داهمت لجنة مختلطة شكلتها عمالة إقليم مولاي يعقوب للتحري حول شكاية رفعها مواطنون في دوار الحلالفة بجماعة عين الشقف القروية، يوم أول أمس الثلاثاء، معملا سريا ل«البرقوق»، حيث وقفت على اختلالات فظيعة، أبرزها ظهور آثار مواد كيماوية في قنوات صرف صحي يلفظها المعمل غير المرخص إلى الهواء الطلق، وتنبعث منها روائح كريهة. وتحدث مواطنون في هذا الدوار عن آثار جانبية لهذا المعمل غير المرخص على أشجار الزيتون، وعلى جودة تربة أراضيهم الفلاحية، وعلى المواشي، علاوة على آثار أمراض جلدية يصاب بها الأطفال بسبب مخلفات هذا المصنع. وتطرق المواطنون، بحضور أعضاء اللجنة، إلى أن الأمراض النفسية تهددهم بسبب مخلفات هذا المعمل، وما ينتج عن قنواته المفتوحة من روائح كريهة تزكم الأنوف. وتتبع عامل إقليم مولاي يعقوب عملية اقتحام هذا المعمل، يوم الثلاثاء، من قبل أطر تابعة لوزارة الداخلية ووزارة الصحة والوقاية المدنية والدرك. وأشارت المصادر إلى أن اللجنة وقفت، إلى جانب اختلالات مخلفات المعمل، على جودة ناقصة لمادة «البرقوق» التي ينتجها هذا المعمل، بعد عمليات تجفيف، وأرجعت المصادر ضعف جودة إنتاج هذه المادة إلى انعدام شروط وتجهيزات صحية لإنتاجها، في معمل يراهن أصحابه على جني الكثير من الأرباح دون الاستثمار في الموارد البشرية والتجهيزات الأساسية، ودون حتى سلك الإجراءات القانونية لإحداث مثل هذه المشاريع الضخمة. وطالبت المصادر من السلطات المحلية فتح تحقيق معمق حول ملابسات إحداث هذا المعمل، دون الحصول على التراخيص المطلوبة، خاصة أن الأمر يتعلق بمعمل كبير، يشغل عددا من المستخدمات، والمستخدمين، دون حماية اجتماعية، في وقت يفترض فيه أن تكون السلطات المحلية على علم بمثل هذه المنشآت الاستثمارية الكبيرة. وذكرت المصادر بأن ساكنة دوار معلا في الجماعة ذاتها، قد سبق لها أن خرجت في احتجاجات لمطالبة السلطات المحلية باتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنع أضرار يلحقها بهم معمل غير مرخص متخصص في تحويل مادة «الكبار»، مع الإشارة إلى أن لجنة معاينة سبق لها أن وقفت على هذه الاختلالات، حيث يلفظ المعمل مخلفات ملوثة في فضاءات عمومية دون اكتراث بانعكاساتها على البيئة والمواطنين.