يبدو أن المواجهة المفتوحة بين فصيل الطلبة القاعديين ونظرائهم الإسلاميين داخل الجامعة المغربية ستأخد أبعادا خطيرة بعد أن عمد فصيل «الطلبة القاعديون» إلى تعميم رسالة تدعو إلى تشكيل ما أسموه ب«جبهة موحدة للنضال ضد الفاشية الظلامية الصاعدة في المغرب». الرسالة التي توصلت «المساء» بنسخة منها تدعو إلى النضال «ضد الخطوات الفاشية لحزب العدالة و التنمية بالجامعة»، ومن أجل «محاكمة تاريخية و سياسية لأصحاب المشانق و المقاصل». لغة البيان الناري الذي تمت صياغته وكأن الحرب ستقوم بين هذين الفصيلين ليست بالضرورة، بحسب ما أكدته طالبة قاعدية من موقع مراكش في تصريح ل«المساء»، أن تكون هذه المواجهة بالعصي والعنف بل إن الأمر سيقتصر على المواجهة الفكرية والسياسية وفضح الأعمال والجرائم التي يقومون بها داخل الجامعة. وحملت المتحدثة ذاتها فصيل منظمة التجديد الطلابي مسؤولية ما وقع داخل كلية الآداب بمراكش الشهر الماضي، مشيرة إلى أنهم استعملوا السيوف والأسلحة البيضاء لمواجهة عائلات الطلبة المعتقلين بمراكش الذين تمت محاكمتهم في ذلك اليوم. لكن مصطفى الفرجاني، رئيس منظمة التجديد الطلابي نفى أن يكون أعضاء فصيله الطلابي المحسوب على حزب العدالة والتنمية قد تورطوا في أعمال عنف داخل الجامعة، وأوضح الفرجاني في تصريح ل«المساء» أنهم قرروا عدم الرد بالمثل ،في غياب أي طرف من المجتمع المدني بإمكانه أن يتدخل لوضع حد لظاهرة العنف الجامعي, وأضاف المتحدث ذاته أنهم قرروا لمواجهة هذا الأمر اللجوء إلى القضاء بشكل أساسي وتحميل الدولة مسؤوليتها لمحاسبة الجناة، كما تم توجيه رسائل إلى عدد من المنظمات الحقوقية والأحزاب السياسية والبرلمان. واتهم الفرجاني من وصفهم بعصابات البرنامج المرحلي بتحويل الحي الجامعي بمراكش إلى شبه قلعة عسكرية, يخزنون فيها السيوف داخل غرف الطالبات يصنعون الزجاجات الحارقة، وهو ما تنفيه طالبة قاعدية في تصريح ل«المساء» جملة وتفصيلا وتتهم طلبة التجديد الطلابي باختلاق أمور من هذا النوع لتشويه صورة القاعديين. وتشير المتحدثة ذاتها إلى أن الطلبة القاعدين منشغلون حاليا بمواجهة بنود المخطط الاستعجالي للتربية والتكوين الذي سيتم تطبيقه الموسم الجامعي القادم. كما أنهم منشغلون بقضية إطلاق سراح زملائهم المعتقلين الذين يتجاوز عددهم 30 طالبا. وحول مستقبل العلاقة بين الإسلاميين والقاعديين أوضح طالب قاعدي من موقع فاس هذه المرة أنه يستحيل أن يتم أي تحالف مع الإسلاميين وأن العلاقة التي تجمعهم يمكن تلخيصها بالشكل التالي « القطع الاجتماعي والفضح السياسي والمواجه العسكرية». يذكر أن حرب الجامعات حصدت منذ التسعينات إلى حد الآن عشرات الضحايا في صفوف الطلبة ما بين قتلى وجرحى،أغلب المواجهات كانت بين القاعديين والإسلاميين، أو بين الحركة الأمازيغية والقاعديين.