يتواصل مسلسل نزيف الطاقات البشرية بقناة «ميدي 1 تي في»، احتجاجا على سوء تدبير الرئيس المدير العام للقناة، عباس العزوزي، بعد استقالة مجموعة من العاملين بالقناة الكائن مقرها الرئيسي بطنجة، وتهديد آخرين بالقيام بخطوة مماثلة. وعلمت «المساء» أن آخر المستقيلين كان هو المدير التقني للقناة، عبد اللطيف بليحة، الذي قضى أزيد من 15 سنة في المؤسسة، انطلاقا من المحطة الإذاعية، ثم مرورا إلى القناة منذ انطلاقتها، وإلى جانب المدير التقني، قدم أحد أقرب مساعدي العزوزي، استقالته من عمله بمكتب الرباط. وإلى جانب المستقيلين المذكورين، قدم الصحفي الأردني إبراهيم بدر استقالته من العمل بالقناة، غير أن بدر أورد على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن استقالته لم تأت احتجاجا على العزوزي، بل لظروف شخصية، مبديا أسفه على مفارقة المحطة التي عمل بها منذ إطلاقها. من جهة أخرى، أوردت مصادر من داخل القناة أن غليان العاملين بالقناة يتصاعد على سياسات العزوزي المالية والإدارية، ما دفع صحفيين وتقنيين وإداريين إلى مصارحة المدير العام بغضبهم، وتهديد معظمهم بالرحيل إن استمر الحال على ما هو عليه. واضطر العزوزي، مؤخرا، إلى مجالسة نقابة عاملي القناة، الذين دعوه إلى تحسين وضعية من يمثلونهم، فأطلق مسلسل «بكائيات» حول معاناة القناة من أزمة مالية خانقة، حسب مصادر «المساء»، قبل أن يقول إنه سيعمل على الرفع من الرواتب المتدنية، لكن بمبلغ لن يتجاوز 1000 درهم في أحسن الأحوال. وأوردت مصادر الجريدة، أن ما خرج به اجتماع النقابيين مع العزوزي لم يقنع العديد من العاملين بالقناة، إذ إن بعضهم يتقاضى 4000 درهم فقط، رغم وجوده بالقناة لسنوات، بل إن أحدهم قضى 8 سنوات بالراتب المتدني نفسه. وتساءل العاملون الغاضبون، عن مدى جدية العزوزي في الحديث عن أزمة مالية خانقة، في حين أنه يواصل عمليات اقتناء المسلسلات التركية بملايين الدراهم، رغم أن متابعتها محدودة جدا، وإنتاج برامج لا يتابعها أحد، مضيفين أن تلك الأموال كان عليها أن تستغل لتحسين وضع العاملين بالقناة. وقالت مصادر «المساء» إن الحالة السائدة داخل القناة هي حالة إحباط عام، إذ إن بعض الموظفين والصحافيين يجاهرون بأنهم ينتظرون أول فرصة تتاح لهم لمغادرة القناة.