تعيش قناة «ميدي 1 تي في» بطنجة، حاليا، أسوأ فتراتها على الإطلاق، بعد تصاعد غضب العاملين بها على سياسة المدير العام للقناة عباس، العزوزي، وآخر تطورات الصراع بين العزوزي والعاملين بالقناة، قرار هؤلاء بتنظيم وقفة احتجاجية اليوم الأربعاء، ووضع شارات حمراء، تعبيرا عن سخطهم على الوضعية المزرية التي صاروا يشتغلون فيها. وعقدت نقابة «ميدي 1 تي في» جمعا عاما استثنائيا يوم الأحد الماضي بطنجة، ختمته بإصدار بيان يعلن عن تنظيم ثاني وقفة احتجاجية ضد عباس العزوزي، وهو البيان الذي وصف وضعية القناة ب»المزرية»، كاشفا عن وجود غضب عارم ضد «العشوائية» التي تطبع تسيير مختلف أقسام القناة. وقرر العاملون بالقناة، الاحتجاج أمام بوابة مقر «ميدي 1 تي في» بالمنطقة الحرة لطنجة، حيث ينتظر أن توجه رسائل مباشرة للمؤسستين الاستثماريتين الإماراتيتين، اللتين اقتنتا حوالي 75 في المائة من أسهم القناة، لمطالبتهما برحيل المدير العام مصطفى العزوزي. وأوردت مصادر «المساء»، أن العزوزي، الذي بلغ سخط العاملين في عهده أقصى درجاته، حاول طيلة يوم أمس إقناع ممثلي العاملين بالقناة، بمجالسته ومحاورته، في محاولة لثنيهم عن قرار الاحتجاج، وأضافت المصادر ذاتها أن العزوزي حدد موعد الثانية من زوال يوم أمس لهذا الاجتماع. وكانت الأوضاع قد انفجرت من جديد خلال الأسبوعين الماضيين، بعد الكلام «غير الأخلاقي» الذي وصف به العزوزي العاملين بالقناة خلال اجتماع معهم، على حد وصف مصدر من داخل القناة، والذي أورد أن أحد الصحفيين المغاربة طالب المدير العام ب»التحفيز»، نظرا لضغط العمل، فأجابه بالقول «إن الحيوان هو الذي يحتاج لتحفيز»، ما أثار غضب العاملين. وفي سياق متصل، كشف مصدر من داخل القناة، أن الغضب تزايد في الأيام الأخيرة على العزوزي، بعدما حصر الزيادات في الأجور لمجموعة من الصحفيين الأجانب، وهي الزيادات التي وصفها المصدر المذكور بالمهمة، في حين لم يستفد معظم الصحفيين المغاربة من أي زيادات، واقتصرت زيادات التقنيين على مبلغ لا يتجاوز 400 درهم. ويضيف مصدر «المساء»، أنه في الوقت الذي يعاني فيه الصحفيون الذين يشتغلون في القناة منذ مدة طويلة، من ضغط العمل دون أي زيادة، قام العزوزي باستقدام صحفيين من قناتين أجنبيتين مقابل 4 ملايين سنتيم شهريا، ليتبين أن هذين الصحفيين لا يستطيعان مواكبة سرعة العمل بالقناة، حيث إنهما يأخذان وقتا طويلا جدا في إنجاز تقرير مدته 3 دقائق مثلا. وتعاني»ميدي 1 تي في»، حسب العاملين بالقناة، من افتقار الإدارة الحالية لرؤية واضحة، وعدم قدرتها على مواكبة تحول القناة من قناة إخبارية لقناة عامة، وهو ما تكشفه نسبة المشاهدة التي كشفت الأرقام الأخيرة ل»ماروك ميتري»، أنها لا تتجاوز 3.2 في المائة، لتكون بذلك بعيدة عن منافسة القناتين الأولى والثانية. وصار رحيل العزوزي عن القناة، مطلبا أساسيا لمعظم العاملين، خاصة بعد سلسلة الفضائح المالية والإدارية التي عرفتها القناة في عهده، حيث غادر القناة 10 صحفيين من القسم العربي، وعدد كبير من صحفيي القسم الفرنسي ومن التقنيين، هذا بالإضافة إلى المطالب الصادرة عن الفرق البرلمانية لوزارة الاتصال بافتحاص حسابات ا لقناة.