أحالت مصالح الضابطة القضائية بالمنطقة الإقليمية بالخميسات، أخيرا، على أنظار الوكيل العام لمحكمة الاستئناف بالرباط، شقيقين وجهت لهما تهمة الضرب والجرح العمد بواسطة السلاح الأبيض المؤدي إلى الموت وشابا آخر، بتهمة الضرب والجرح. وحسب إفادة مصدر أمني، فإن الحادثة وقعت يوم 18 يونيو الماضي بحي السعادة بالخميسات، بعد إخبار الشرطة، بأن هناك شخصا متوفى بقسم المستعجلات الطبية بالمستشفى الإقليمي بالمدينة، إثر تعرضه للضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض، مما حتم عليها تجنيد كل الطاقات البشرية المتوفرة لديها، من أجل المعاينة والبحث والتحري وبالتالي التوصل إلى مقترفي الفعل الإجرامي. وتم ذلك فعلا بالانتقال إلى قاعة المراقبة الطبية التابعة لقسم المستعجلات للمستشفى الإقليمي، حيث تبين أن الأمر يتعلق بالهالك المسمى قيد حياته،(ب.ب.) الذي فارق الحياة متأثراً بالجروح التي أصيب بها في العنق ومقدمة الرأس، بالإضافة إلى جرح سطحي بسيط في معصم اليد اليسرى. وبعد إجراء المعاينات اللازمة وأخذ صور للهالك، تم الانتقال على وجه السرعة إلى مكان الحادث بالقرب من منزل الضحية حيث عاينت الفرقة التي انتقلت إلى مسرح وقوع الجريمة آثار مياه استعملت في تنظيف المكان من الدماء وعلى الرغم من ذلك يضيف المصدر الأمني، تمت مشاهدة بقعة دم مما يدل على أن الهالك سقط صريعا بعين المكان. مضيفا أنه في سياق البحث تم القيام بحملة تمشيط واسعة حول مكان الحادث، لم تسفر عن أي شيء يذكر، اللهم التوصل إلى كون مقترفي الضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض المفضي إلى الموت في حق الهالك، هما المسمى ( ا.ع.) وأخوه (م.ع.). وأكد المصدر ذاته، أن الأبحاث والتحريات المكثفة في موضوع القضية، أسفرت بادئ الأمر عن التوصل إلى المسمى (ا.ع.) الذي أصيب هو كذلك في الحادث ونقل من جراء ذلك إلى المستشفى الإقليمي، لتلقي العلاجات التي تبين من خلالها أنه مصاب كذلك بكسر في يده اليمنى. وبعد تلقي الأخ الأول للعلاج، وضع تحت الحراسة النظرية لفائدة البحث والتقديم أمام العدالة وكانت عناصر الأمن قبل ذلك قد تمكنت من حجز السكينين المستعملين في الجريمة أحدهما متوسط الحجم قابل للانطواء والآخر كبير الحجم ذو قبضة منفصلة عن النصل. و في السياق ذاته تم إلقاء القبض على المساهم الثاني في الاعتداء المسمى(م.ع)، إلى جانب أخ الهالك الذي عرض المتهم الأول للكسر في يده، أثناء الدفاع عن أخيه القتيل. وزاد المصدر الأمني، أن البحث الذي بوشر من طرف دائرة شرطة الزهراء بنفس المنطقة الإقليمية للأمن وتم خلاله الاستماع إلى والدة الهالك المسماة (ج)، أكدت فيه أن ابنها تعرض فعلا للضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض من قبل الأخوين، مما أدى إلى وفاته، كما تم الاستماع إلى أخ الهالك الذي ألقي القبض عليه، والذي أكد أقوال والدته ونفى أن يكون قد قام بأي شيء يذكر في حق المعنيين بالأمر. وبعد تجميع كل هذه المعطيات، تم تعميق البحث مع الأطراف في القضية، حيت عاد أخ الهالك للاعتراف بأنه فعلا ضرب المسمى احمد في يده، مما تسبب في إصابته وكسر السكين، وذلك بواسطة أنبوب حديدي تم حجزه بعد الانتقال معه إلى عين المكان. وقد اتضحت الأسباب الأولية التي أدت إلى وفاة الهالك، بعد الاستماع إلى أخت الشقيقين المتهمين المسماة(ف.ع.)، التي أفادت أنه حينما كانت تقوم بتنظيف فناء المنزل قبالة الباب، مر الهالك وبصق دون أن يصيبها بلعابه، مما جعلها تتوجه عند والدته لإبلاغها بما تعرضت له من قبل ابنها، قبل أن تقفل راجعة للبيت لإتمام أشغالها. وبعد لحظات فقط، سمعت طرقات على باب منزلها، وعند فتحه وجدت الهالك الذي قام بصفعها. وأمام هذا التصرف الذي لم تعرف دوافعه، أخبرت أخاها (ا.ع.) بما قام به الضحية في حقها، مما جعله يتوجه نحوه ويمسكه من ذراعه ثم لفه حول عنقه من الخلف، غير أن الهالك لم يستسغ ذلك فتجرد من سترته، قبل أن يشهر سكينا واخذ يلوح به في اتجاه أخيها الذي أصيب بجروح من جراء ذلك. وأضافت (ف.ع.) أنه بعد إمساك أخيها بخصمه، وبعد التدافع الذي حصل بينهما، سقطا معا أرضا، مما جعلها تطلق لصراخها العنان حيث تسبب ذلك في تجمهر سكان الحي، الشيء الذي حال دونها ومتابعة أطوار النزاع، لتشاهد فيما بعد سقوط الهالك أمام منزله، وأضافت الفتاة في تصريحاتها أنها لا تستطيع تأكيد حضور أخيها الثاني أثناء النزاع، بسبب تجمهر الحاضرين. وأضافت المصادر الأمنية، أنه من أجل تعميق البحث، تم التوصل إلى شاهد عيان، المسمى(ن.ا.)، حيث تم الاستماع إليه في محضر قانوني، جاء فيه أنه بينما هو بمسكنه، فوجئ بتجمهر سكان الحي، إذ أنه وعند خروجه شاهد المسميين احمد وبنعاشير يتبادلان العنف فيما بينهما، دون أن يكون أي سلاح أبيض بحوزة أي منهما، وأمام تدخل الحاضرين انفض النزاع. بعد ذلك عاين (ا.ع.)، يتوجه إلى أمام باب مسكن الهالك وبيده سكين، يطلب من خصمه الخروج، وأمام استفزازه من طرف خصمه، خرج وهو عاري الصدر، مجردا من أي سلاح ابيض، وصادف ذلك حضور الأخ الثاني للمتهم (م.ع.) إلى عين المكان والذي كان بدوره يحمل سكينا حاصر به الضحية من الخلف، ليشرعا معا فيما بعد بالتلويح بسلاحيهما الأبيضين تجاه الهالك، حيث أصاباه، وأثناء ذلك كان يحاول الدفاع عن نفسه باللكم وكذا بالتقاط أي شيء من الأرض، غير أنه والمسمى احمد أصيبا بجروح، فتدخل بعض أفراد عائلة المعنيين بالأمر لفض النزاع، غير أن الهالك سقط أمام منزله، وعند تفحصه تبين أنه فارق الحياة.