إلى حدود صباح أمس الخميس، لم يصدر أي قرار رسمي عن المجلس الدستوري حول الانتخابات الجزئية لإقليم مولاي يعقوب، لكن «نخبة» الأحزاب السياسية بجهة فاس خلقت «هزة» سياسية في إقليم مولاي يعقوب، وبالأخص في أوساط حزب الاستقلال، بعدما راج بقوة حديث عن إلغاء نتائج الانتخابات الجزئية الرابعة، التي فاز بها مرشح حزب الاستقلال، حسن بوسنة الملقب ب«الشهبي»، في منافسة كانت شرسة بينه وبين مرشح حزب العدالة والتنمية، محمد يوسف، بينما كانت الأحزاب الأخرى «تتفرج» على مشاهد معارك انتخابية بتداعيات سياسية وطنية، بين خطاب الاستقلاليين المعارض، وبين خطاب حزب العدالة والتنمية الحكومي. ونفى البرلماني الاستقلالي، في اتصال ل«المساء» به، توصله بأي معطيات حول وجود قرار للمجلس الدستوري بخصوص الطعن الذي تقدم به مرشح حزب العدالة والتنمية، وهو النفي نفسه الذي ورد على لسان عدة مصادر استقلالية اتصلت بها «المساء». من جهته، قال محمد يوسف، مرشح حزب «المصباح»، ل«المساء»، إنه لم يتوصل بدوره بأي معطيات رسمية حول الملف. فيما تحدثت يومية «التجديد» المقربة من حزب العدالة والتنمية، في خبر نشرته في صفحتها الأولى لعدد أمس الخميس، عن قرار صادر عن المجلس الدستوري يقضي بإلغاء الانتخابات الجزئية الرابعة التي جرت في الإقليم ويأمر بتنظيم انتخابات جديدة. وكان المجلس الدستوري قد أطاح بمرشح حزب الحركة الشعبية، في البداية، قبل أن يطيح بمرشح حزب العدالة والتنمية، ثم بمرشح حزب الاستقلال. وعرفت الدائرة الانتخابية معارك حامية الوطيس بين شباط وبنكيران، وسط مشاركة للناخبين ضعيفة. ولم تنته هذه المعارك بإعلان النتائج في الانتخابات الجزئية الأخيرة. إذ سارع مرشح حزب العدالة والتنمية إلى الطعن في فوز مرشح حزب الاستقلال، متهما إياه، في عريضة سبق ل«المساء» أن نشرت أهم مضامينها، بنشر صور مسيئة إلى سمعة الوطن، لخدمة أغراض انتخابية. وأظهرت بعض هذه الصور، التي نشرت في كتيب وزعه الاستقلاليون خلال الحملة، أطفالا في إقليم مولاي يعقوب، ويهم يحاولون الاستعانة ب«مركب» تقليدي لعبور الوادي من أجل الوصول إلى المدرسة، لعدم وجود قناطر على نهري سبو وإيناون. وأتبع مرشح حزب «الميزان» هذه الصور بصور أخرى تشير إلى «عمل إنساني» لبناء قناطر من المال الخاص للمرشح الاستقلالي، ل«تجاوز» محنة التنقل. كما تضمن الكتيب صورة للعلم المغربي متوازية و«متساوية» مع شعار حزب الاستقلال، «مما يعتبر استغلالا غير لائق بالرموز الوطنية في الحملة الانتخابية لمرشح الميزان»، يضيف الطعن.