فجرت شرفات أفيلال، الوزيرة المنتدبة المكلفة بقطاع الماء، فضيحة مدوية تتعلق بسقي ملاعب الكولف بالمياه العذبة، في الوقت الذي تنامت فيه التحذيرات من تراجع مخزون المغرب من المياه، ومواجهة عدد من المناطق لأزمة حقيقية. واعتبرت أفيلال، في لقاء حول الإشكالية المائية والبيئية في ظل التحديات العمرانية والصناعية، يوم الجمعة الماضي بمدينة مكناس، أنه «لا يمكن الاستمرار في عملية سقي ملاعب الكولف بالمياه العذبة»، حيث وصفت ذلك ب«الظلم» في حق الأجيال المقبلة التي «نسطو على حقها في ضمان وتأمين حاجياتها من المياه»، وفق تعبير الوزيرة. وفي السياق ذاته، سجلت الوزيرة أن من بين الإكراهات والتحديات التي تواجه بلادنا اليوم تدبير ندرة المياه وتراجع التساقطات، مما يحتم إعادة النظر في سلوكنا اتجاه هذه المادة. كما سجلت عدم انخراط الفاعلين الاقتصاديين في إرساء حكامة جيدة لتدبير الموارد المائية، والاستنزاف المفرط والجائر قي بعض الأحيان للمياه الجوفية. وبخصوص تطهير ومعالجة المياه العادمة، أوضحت أفيلال أن حجم المياه العادمة المنزلية التي يتم إنتاجها سنويا يبلغ 500 مليون م3، في حين لا تتجاوز نسبة المعالجة 34 في المائة، مقابل 8 في المائة قبل إطلاق البرنامج الوطني للتطهير السائل. وتصل نسبة الربط بشبكة التطهير إلى 72 في المائة، حيث تم الشروع في البرنامج الوطني للتطهير في سنة 2006 لفائدة 300 مدينة ومركزا. وفي هذا السياق، نبهت أفيلال إلى التأخر الحاصل في مجال إعادة استعمال المياه العادمة، ناهيك عن إشكالية الأنشطة العمرانية والصناعية وأثرها على الموارد المائية، وهو ما يتسبب في تدهور وضعية المجاري المائية، وزيادة خطر الفيضانات، وتقليص المساحات الصالحة للزراعة. ونبهت الوزيرة المكلفة بالماء إلى خطورة قذف النفايات المنزلية والصناعية والفلاحية دون معالجة، والاستعمال غير المعقلن للأسمدة والمبيدات الزراعية، بشكل يهدد بزيادة خطر التلوث، وتراجع حجم المياه الصالحة للاستعمال وارتفاع كلفة المعالجة، وتهديد الصحة العمومية.