تساءل العديد من المواطنين بمدينة وجدة الألفية وهم يتأملون عشرات الجذوع الميتة الفارغة من جوفها والمنتصبة على جوانب الشوارع والطرقات، عن الهدف من احتفاظ الجماعة الحضرية بهذه الجذوع بدل اقتلاعها. وشاخت جلُّ أشجار شوارع مدينة وجدة وأزقتها ولم يعدْ يشدُّ أغضانها إليها إلا قشرتها الخارجية وأصبحت تتهاوى كأوراقها في الخريف كلمّا هبت عواصف رملية ورياح. مئات الأشجار العتيقة المتهالكة، هي خشب مسندة أو جذوع حطب، تؤرخ للاستعمار فرغت جذوعها ويبست جذورها وأصبحت تشكل خطرا على المارة من المواطنين وسياراتهم المتوقفة على جانب الأرصفة بشوارع المدينة. وسبق أن وقع نصف جذع شجرة على الرصيف بشارع الدرفوفي بمدينة وجدة بعد أن انفصل عن نصفه الثاني في لحظة غفلة من السكان، وبنفس الشارع وقعت شجرتان على سيارتي مواطنين، كما سبق أن هوت شجرة قبالة سينما باريس على سيارة مواطن آخر، فيما سقطت أشجار بطرق بركان بمجرد هبوب رياح وكان ذلك لحسن حظ المواطنين ليلا. لقد قام المجلس البلدي بتفويت كراء أرصفة المدينة لوقوف السيارات وساحاتها، في الوقت الذي لم يقم المجلس البلدي بتأمين مواقف تلك السيارات. ويقول أحد المواطنين: "إن المجلس البلدي يقوم باستخلاص واجب كراء المواقف وهو ما يعني أنه مسؤول عن كل ما يقع...لكن هموم هؤلاء المستشارين غير مصالح المواطنين الذين انتخبوا من أجلها، إذ كان من واجبهم تأمين حياتهم والمحافظة على ممتلكاتهم وتعويض أصحاب السيارات المتضررة، بل لما وقع ما وقع عندنا ولو وقع ذلك في بلد أوروبي لكانت فضيحة...". إن عددا من الأشجار بشوارع المدينة شاخت وفرغ جوفها ولم تعد صالحة للتزيين، بل أصبحت تشكل خطرا على السكان لا من حيث سقوطها المباغت، سواء هبت الرياح أو عم الهدوء، أو من حيث الأوساخ التي تتسبب فيها أوراقها الميتة أو تلك الأزبال التي تتجمع في جوف جذوعها الفارغة المتآكلة، أو تلك التي تتجاوز أغصانها الرصيف وتضايق المارة وتدفعهم مرغمين إلى سلوك طريق السيارات وتحجب الرؤية عن سائقي السيارات، بل منها ما تحجب إشارات وأضواء المرور عنهم ، ومنها ما أصبح جوفها ملجأ للقطط والجرذان وأنواع الحشرات التي تعيش على الأزبال.