دعا الرئيس المدير العام لمجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية عثمان بنجلون، أول أمس الثلاثاء بالرباط، إلى إرساء تحالف صيني مغربي إفريقي من أجل تنمية إفريقيا، التي باتت تطلع لمواصلة تحديث بنياتها التحتية وتطوير قطاعها الزراعي واستقطاب صناعات تحويلية فوق أراضيها والاستفادة من نقل المعرفة الأجنبية علاوة على تقوية وتعزيز قدرات رأسمالها البشري الفتي. وأبرز بنجلون، في كلمة خلال افتتاح الدورة الأولى للقاءات حول موضوع الشراكة والاستثمار بين الصين وإفريقيا، أن هذا اللقاء يشكل فرصة للتقارب بين الصين، التي تعتبر ثاني قوة اقتصادية في العالم، وإفريقيا القارة الغنية بثرواتها والقطب الصاعد سياسيا وتنمويا. وأوضح في هذا الصدد أن المغرب يشكل أرضية ملائمة بالنسبة للمستثمرين الصينيين، من أجل الانفتاح على الأسواق الإفريقية والاستثمار فيها، سواء تعلق الأمر بالقطاعات الصناعية أو الخدمات أو بصفة عامة من أجل نقل المعرفة والخبرة الصينية نحو بلدان القارة. وأكد بنجلون على ضرورة الإيمان بهذا الطموح الإفريقي، مذكرا بأن المغرب الذي نجح في بلورة إستراتيجية خاصة بالقارة الإفريقية، يتوفر على مركز مالي بالدار البيضاء، بإمكانه أن يشكل قاعدة بالنسبة للشركات الروسية للانتشار في القارة الإفريقية وخاصة في البلدان التي يتوفر فيها المغرب على مؤسسات مصرفية. وفي سياق متصل، أشار بنجلون إلى أن الصين عملت على تطوير وتنمية التجارة في القارة الإفريقية، خاصة من خلال تخصيص منح أو قروض لعدد من بلدان القارة، كما أنها حرصت على توسيع مجال التعاون ليشمل قطاعات أوسع علاوة على اهتمامها بالجانب التنموي في إفريقيا. وسجل أن الصين باتت اليوم الشريك التجاري الأول لإفريقيا وأحد أهم مصادر تدفق الاستثمارات الأجنبية على بلدان القارة، حيث يستأثر هذا البلد بنحو 200 مليار دولار من المبادلات مع بلدان القارة وهو ما يمثل زيادة ب 20 مرة خلال 12 سنة، ويتوفر على 3 مليارات دولار من الاستثمارات المباشرة، مشددا على أن هذه الأرقام والمؤشرات تسجل نموا مطردا عاما بعد عام. ويناقش هذا اللقاء، المنظم من قبل البنك المغربي للتجارة الخارجية، بتعاون مع فرعه «بنك أوف أفريكا»، على مدى يومين، سبل إرساء شراكة وفق منطق رابح رابح وتشجيع الاستثمارات في إفريقيا. ويشارك في اللقاء أزيد من 250 مستثمرا ورؤساء مقاولات من المغرب والصين ومن عدد من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، من أجل تبادل الأفكار وبحث إقامة شراكات في مختلف قطاعات الإنتاج.