بعد معركة «الحدود» الشهيرة بين جماعة أولاد الطيب ومدينة فاس، قال قياديون في حزب الأصالة والمعاصرة، في خلوة عقدت صباح أول أمس السبت في خيمة، للتواصل بين أعيان ومستشارين ورؤساء جماعات في ضواحي المدينة، إنهم يعتزمون خوض «معركة الراتب» ضد رئيس المجلس الجماعي لفاس، حميد شباط، بعدما قرر توقيف «المانضة» عن رئيس جماعة كان قرر مغادرة حزب «الميزان» في اتجاه حزب «التراكتور»، مما ينبئ بتوسع هوة التباعد من جديد بين حزب الاستقلال وحزب الأصالة والمعاصرة بجهة فاس. وكان شباط قد قرر، في وقت سابق، قطع الراتب عن موظفين جماعيين، أحدهما ينتمي إلى حزب النهج الديمقراطي، والثاني إلى حزب الاتحاد الاشتراكي لمدة تفوق السنتين، بسبب احتجاجات حركة 20 فبراير، التي ظلت ترفع فيها شعارات مناوئة لعمدة فاس والوالي السابق للجهة، قبل أن يقرر تأديبهما لمدة محددة في شهر، وإرجاع الأجر الإجمالي، وإعادتهما إلى العمل، بعد اتصالات بوشرت معه، بشكل متفاوت، من قبل قيادات مركزية في حزب النهج الديمقراطي وحزب الاتحاد الاشتراكي. جاء هذا بعدما قرر رئيس الجماعة الحضرية لفاس توقيف راتب الموظف عبد الرحيم المعتمد، الذي يشغل في الآن ذاته رئيس جماعة «عين الله» القروية، التي تعتبر من منتجعات السياحة الداخلية في إقليم مولاي يعقوب. وأشارت مصادر حزبية إلى أن قرار توقيف راتب هذا الرئيس القروي تزامنت مع قرار جماعي اتخذه أكثر من 40 مستشارا جماعيا في الإقليم، منذ أشهر، للالتحاق بحزب الأصالة والمعاصرة. وظهر بين هؤلاء الأفواج من المستشارين رؤساء جماعات ونواب للرؤساء، وكان عدد منهم ينتمي قبل ذلك إلى حزب الاستقلال. ولم يخف عبد الرحيم المعتمد، رئيس هذه الجماعة، في كلمة له بالمناسبة، ما أسماها بالمضايقات السياسية التي يتعرض لها، فيما قال عبد الله الموني، الأمين العام الإقليمي لحزب حزب الأصالة والمعاصرة، إن «البام» هو «حزب الغد وحزب الأمل» في الإقليم. ويراهن حزب الأصالة والمعاصرة على إقليم مولاي يعقوب في الانتخابات القادمة، داعيا الأعيان والمستشارين والرؤساء التابعين لحزب «الجرار» إلى تعزيز قنوات التواصل مع المواطنين، دون السقوط في تقديم الوعود الكاذبة. وأشاد بقوة الحزب وأعيانه في هذا الإقليم الممتد ذي التضاريس الوعرة، والذي سبق أن احتضن معارك انتخابية جزئية حامية الوطيس بين كل من حزب العدالة والتنمية وحزب الاستقلال، دون أن يدخل حزب «الجرار» هذه المعارك المفتوحة بشكل مباشر. ونجح أعيان الحزب في الإقليم في عمليات استقطاب واسعة لمنتخبين في الجماعات القروية بالإقليم.