل الاحتمالات والظروف المستقبلية التي قد تنتج عن تسلل أفراد من هذه الجماعات وفي مقدمتها داعش لنشر دعوتهم وسط المغرب وفي دول شمال افريقيا، خاصة وان من أهداف هذه الجماعة بسط هيمنة هذه الدولة الجديدة في ربوع شمال افريقيا بل وفي المغرب بالذات .وما قد يساعد هذه الجماعة حسب نطورها كون المغرب مهيأ اكثر لانضمام مواطنيه اليها بسبب انه ومنذ تفجيرات 16 ماي 2003 في الدارالبيضاء عاشت البلاد سلسلة من الأحداث الإرهابية وتفكيك خلايا بالعشرات وتقديم المئات الى المحاكمة وإنشاء محكمة خاصة بالإرهاب بتاريخ 28 ماي 2003، وما نتج عنه كذلك من تأسيس جمعيات للدفاع عن المعتقلين في قضايا الإرهاب تقوم بأنشطة علنية منها التظاهر في الشارع العام وأمام أبواب وزارة العدل والحريات وفتح قنوات التفاوض مع مسؤولين في هذه الوزارة ومسؤولي وزارة الداخلية ومع السلطات الأمنية والتفاوض معها من اجل إطلاق سراح هؤلاء او اعادة محاكمتهم.