كشفت مصادر من ميناء المحمدية أن ناقلة للنفط تحمل اسم «يونايتيد ليدرشيب» ما تزال عالقة في عرض السواحل المقابلة للميناء، بعد رفض السلطات المختصة منحها ترخيصا للرسو بالرصيف، بمبرر عدم تقديم الوثائق المطلوبة، وقالت المصادر ذاتها إن الأمر يتعلق بناقلة تحمل علم «جزر مارشال»، هي موضوع نزاع بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان، الذي أعلن قبل أشهر انفصاله عن العراق، وتحمل على متنها شحنة من خام إقليم كردستان المنقول عبر خط الأنابيب الذي تم مده إلى تركيا. وفي حين رفض مسؤولون بمديرية المحروقات بوزارة الطاقة والمعادن المغربية التعليق على الموضوع بداعي الانشغال باجتماع مهم، قالت مسؤولة بمديرية التنمية ب «مرسى ماروك» إنه طالما أن الناقلة ليست راسية بأرصفة ميناء المحمدية، فهذا يعني أن وضعيتها لا تعني الوكالة. ومن جهتها، كشفت مصادر من الوكالة الوطنية للموانئ إن دخول الناقلة إلى الميناء المغربي مرتبطة بحصول مسؤوليها على التراخيص المطلوبة، والتي تحددها المدونة الدولية لأمن السفن ومرافق الموانئ «ISPS»، وهذا يفترض تقديم كافة الوثائق المطلوبة، والتي تحدد نوعية الشحنة وطبيعتها ومدى قانونيتها. وحسب المعطيات المتوفرة عن الناقلة «ليدر شيب»، والتي عممتها خدمة «رويترز»، التي تنشر بيانات «إي.آي.إس لايف»، لتتبع السفن عبر الأقمار الاصطناعية، فقد كان مقررا أن تتوجه الناقلة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، لكنها غيرت مسارها لدى وصولها إلى جنوبالبرتغال وتوجهت لاحقا إلى جبل طارق، قبل أن يستقر بها الأمر في عرض السواحل المغربية -قبالة ميناء المحمدية- انتظارا لأوامر جديدة، ما يشير إلى أن الشركة التي اشترت النفط لم تجد بعد مكانا تنقل الشحنة إليه. وتعتبر حمولة الناقلة التي تزيد عن 9 آلاف طن من النفط الخام، أول حمولة خام تصدرها حكومة إقليم كردستان، وهو ما أشعل فتيل أزمة بين كردستان والحكومة المركزية في بغداد، بخصوص بيع الإقليم شبه المستقل نفطا بمعزل عن بغداد. وبدأ إقليم كردستان في بيع الخام والمكثفات دون موافقة الحكومة المركزية عبر شاحنات إلى ميناءين تركيين صغيرين قبل أن يمد خط الأنابيب الخاص به إلى تركيا. ويحاول الطرفان التوصل إلى اتفاق سياسي بشأن مبيعات النفط، لكن لم يبتّ في الأمر بعد خمسة شهور من بدء عمل خط الأنابيب، مما دفع حكومة كردستان العراق إلى بيعه منفردة. وفي حين قال رئيس حكومة كردستان العراق، نيجيرفان برزاني، في البرلمان إنه «لا تراجع، وإنه إذا لم يتم التوصل إلى تفاهم مشترك، فإن كردستان أمامها خيارات أخرى، ولا يمكنها الانتظار إلى الأبد»، حذرت وزارة النفط العراقية الشركات والأسواق العالمية من شراء حمولة الناقلة «يونايتد ليدرشيب» المحملة بالنفط الخام المستخرج من حقول إقليم كردستان، معتبرة إياه نفطا مسروقا ومهربا. وقالت إن «الملاحقة القضائية ستطال أي جهة أو شركة نفطية تتعامل أو تتبنى تسويق حمولة ناقلة «يونايتد ليدرشيب» أو أي حمولات مماثلة».