في الوقت الذي تنامت فيه التحذيرات من تراجع مخزون المغرب من المياه، ومواجهة عدد من المناطق لأزمة حقيقية، ما زالت ملاعب الكولف تسقى بالمياه العذبة. الفضيحة فجرتها شرفات أفيلال، الوزيرة المنتدبة المكلفة بقطاع الماء ، في لقاء حول الإشكالية المائية والبيئية في ظل التحديات العمرانية والصناعية، يوم الجمعة الماضي بمدينة مكناس ، حيث قالت أنه "لا يمكن الاستمرار في سقي ملاعب الكولف بالمياه العذبة"، لتصف ذلك ب"الظلم" في حق الأجيال المقبلة التي "نسطو على حقها في ضمان تأمين حاجياتها من المياه. و تابعت يومية المساء التي أوردت الخبر في عددها الصادر غدا، بأن الوزيرة أفيلال سجلت أن من بين الإكراهات والتحديات التي تواجه بلادنا اليوم تدبير ندرة المياه وتراجع التساقطات، مما يحتم إعادة النظر في سلوكنا اتجاه هذه المادة. وفي هذا السياق، نبهت أفيلال إلى التأخر الحاصل في مجال إعادة استعمال المياه العادمة، ناهيك عن إشكالية الأنشطة العمرانية والصناعية وأثرها على الموارد المائية، وهو ما يتسبب في تدهور وضعية المجاري المائية، وزيادة خطر الفيضانات، وتقليص المساحات الصالحة للزراعة. ونبهت الوزيرة المكلفة بالماء إلى خطورة قذف النفايات المنزلية والصناعية والفلاحية دون معالجة، والاستعمال غير المعقلن للأسمدة والمبيدات الزراعية، بشكل يهدد بزيادة خطر التلوث، وتراجع حجم المياه الصالحة للاستعمال وارتفاع كلفة المعالجة، وتهديد الصحة العمومية.